العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ

انتهاء أزمة مرجعيون و«إسرائيل» تستعد لمهاجمة العمق اللبناني

حزب الله يدمر زورقاً حربياً على متنه 12 عسكرياً... ويقتل ويجرح 25 جندياً ومستوطناً

انتهت أمس أزمة احتجاز القوات الإسرائيلية 350 عسكرياً لبنانياً في ثكنتهم ببلدة مرجعيون جنوب لبنان بعد تدخل القوات الدولية. فيما واصلت «إسرائيل» قصفها مناطق متعددة من لبنان ما أدى إلى مقتل 15 مدنياً وجرح 15 آخرين وامر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الجيش بالاستعداد لشن هجوم بري في العمق اللبناني. في المقابل، دمر حزب الله زورقاً إسرائيلياً حربياً يحمل 12 ضابط وعسكرياً قبالة شواطئ مدينة صور. كما صدت المقاومة تقدم إسرائيلياً ودمرت دبابتين وقتلت جنديين وجرحت 16 آخرين. وقصفت مدينة حيفا ومستوطنات الشمال بوابل من الصواريخ أوقعت 7 جرحى.

وكانت بيروت قررت إجلاء نحو 350 جندياً وشرطياً من ثكنة مرجعيون التي احتلتها أمس الأول القوات الإسرائيلية عندما تقدمت قوافل دباباتها لشد الطوق بشأن بلدة الخيام في المنطقة الحدودية.

وواصلت القوات الإسرائيلية الجمعة سعيها للتقدم نحو الخيام من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية كما أفادت قوات الطوارئ الدولية. ومن مرجعيون انطلقت قافلة تضم نحو 50 آلية عسكرية لبنانية إضافة إلى نحو 500 سيارة سياحية محملة بمدنيين يريدون النزوح من المنطقة الحدودية متوجهة إلى بلدة حاصبيا الدرزية على بعد 12 كلم شمال - شرق مرجعيون، بمواكبة آليتين للكتيبة الهندية في قوات الطوارئ.

وتجمع أهالي من بلدة القليعة المجاورة في نحو خمسين سيارة يريدون التوجه إلى مرجعيون للانضمام إلى المغادرين لكن القوات الإسرائيلية منعتهم فيما انضم أهالي من مرجعيون وابل السقي إلى القافلة. وتأخر انطلاق القافلة حتى بعد الظهر بسبب القصف الإسرائيلي الذي دمر سابقاً جزءاً من الطريق بين مرجعيون وحاصبيا قرب بلدة برعز.

ومن جانب اخر قال متحدث بأسم الخارجية الاسرائيلية ان اولمرت قرر التحرك ضد مواقع حزب الله التي تطلق منها قذائف وصواريخ. من ناحية أخرى، أعلنت الشرطة اللبنانية أن 15 مدنياً قتلوا وجرح 15 آخرين في القصف الإسرائيلية على شمال لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب البلاد وشرقه، فيما استؤنفت المواجهات على عدة محاور في القطاعين الغربي والأوسط من المنطقة الحدودية بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية وذلك بعد ساعات من الهدوء النسبي خلال الليل.

ففي شمال لبنان أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صواريخ على جسر حيصة في منطقة عكار المحاذية لسورية. وعندما تجمع الأهالي لمعاينة الأضرار أغارت الطائرات الإسرائيلية مجدداً ما أدى إلى مقتل 11 مدنياً وإصابة 15 آخرين بجروح في حصيلة جديدة مصدرها الشرطة. وشنت المقاتلات الإسرائيلية عدة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، إذ انهارت ثلاثة مبان أدى ركامها إلى قطع الشريان الحيوي للمنطقة. كما انهار مبنى رابع أدت أنقاضه إلى قطع الطريق القديمة التي تؤدي إلى مطار بيروت الدولي.

وكانت المقاتلات والبوارج الحربية قد استهدفت قبيل الفجر ضاحية بيروت الجنوبية بـ 12 غارة خلال ساعة واحدة وفق الشرطة. وفي شرق لبنان قتل مدني وأصيب اثنان آخران بجروح في غارة إسرائيلية على طريق تقع شمال بعلبك.

وقالت الشرطة إن مدنيا كان على دراجة قتل بغارة نفذتها طائرة استطلاع مسلحة على طريق تقع جنوب شرق صيدا كبرى مدن جنوب لبنان. كما قتل مدنيان عندما أصاب صاروخ أطلقته طائرة استطلاع سيارة كانوا بداخلها على طريق جباع في منطقة إقليم التفاح الجبلية شرق صيدا التي استهدفتها المقاتلات بعدة غارات إضافة إلى قرى منطقة النبطية (70 كلم جنوب - شرق صيدا).

وتعرضت عدة قرى جنوب صور لقصف جوي وبري وبحري عنيف أدى إلى تدمير تسعة منازل في علما الشعب المسيحية المجاورة للناقورة الساحلية. وفي هذا القطاع هاجم مقاتلو حزب الله بالقذائف الصاروخية قواتاً إسرائيلية تتقدم على محور طير حرفا - الجبين وعيناتا قرب بنت جبيل.

ومن جانب آخر، أعلنت المقاومة الإسلامية في بيانات أنها صدت الهجمات ودمرت دبابتي ميركافا وأطلقت صواريخ على مدينة حيفا ومحيطها إضافة إلى مستوطنات شمال «إسرائيل».

واعترفت الشرطة الإسرائيلية بإصابة سبعة مستوطنين إسرائيليين على الأقل اثر سقوط الصواريخ. وقال متحدث باسم الشرطة: «إن الإصابات نجمت عن شظايا الصواريخ»، مشيراً إلى أن الصواريخ سقطت مباشرة على عدة مناطق في صفد ومستوطنتي نهاريا وكريات شمونة. وفيما أعلن مصدر عسكري إصابة 16 جندياً بجروح في المواجهات أفادت قناة «الجزيرة» القطرية أن جندياً إسرائيلياً قتل وجرح اثنان آخران في الاشتباكات. وتفيد حصيلة وضعها الجيش الإسرائيلي مقتل 82 عسكرياً إسرائيلياً منذ بدء الهجوم على لبنان. كما أعلنت المقاومة الإسلامية أن مقاتليها استهدفوا الجمعة «قطعة بحرية إسرائيلية» كانت تقصف السواحل الجنوبية وعلى متنها 12 عسكرياً ما أدى إلى تدميرها وغرقها وسقوط طاقمها «بين قتيل وجريح». وأوضحت المقاومة في بيان «أن المجاهدين استهدفوا قطعة بحرية إسرائيلية من نوع (سوبر ديفورا) مقابل شاطئ المنصوري جنوب صور فأصابوها إصابة مباشرة أدت إلى تدميرها واشتعال النيران فيها وغرقها». وأضاف البيان «على الأثر هرعت قطع بحرية أخرى وزوارق مطاطية لانتشال الطاقم المؤلف من 12 ضابطاً وجندياً والذي سقط بين قتيل وجريح وغريق في قاع البحر»

العدد 1436 - الجمعة 11 أغسطس 2006م الموافق 16 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً