العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ

نصرالله يبدي استياءه من السجال بشأن سلاح المقاومة

أكد أن لبنان حقق نصراً استراتيجياً وتعهد بإعادة بناء ما هدمه العدو الإسرائيلي

أبدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استياءه من النقاش السياسي في لبنان بشأن سلاح المقاومة مشيرا إلى انه عندما كان المقاومون يصنعون الملاحم كان هناك نقاش في الغرف المغلقة بشأن صورة الوضع في جنوب نهر الليطاني وبشأن سلاح المقاومة وكيفية تصرف المقاومة.

وقال نصر الله في كلمة وجهها مساء أمس عبر محطة تلفزيون «المنار» التابع لحزبه ان هذه النقاشات كانت قائمة قبل صدور القرار الدولي وبعده. وكشف أن احد الوزراء في الحكومة اللبنانية قام بتسريب موضوع هذه النقاشات إلى بعض محطات التلفزة بحيث بدأ هذا النقاش يتسع ليتحول إلى نقاش علني وهو ما ليس فيه أي مصلحة وطنية.

وقال إن حزبه لم يدخل في هذا السجال لأنه لا يخدم المصلحة الوطنية وإنما يخدم العدو معتبرا أن البعض يريد أن يدخل لبنان في سجالات لا تخدم لبنان ولا مصلحته.

واعتبر الأمين العام لحزب الله أن الذين نقلوا هذا السجال إلى وسائل الإعلام ارتكبوا خطأ وطنيا وأخلاقيا خصوصا في الوقت الذي كان فيه لبنان يتعرض للقصف وتدمر بنيته التحتية وكانت بيوت أهالي جنوب لبنان وأهالي البقاع وأهالي الضاحية وهي الشريحة الكبيرة التي تؤمن بالمقاومة وتتمسك بسلاح المقاومة كانت تدمر أيضا وكان المقاومون يقاتلون بشموخ ويقف العدو أمامهم خائفا مذعورا. وأضاف انه حتى في هذه اللحظة الصعبة فإن هؤلاء يجلسون خلف مكاتبهم ويتحدثون بأعصاب هادئة وبلغتهم الخشبية، مشيرا إلى انه لن يدخل في هذا السجال غير الأخلاقي.

وقال نصر الله إن هذا الحديث جاء في الوقت الذي كان يقارب فيه حجم النازحين عن منازلهم المليون نازح فيما كانت منازل هؤلاء تدمر وتجاوز العدد التقريبي حتى الآن 15 ألف وحدة سكنية. وأضاف أن هذا الحديث جاء في الوقت الذي كان فيه غالبية الشهداء المدنيين والمجازر من أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وفي الوقت الذي كان غالبية النازحين من النساء والأطفال والشيوخ والذين بقوا في الجبهات يقاتلون هم الشباب وكانوا يصنعون معجزة حقيقية ويقف العدو الإسرائيلي أمامهم حائرا خائرا ضعيفا مهزوما لا يستطيع تحقيق شيئ من أهدافه.

وتساءل ألا يتصور هؤلاء الناس أنهم بذلك يتعرضون لشرائح كبيرة تؤمن بالمقاومة وتدعمها أو كأن هذه الشرائح بلا مشاعر ولا عواطف، وهل يتصورون أنهم قادة سياسيون على درجة عالية من الوعي، ليجردوا هذه الشرائح من عواطفها وأحاسيسها، وهل هذه الشرائح مجرد أحجار أو عبيد وعندما يتكلم بعض النخب السياسية في لبنان على هذه الشرائح أن تصغي وتطيع؟

واعتبر أن ذلك كان خطأ كبيرا مضيفا «إننا بذلنا جهدا كبيرا حتى لا تكون هناك ردات فعل لأن ما حدث كان مسيئا». ودعا كل المقاومين وجمهورها ومؤيديها إلى تجاوز ما سمعوه وما يمكن أن يسمعوه لأن التضامن والوحدة في هذه الظروف هو أغلى ما يجب الحرص عليه. وأضاف «إننا صبرنا على القتل والتدمير والجراح والتهجير ومن الممكن تحمل بعض الأذى ممن يصدر عنهم الأذى في هذا المجال». ودعا إلى الكف عن هذا الأذى بكل مسئولية وان يستوعب أصحابه الوضع القائم والوضع النفسي والعاطفي والمعنوي.

واستغرب الأمين العام لحزب الله النقاش بشأن وضعية السلاح أو المقاومة في منطقة جنوب الليطاني «خصوصا وأن أحدا الآن لا يطلب حتى العدو وحتى المجتمع الدولي لا يطالب لبنان بان يسارع إلى نزع سلاح المقاومة». وأعرب عن أسفه لصدور بعض الأصوات التي تنادي بأن يكون جنوب نهر الليطاني منزوع السلاح. وتساءل عن فائدة هذا السلاح في شمال النهر. وما فائدة المبادرة بالنقاش بشأن السلاح محذرا بأن هذا الأمر لا يحسم بهذه الطريقة وهذا التسرع . وأضاف نصر الله «أنصح بألا يلجأ احد إلى الاستفزاز أو التهويل والضغط بالاعتبارات الإنسانية أو الأمنية ونحن نعرف أن من أهم أهداف الحملة الأمنية لهذه الحرب الأميركية الإسرائيلية على لبنان هو نزع وإنهاء هذا السلاح إلا أنهم عجزوا عن تحقيق ذلك».

وقال نصر الله إن المطروح للنقاش هو الوضع في جنوب منطقة نهر الليطاني وسنناقش هذا الأمر في الأطر المسئولة والجادة.

ووجه حسن نصر الله حديثه لأولئك الذين يطالبون بنزع سلاح حزب الله بقوله «أنتم ترتكبون خطأ وتذهبون أبعد مما يطلبه العدو أو أميركا من لبنان». وتساءل: هل سيتمكنون من استرجاع مزارع شبعا أو إعادة الأسرى في السجون الإسرائيلية وهل جاءوا بضمانات حقيقية لحماية لبنان من «إسرائيل» التي مازالت تهدده؟ مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان منذ قليل يهدد لبنان واحتمال أن يعتدي عليه مجددا في أي لحظة.

وأوضح أن المقاومة هي التي تستطيع أن تلقن هذا العدو درسا وتجعله يدفع ثمنا باهظا قائلا «نحن نستطيع أن ندعي أن أي قرار حرب لأي حكومة إسرائيلية في المستقبل مع لبنان لن يكون نزهة وستأخذ في الاعتبار أن هذه الحرب ستكون مكلفة في البشر والحجر والاقتصاد والكرامة والأسطورة مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف حجم الخسائر الإسرائيلية الحقيقية على أكثر من صعيد نتيجة المواجهة».

وأشار نصر الله إلى أن حزب الله أيد انتشار الجيش في جنوب نهر الليطاني لكنه تساءل. هل الجيش اللبناني في وضعه الحالي يمتلك العتاد ومسئولية الدفاع عن لبنان؟ وهل يمكنه أن يخوض حربا لو فرضت على لبنان؟. وهل ستدافع قوات الطوارئ عن لبنان حتى لو عززت ليس بعشرة آلاف جندي بل بخمسين ألفا؟.

وأضاف أن مسألة السلاح مرتبطة بالدفاع عن الوطن ولا يجوز التعامل معها بهذه العجلة وهذا التبسيط وأن هذه المسألة معقدة وانه مستعد للحوار في هذا الشأن. وأوضح أن الحجة الدائمة لهؤلاء هي الحديث عن بسط سلطة الدولة مشيرا إلى موافقته على بسط سلطة الدولة وأن حزب الله جزء من هذه الدولة وجزء من الحكومة والمجلس النيابي لكنه استدرك قائلا ان هذه الدولة يجب أن تكون الدولة القوية العادلة والمطمئنة التي تمثل كل الشرائح والطوائف في لبنان .وتابع نصر الله «يجب في البداية بناء الدولة القادرة القوية على حماية الشعب اللبناني وأهل الجنوب وعند ذلك لن يكون هؤلاء بحاجة إلى أطر شعبية أو سلاح خاص اسمه سلاح المقاومة يدافع عنهم».

وأضاف نصر الله «فلنعد النقاش إلى مكانه الطبيعي على طاولة الحوار» مشيرا إلى أن الاستمرار في هذا السجال يفقد لبنان قوته ومقاومته وحضوره في الميدان ووحدته الوطنية. وأوضح أن الحفاظ على عنصر القوة يمكنه بناء الدولة القادرة بجيشها ومؤسساتها الأمنية والسياسية والمدنية التي تشمل الحل لكل المشكلات وتستطيع الدفاع عن الجميع داعيا إلى العودة بهذا النقاش إلى دوائره الطبيعية من خلال المناقشات الجدية والحكماء الموجودين في لبنان بعيدا عن السجالات الإعلامية والمزايدات، لتحقيق المصلحة الوطنية والوصول إلى المعالجات المناسبة.

وجدد الأمين العام لحزب الله التزامه بإعادة بناء جميع البيوت والمنازل المهدمة بفعل الحرب الإسرائيلية على لبنان .وكشف أن الإحصاءات الأولية التي قام بها حزبه تؤكد تهديم 15 ألف وحدة سكنية معتبرا أن إعادة إعمار هذا الحجم من المنازل من الضخامة والصعوبة بمكان إلا انه تعهد بانجاز ما تهدم خلال عدة أشهر. وأشار إلى أن حزبه سيبدأ أيضا ابتداء من اليوم (الثلثاء) تقديم المساعدات المادية اللازمة لإعادة ترميم المنازل التي تضررت سواء في جنوب لبنان أو الضاحية الجنوبية من بيروت.

كما أكد أن حزبه سيبدأ أيضا من اليوم بتقديم مساعدات مالية للعائلات التي دمرت منازلها لكي تتمكن من استئجار منازل مؤقتة وتأثيثها إلى أن تتم إعادة بناء منازلها المهدمة.

واعتبر نصر الله أن تركيز العدو الإسرائيلي على هدم مناطق جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية لمعاقبة أهلها على شموخهم ووقوفهم إلى جانب المقاومة. وحيا نصر الله الصامدين في جنوب لبنان وضاحية بيروت وفي الكثير من المناطق مؤكدا أنهم تحملوا ما لا يمكن لأي أحد أن يتحمله بسبب حجم القصف الجوي والبحري والبري الإسرائيلي والذي لم يشهد له لبنان مثيلا وهو ما يعبر عن عدو حاقد وعاجز إلا عن تدمير المنازل .وتعهد بأن يلتقي بالجماهير في مناسبة قريبة ليتحدث معهم مباشرة في ظروف الحرب والتضحيات التي قدمها لبنان وعن معاناة غزة وعن المرحلة المقبلة.

وأشاد بصمود المواطنين وثباتهم ووفائهم في الوقوف إلى جانب المقاومة كما نوه بالذين وقفوا إلى جانبها سواء في لبنان أو خارجه.

وحيا ذكرى شهداء المقاومة وشهداء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وشهداء الدفاع المدني وشهداء المجازر في الجنوب والضاحية وبعلبك. وأكد أن لبنان أمام نصر استراتيجي حققته مقاومته «وليس هناك أي مبالغة في حجم هذا النصر»

العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً