العدد 1431 - الأحد 06 أغسطس 2006م الموافق 11 رجب 1427هـ

انتصارات حزب الله... فرصة للسلام!

تخوفت غالبية الصحف الأميركية من استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان خصوصاً بعد مجزرة قانا التي وصفها الجميع بالمروّعة. وشجعت وقف الغارات الإسرائيلية المؤقت وطالبت بتمديد هذا التوجه إفساحاً للمجال أمام الدبلوماسية مع عدم المراهنة على نجاح خطة نشر قوات دولية على رغم أن هناك إجماعاً على ضرورة نزع سلاح حزب الله وإبعاده عن الحدود. لكن المعلومات المتداولة ان أياً من الدول ليس لديها الحماس للمشاركة. لكن هناك تحريضاً واضحاً للأطراف اللبنانية والأميركية والدولية على أن هذه الحرب يجب ألاّ تنتهي قبل إنهاء الحزب. اللافت ان إحدى الافتتاحيات اعتبرت ان طموحات الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والرئيس الأميركي واحدة في التخلص من ميليشيا حزب الله. لكن الأبرز هو ان هذه الحرب أيقظت على نحو لافت الغربيين على مسألة كان قد دفنها آرييل شارون قبل أن يذهب هو نفسه في غيبوبة الموت وهي مسألة ضرورة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وذلك بتصاعد الحديث عن ضرورة اغتنام الفرصة لمعالجة أساس المشكلة في المنطقة وهي القضية الفلسطينية حتى أن أحدهم شبّه هذه الحرب بحرب أكتوبر 1973 في إشارة ضمنية إلى انتصارات حزب الله وبالتالي فإنها قد تكون كسابقتها «فرصة» أمام فتح باب السلام من جديد. وبحل هذه القضية «ولو على زغل»، اعتبر أحدهم ان كل مشكلات لبنان وفلسطين والعراق خصوصاً ستنتهي كما ستهدأ مخاوف المملكة العربية السعودية والأردن من النفوذ الإيراني إذ ستسحب التسوية ورقة «إسرائيل» من يد طهران.


سرد لحرب أكتوبر 1973

وأعاد ديفيد إغناطيوس في «واشنطن بوست» سرد بعض محطات الصراع العربي الإسرائيلي، ليصل إلى تشبيه مجريات الحرب الحالية بين «إسرائيل» وحزب الله بحرب أكتوبر 1973 حين عبرت الجيوش المصرية خفية قناة السويس وشنت هجوماً على «إسرائيل». فلفت إلى انه خلال تلك الأزمة كانت هناك جهود دبلوماسية حثيثة لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، مع إصرار «إسرائيل» على الحصول على مزيد من الوقت لتحقيق النتائج العسكرية والسياسية التي تريدها من تلك الحرب. ليصل إلى أن أهم نتائج حرب أكتوبر هي أنها فتحت الباب أمام محادثات السلام، مشيراً إلى انخراط مصر وسورية في العملية الدبلوماسية التي أشرف عليها بمهارة وزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنجر الذي استطاع إبقاء مسافة بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» ما أتاح له حرية في المفاوضات. وأكد إغناطيوس أن الأزمة الراهنة بين «إسرائيل» ولبنان ربما تكون كسابقتها فرصة أمام فتح باب السلام من جديد، لكنه لاحظ أن ما ينقص حالياً هو المهارة والانخراط الدبلوماسي الأميركي والالتزام الكامل، من مثل أسلوب هنري كيسنجر، في حل الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط.


حزب الله ليس أساس المشكلة

ودعا برنت سكوكروت في «واشنطن بوست» إلى تسوية شاملة برعاية أميركية فوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس محقة في تأكيد أن تسوية الأزمة الراهنة في لبنان يجب ألا تقتصر على وقف إطلاق النار، وإنما يجب أن تكون نهائية مع معالجة أسباب الأزمة. وأوضح ان حزب الله ليس هو أساس المشكلة التي يجب معالجتها فالمشكلة الحقيقية تعود إلى الصراع المأسوي حول فلسطين والذي بدأ في العام 1948، أي منذ محاولات الأمم المتحدة خلق دولتين منفصلتين، «إسرائيل» وفلسطين. واعتبر ان الصحوة والغضب اللذين يعتريان العالم ربما يشكلان فرصة مناسبة لحل هذا الصراع والمأساة المتواصلة منذ أكثر من 58 سنة. وإذ أكد أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على الأخذ بزمام المبادرة والقيادة لحل هذا الصراع، لفت إلى النقاط العالقة أمام التوصل إلى تسوية شاملة ونهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بدءاً بمبادرة بيل كلينتون وانسحاب «إسرائيل» حتى حدود 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة وحل مشكلة توطين اللاجئين الفلسطينيين في بلدان الشتات وحيث هم يقيمون! ومرّ سكوكروت على المبادرة السعودية التي وصفها بأنها مهمة إذ تعرض سلاماً دائماً بين العرب و«إسرائيل» إذا وافقت على شروط المبادرة وغيرها من النقاط التي حكمت محادثات السلام على مدى السنوات الماضية. أما أهمية تسوية هذا الصراع فتكمن بحسب الكاتب الأميركي في انها لن تعود بالفائدة على الفلسطينيين والإسرائيليين فحسب، وإنما ستمتد آثارها إلى لبنان، كما انها ستقوض النفوذ الإيراني في المنطقة الذي شدد على انه يهدد المملكتين السعودية والأردن. كذلك ستجعل الحكام العرب يلتفتون إلى معالجة الأمور الداخلية التي تشغلهم والعمل على تطوير بلدانهم. ورأى أيضاً أن تسوية الصراع بين «إسرائيل» والعرب ستعود كذلك بالفائدة على العراق، بعد سحب ما أسماها ورقة «إسرائيل» من يد إيران، وعندها يمكن التوصل إلى حلول وتسويات بين الأكراد والسنة والشيعة ويقوم عراق مسالم ومزدهر

العدد 1431 - الأحد 06 أغسطس 2006م الموافق 11 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً