العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ

المال العربي في المعركة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

طبعاً الآن هناك معركةٌ تدور في لبنان، بين فئةٍ طليعيةٍ من أبناء هذه الأمة، وبين عدو الأمة التاريخي «إسرائيل»، ولم يطرح أحدٌ استخدام سلاح النفط، لأن ذلك أصبح من أحلام النيام. وحركة المال العربي الوحيد المشارك في المعركة تتجه من جيوب الشرفاء والفقراء والطيبين العرب لدعم الشعب اللبناني ومقاومته. على أن المال العربي الرسمي لعب ويلعب دوراً آخر في المعركة، بعضه يصبّ في جيوب الصحافيين الجهابذة المتخصصين في التحقير والتقليل من شأن المقاومة التي تدافع عن نفسها وبلدها.

وهناك مالٌ عربيٌ يصبّ في جيوب المفتين المتخصصين في إصدار الفتاوى المفصّلة بحسب أهواء الحكام، بتحريم الدعاء لمن وصفهم طلال سلمان (صاحب «السفير») بـ «المقاومين الأبطال الذين يمثلون نخبةً من شباب لبنان المؤمنين بحقوقهم في وطنهم».

آخر هذه الفتاوى الطازجة التي طبخت في الميكروويف: «يجب الفرار من العدو إذا كان عدد المشركين وجيش العدو أكبر، وإذا كان عدد جيش الصهاينة أكبر فيجب على الجيش العربي أن يفر ويترك أرض المعركة لعدوه»! وهي القاعدة التي التزمت بها الجيوش العربية حرفياً في الحروب الخمس السابقة مع «إسرائيل». وكانت النتيجة أن استولى جيش الاحتلال في حرب 1967 وحدها على شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية لنهر الأردن ومرتفعات الجولان السورية، وأكمل الاستيلاء على بقية مدينة القدس (الشرقية)، كل ذلك في خمسة أيام، من دون أن يسقط له في القتال أكثر من خمسة جنود!

وبحسب هذه الفتوى، فإن مقاتلي حزب الله الذين يقدر عددهم بثلاثة آلاف، يرتكبون معصيةً كبرى يستحقون عليها الخلود في النار، بصمودهم في الميدان أمام ثلاثين ألف جندي إسرائيلي، وفي وجه دبابات الميركافا طوال شهر كامل.

خطأ حزب الله الذي أثار نقمة المفتين المزيّفين والخطباء المشعوذين، هو أنه لم يستشر أرباب الأموال الذين يدفعون لهم ثمن خطبهم يوم الجمعة، فـ «إعلان الجهاد موكل بولاة الأمر في البلاد العربية لأنه لا أحد غيرهم يفقه ما يفقهه ولاة الأمر من الحكام».

هذه الأموال العربية، ومعها الأموال الصهيونية والأميركية، التي ينفقونها ليصدوا عن سبيل الله، نبأنا الله عنها بقوله: «فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلَبون. والذين كفروا إلى جهنم يحشرون». (الأنفال: 36). هذا ما فعلوه في حرب الثماني سنوات، وفي «تحرير» الكويت، وفي «تدمير» العراق... واليوم في «حرب الفتاوى» ضد لبنان

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1435 - الخميس 10 أغسطس 2006م الموافق 15 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً