العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ

«إسرائيل» توسع ونصرالله يرحب

وسعت «إسرائيل» أمس عملياتها العسكرية في جنوب لبنان بإيعاز من واشنطن. بالمقابل توعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في رسالة متلفزة بثها تلفزيون «المنار» مساء أمس «إسرائيل» بمزيد من الهزائم، متعهدا بتحويل أرض الجنوب إلى مقبرة للغزاة.وقال «إن كان لابد من المنازلة فأهلا وسهلا أنتم الجبناء تدمرون بيوتنا ونحن نقتل ضباطكم هذه حقيقة مشرفة». وخاضت القوات الإسرائيلية مواجهات عنيفة مع حزب الله تحت ستار كثيف من القصف المدفعي والجوي قتل فيها 15 جنديا إسرائيليا وأصيب 30 آخرون.


نصرالله: وافقنا على نشر الجيش في الجنوب لكننا لا نخفي خوفنا عليه

بيروت - أ ش أ

أكد الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله أن الحزب وافق على نشر الجيش اللبناني على الحدود، لكنه لايزال يتخوف عليه، وخصوصا إذا لم تعالج المسائل العالقة بين لبنان و«إسرائيل». وقال نصرالله - في كلمة متلفزة له مساء أمس عبر محطة تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله - إن الحزب لم يوافق في السابق على نشر الجيش على الحدود ليس تشكيكا في الجيش ولكن خوفا عليه، لأن هناك عدوا قد يعتدي في أي لحظة على لبنان وسيصبح نشر الجيش هناك كمن يضع هذا الجيش في فم التنين وخصوصا أنه لا يتمتع بأي غطاء جوي.

وأشار إلى أن الحرب التي تشنها «إسرائيل» حاليا على لبنان قد أثبتت صمود المقاومة لأنه ليس لها وجود ثابت، ولم يستطع العدو أن ينال من قدراتها بعكس الجيش النظامي الذي ستكون له مراكز ثابتة ومعروفة. وشدد الأمين العام لحزب الله على «أن يكون نشر الجيش على الحدود لحراسة لبنان وليس لحراسة العدو»، وقال إنه إذا كان نشر الجيش مخرجا سياسيا يؤدي إلى وقف العدوان فإنه يعتبر هذا المخرج مشرفا ويقبل به على رغم محاذيره ولن يقف عائقا أمام خيار من هذا النوع.

واعتبر أن نشر الجيش اللبناني سيكون البديل الأنسب والأفضل من نشر قوات دولية لا يعرف بمن تأتمر أو ما ستكون عليه مهمتها. وأضاف نصرالله «أنه على رغم الإجماع الوطني على خطة الحكومة فإن الجانب الأميركي يعطل أي إمكانية تأخذ في الاعتبار الحقوق الوطنية اللبنانية ولاتزال الإدارة الأميركية تعمل بكل جهد لفرض شروط (إسرائيل) على لبنان ولتحقيق شروطها بالكامل على حساب مصلحة لبنان».

ودعا إلى التحلي بالإرادة السياسية والصمود السياسي وعدم الخضوع للاملاءات الأميركية وعدم الالتفات إلى الوضع الميداني لأن هذا الوضع جيد وصلب، معتبرا أن أي تجاوز لخطة الحكومة اللبنانية سيعني خروجا على الإجماع الوطني الذي يحرص عليه الحزب.

وحذر نصرالله من أن «العدو سيلجأ نتيجة الإخفاقات إلى المزيد في ضرب البنية التحتية وضرب المدن وارتكاب المزيد من المجازر»، وقال «إن قتل المدنيين هو الوسيلة المتاحة أمام هذا العدو المتوحش في سفك الدماء وتدمير المساكن والأبنية والبيوت في جرائم حرب واضحة». وتساءل نصرالله أليس تدمير الأبنية البعيدة عن الجبهة والتي ليس لحزب الله أو قياداته أو عناصره أية صلة بها وتدمير الجسور بزعم منع خطوط الإمداد عن المقاومة وقتل المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ للضغط على اللبنانيين لفرض الاستسلام والخضوع للشروط الإسرائيلية... كلها جرائم حرب؟

وأبدى نصرالله أسفه «لأن مسودة مشروعات القرارات المطروحة على مجلس الأمن لا تحتوي على أي لوم لجرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة في الوقت الذي شجب المجتمع الدولي أسر جنديين في عملية عسكرية فضلا عن أن التدمير والمجازر لم تحظ بأي كلمة لوم واحدة من مجلس الأمن العاجز بفضل (الفيتو) الأميركي الذي يعمل على تغطية كل الجرائم الوحشية لهذه الحرب القائمة». وقال نصرالله: «إنه على رغم كل ذلك يريدوننا أن نعيش إلى جانب هذا العدو بسلام، إلى جانب قاتل الأطفال والنساء ومدمر البيوت»، معتبرا أن المشروع الفرنسي الأميركي المطروح على مجلس الأمن يهدف إلى إعطاء «إسرائيل» بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه بالحرب.

وأشار إلى أنه في هذه المرحلة السياسية سيتضح من هو إلى جانب لبنان ومن هو ضد لبنان. وأضاف أن «الإدارة الأميركية مازالت مصرة على شروطها ومتمسكة بغطرستها وعمدت إلى إيفاد مساعد وزيرة الخارجية الأميركي ديفيد وولش بالتزامن مع قرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة توسيع العمليات لإخافة اللبنانيين وترويعهم للقبول بالشروط التي جاء وولش من أجلها». وتساءل: هل هذا القرار جزء من الحرب النفسية للضغط على اللبنانيين ليقبلوا بما جاء به وولش أم أن هذا القرار جدي وفعلي في الميدان؟ وأوضح أن الإسرائيليين لم يستطيعوا انجاز السيطرة على الشريط الحدودي الذي قالوا إنهم يريدون العودة إليه كما كان الحال في السابق. وتابع نصرالله «الحكومة اللبنانية تقدمت بمشروع النقاط السبع فقوبلت بمشروع قرار جائر يعطي الإسرائيليين أكثر مما يطالبون به».

وكشف الأمين العام لحزب الله أنه كان لدى حزبه تحفظات على النقاط السبع للحكومة اللبنانية إلا أنه تجاوز هذه التحفظات حتى يمكن الاستفادة منها أمام المجتمع الدولي. وقال نصرالله إنه عندما قدمها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والتي أيدتها الدول العربية فإنه تعاطى معها بايجابية على رغم تحفظه على بعض النقاط التي لاتزال تحتاج إلى نقاش، لكنه كان حريصا على تقديم موافقة لبنانية جماعية للظهور بمظهر لبناني موحد أمام العالم.

وحذر من المحاولات الأميركية الإسرائيلية للإيقاع بين اللبنانيين والتحريض على الفتنة وفك التضامن الوطني، مشيرا في هذا المجال إلى محاولات وسائل الإعلام الإسرائيلية بث الشكوك من خلال إذاعتها أن بعض الأطراف اللبنانية تجري بعض الاتصالات لكي تطلب عدم وقف الهجوم الإسرائيلي على حزب الله.

ووضع نصرالله ما صرح به مندوب أميركا في الأمم المتحدة جون بولتون، من أنه تم التنسيق بشأن المشروع المطروح على مجلس الأمن بين الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، ضمن محاولات ضرب الصمود والتضامن اللبناني. وشدد على «عدم الدخول في أي سجال سياسي مع أي فريق لبناني أيا تكن الانتقادات على رغم أن بعضها يحمل الأذى لحزب الله ويتماثل في مواقفه مع مواقف المسئولين الإسرائيليين بالكامل إلا أن الأولوية لدى الحزب الآن للصمود والتضامن لحفظ مصالح لبنان ولوحدة الصف والتضامن الشعبي والرسمي وتقوية موقف الحكومة اللبنانية في المفاوضات للحفاظ على الحقوق الوطنية».

وقال الأمين العام لحزب الله «إنه سبق أن حذر من أن هذا العدو قد يلجأ إلى المزيد من الضرب للبنية التحتية وللمنشآت المدنية والاعتداء على المدنيين وهو ما يحدث، إذ يرتكب العدو المزيد من المجازر من القاع إلى الشياح إلى الغازية إلى أماكن كثيرة لا تعد ولا تحصى». وأشار إلى أن الادعاءات الإسرائيلية بأنهم يقصفون هذه المواقع لأن بها منصات صواريخ لحزب الله هي ادعاءات واهية، متسائلا: هل كان المبنى السكني في منطقة الشياح يخفي على السطح منصات صواريخ... أو ضرب تشييع الجنازات في الغازية يخفي صواريخ؟ موضحا أن هذه ادعاءات فارغة وأن قتل المدنيين يحدث عمدا. وأضاف أن مجلس الأمن لا يملك أية قوة لحماية لبنان وكل ما يخطط له ويدرسه هو كيفية حماية «إسرائيل».

أما في الواقع الميداني فقد أكد نصرالله أن المقاومة مازالت قادرة وصامدة، معتبرا أن هذا انجاز كبير للمقاومة وإخفاق للعدو فيما أعلنه من أهداف. وأكد أن المقاومة لاتزال تقاتل في الخطوط الأمامية، مجددا القول إن المقاومة لا تلتزم بالجغرافيا إلا أن المقاومين يصرون على البقاء والقتال حتى آخر طلقة مادامت هناك إمكانية للقتال.

وأشار نصرالله إلى أن القتال مازال مستمرا في بلدة عيتا الشعب والبلدات الحدودية وكل المواقع الأمامية.

ودعا نصرالله اللبنانيين والحكومة إلى المزيد من الصمود، كما دعا النازحين إلى المزيد من الصبر بعد كل هذه التضحيات وعدم تحقيق مصالح العدو على حساب دماء الشهداء، فضلا عن دعوته للمقاومين إلى الثبات.

وتوعد نصرالله في ختام كلمته «إسرائيل» بمزيد من الهزائم، متعهدا بتحويل أرض الجنوب إلى «مقبرة للغزاة، وإن كان لابد من المنازلة فأهلا وسهلا أنتم الجبناء تدمرون بيوتنا ونحن نقتل ضباطكم... هذه حقيقة مشرفة». وكرر نصرالله كلمة الأمين العام السابق لحزب الله السيدعباس الموسوي للإسرائيليين «لقد رأيتم بعض بأسنا... أهلا وسهلا بكم في المعركة البرية»

العدد 1434 - الأربعاء 09 أغسطس 2006م الموافق 14 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً