العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ

سكان صور يغامرون «على طرق الموت» لتأمين لقمة العيش

حسين علي فاضل من بلدة المالكية جنوب مدينة صور كان الضحية الثامنة أمس الأول على «طرق الموت» جنوب الليطاني التي يغامر الأشخاص العالقون في المنطقة المعزولة في جنوب لبنان بحياتهم وهم يسلكونها سعيا لتأمين لقمة العيش.

وكان حسين، وهو أب لثلاثة أولاد، على دراجة نارية يحاول بواسطتها الوصول إلى مدينة صور هربا من القصف والغارات عندما استهدفته غارة إسرائيلية فقتل على الفور.

وقالت زوجته التي وصلت إلى المستشفى الحكومي في صور لتسلم جثته: «إن زوجها كان يحاول أن يحصل لنا على الخبز والدواء لابنه الصغير علي الذي عمره خمس سنوات، فوقع في المصيدة على طرق الموت». وسقطت أمس الضحية التاسعة جنوب شرق صيدا. وكان أحمد ديب جزيني يقود أيضا دراجة نارية عندما استهدفته طائرة إسرائيلية.

وباتت صور معزولة عن العالم منذ مطلع الأسبوع الماضي بعد أن قصف الطيران الإسرائيلي كل الجسور والطرق المؤدية إليها. كما ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تنذر بأنها ستقصف كل سيارة تتحرك جنوب الليطاني.

وكان 35 شخصا قتلوا داخل سياراتهم في المنطقة من جراء القصف الإسرائيلي، كما يقول رئيس عمليات الإنقاذ في الدفاع المدني في منطقة صور سلام ظاهر، وذلك في قرى زبقين والبرج الشمالي وحاريص وغيرها. وعلى الأثر، بدأ الأهالي باستخدام الدراجات النارية التي استهدفتها الطائرات أيضا فقتل تسعة أشخاص خلال أسبوع. وخلال اليومين الماضيين، بات الكثيرون في منطقة صور وجنوب الليطاني يفضلون السير على الأقدام، كما فعل موسى خشان (17 عاما) الذي وصل سيرا من بلدته المنصوري التي تبعد تسعة كيلومترات إلى صور للإبلاغ عن وجود ستين عائلة محاصرة بالقذائف ومهددة بالجوع في بلدته.

وتقول مسئولة الإغاثة في «مؤسسة رفيق الحريري» التي تتخذ من الاستراحة السياحية في صور مقرا لها لتقديم المساعدات والأدوية بالتعاون مع جمعية «أطباء بلا حدود» غزوة نعمة: «حاولنا مرارا الوصول إلى بلدات المنصوري وطيردبا ومعركة ولم نفلح». ويجلس إلى جانبها علي مغنية (28 عاما) الذي وصل سيرا على الأقدام من طيردبا (تبعد أكثر من عشرة كيلومترات عن صور) بعد أن خبأ دراجته النارية داخل بستان. وقال: «انه يسعى إلى تأمين بعض الطعام لأفراد عائلته في طيردبا».

وبرز من «أبطال مشوار طريق الموت» جنوب الليطاني عدد من الشبان من اللاجئين الفلسطينيين الذين تحولوا إلى سائقي سيارات ينقلون الصحافيين والسكان بأسعار باهظة من وإلى مداخل صور، كما يقول فادي (24 عاما) من مخيم البرج الشمالي. وقال: «ارتفعت الكلفة من ألف ليرة إلى 100 دولار أميركي (150 ألف ليرة لبنانية) لمسافة خمسة أو سبعة كيلومترات فقط». وكان فادي ترك سيارته المرسيدس على الجانب الآخر من نهر القاسمية (مدخل صور الشمالي) وعاد مع راكب كان ينتظره سيرا مسافة ثمانية كيلومترات إلى صور. وقال: «شاهدت الطائرات في السماء وراقبتها أكثر من نصف ساعة فبقيت حيث هي». لذلك قرر خوفا من أن تطلق النار عليه ترك سيارته والسير عبر البساتين». وأضاف «غدا اذهب لاستعيد سيارتي».

على الطريق بين صور والقاسمية، هناك أكثر من عشر سيارات قتل ركابها وسائقوها ولاتزال آثار دمائهم على المقاعد. كما توجد شاحنة صغيرة بيضاء على مشارف القاسمية كانت محملة بالخبز استهدفتها الطائرات وقتلت صاحبها. ويقول فادي: «اعرف أن هذه الطريق غير آمنة، لكنني أريد أن اعمل. المئة دولار مهمة عندي».

أ ف ب

العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً