العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ

وقف المعارك في لبنان والأمم المتحدة تتدخل لإنقاذ عناصر معزولة

الجيش الإسرائيلي يقتل أربعة من حزب الله عقب الهدنة ويواصل الحصار البري والبحري

بيروت، القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز 

14 أغسطس 2006

أكدت «إسرائيل» أمس أن وقف الأعمال الحربية مع حزب الله في لبنان «يجري الالتزام به» على رغم وقوع أربعة حوادث متفرقة، بعد دخول الوقف حيز التنفيذ، أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من حزب الله، كما أعلنت الشرطة اللبنانية أن مدنيا قتل وأصيب ستة عندما انفجرت قنبلتان عنقوديتان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إن وقف إطلاق النار «يبدو انه متماسك بشكل عام. وتوقفت الأعمال الحربية اعتبارا من الساعة ( 5:00 جمت) تطبيقا للقرار 1701 الذي يلحظ خصوصا تعزيز قوة (اليونيفيل). وعقب ذلك، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن الجيش قتل أربعة عناصر في حزب الله في أربعة حوادث متفرقة في جنوب لبنان، بعد وقف الأعمال الحربية. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل اثنين من مقاتلي حزب الله. وزعم المتحدث انه «في جميع الحالات، فتح الجنود النار حين اقترب مسلحون منهم».

كما أفاد مصدر في الأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي وحزب الله وجها نداء إلى قوة الطوارئ الدولية لمساعدتهما على إخراج عناصر معزولة لكل منهما في جنوب لبنان. وقال إن القوة الدولية تجاوبت مع طلبهما وسترسل آليات مدرعة إلى هذه المناطق للإشراف على انسحاب هؤلاء والسماح لهم بنقل قتلاهم.

وأشار إلى أن مقاتلين من الجانبين موجودون في مواقع معزولة في القطاع الشرقي من الحدود، في بيت ياحون (8 كلم شمال الحدود) وحداثا (3 كلم إلى الغرب). وزعم مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش أحبط هجوما لحزب الله بشاحنة مفخخة قبل ساعات على وقف الأعمال الحربية.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس خلال اجتماع لحزب العمل في الكنيست أن «وقف الأعمال الحربية الذي دخل حيز التنفيذ، وباستثناء حوادث محصورة، يجري الالتزام به». وقال قبيل بدء نقاش في البرلمان «لقد بدأنا اتصالات مع القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) من اجل بدء نقل السيطرة على الأرض».

لكنه أكد أن «إسرائيل» ستتحرك بتصميم للحقول دون عودة حزب الله إلى الجنوب، وقال «سنتحرك بتصميم ضد إعادة تشكيل نظام حزب ال له في جنوب لبنان، على غرار ما كان عليه الوضع قبل بداية العملية» الإسرائيلية.

وأضاف «لسنا أبدا في وارد الانزلاق في المستنقع اللبناني، إن النجاحات التي حققها جنود جيش الدفاع وكيفية تحديد مبادئ قرار مجلس الأمن ستساهم من دون شك في تغيير الوضع عند الحدود الشمالية».

وأكد أن الهجوم على لبنان سيظل «غير مكتمل» طالما لم يتم الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله. وقال إن «الهدف الرئيسي كان ولا يزال الإفراج عن الجنديين».

كما تعهد بيريتس انه سيعين فريقا ليجري تحقيقا «واسعا وشاملا» في الحرب وأعرب عن أمله في إجراء مفاوضات مع الحكومة اللبنانية. وعين رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت المسئول السابق في جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) عوفر ديكيل «ممثلاً خاصاً» يكلف تنسيق الجهود للإفراج عن العسكريين والجندي الآخر الذي خطف في قطاع غزة.

في تطور متصل، وصل وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما إلى بيروت للبحث مع المسئولين اللبنانيين في احتمال حصول عملية تبادل اسرى بين «إسرائيل» وحزب الله.

وفي محاولة لإبقاء الضغط على حزب الله قال جنرال إسرائيلي إن الجيش قادر على اجتياح «منطقة جنوب لبنان بكاملها الواقعة جنوب نهر الليطاني في غضون بضعة أيام عند الاقتضاء».

وأعلن الجنرال غاي تسور الذي يقود فرقة في الجيش الإسرائيلي تحتل مواقع استراتيجية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان أن «القوات الإسرائيلية تسيطر على قطاع بلدتي فرون والغندورية شرق جنوب لبنان وكل الجسور على الليطاني القريبة من هذا القطاع».

ودعا المواطنين اللبنانيين إلى البقاء خارج المنطقة التي تسيطر عليها فرقته.

من جانبه زعم المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف أن إسرائيل حققت «نجاحات مهمة جدا» من خلال هجومها العسكري. وقال لوكالة فرانس برس «أولاً وبموجب القرار 1701 ينبغي أن يكون جنوب لبنان منطقة منزوعة السلاح وخالية من أي وجود مسلح لحزب الله وهذا يعني انه لن تعود هناك عند حدودنا الشمالية دولة داخل الدولة تقوم باستفزازنا باستمرار».

وتابع «ثانيا فإن الجيش اللبناني مدعوم من قوات دولية وسينتشر في جنوب لبنان ويعيد بسط سيادة لبنان في هذه المنطقة وهذا مهم جدا». وقال «نجحنا في تدمير الكثير من الصواريخ البعيدة المدى التي يملكها حزب الله واستبدالها من جانب سورية وإيران سيكون مخالفا لقرارات مجلس الأمن».

وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش سيبقي على حصاره الجوي والبحري الذي يفرضه على لبنان حتى وضع آلية للحقول دون تهريب السلاح إلى حزب الله. وأعلن قائد الدفاع المدني الجنرال اسحق غيرشون أن التعليمات الأمنية لسكان شمال «إسرائيل» لاتزال سارية على رغم توقف المعارك.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف إن المعلومات التي أفادت بأن «إسرائيل» خططت لحملتها العسكرية على حزب الله، غير صحيحة.

في غضون ذلك، ذكر إحصاء لبناني رسمي أن الهجوم أودى بحياة 1130 شخصاً منهم ألف من المدنيين كما أصيب 3600 آخرون. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ضابط كبير في الخدمات الطبية قوله إن «116 جنديا قتلوا منذ بدء القتال»، في حين قدر الجيش الإسرائيلي انه قتل 530 من مقاتلي حزب الله.


السنيورة يطالب بفك الحصار الإسرائيلي

بيروت - أ ف ب

طالب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بفك «الحصار الجوي والبري» الإسرائيلي عن لبنان بعد وقف العمليات الحربية وفق مقتضيات القرار 1701.

وأوضح مصدر حكومي أن السنيورة «استدعى» سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وابلغهم ضرورة «فتح الموانئ الجوية والبحرية كما ورد في القرار»، كذلك لفت إلى انعكاسات استمرار الحصار السلبية على «وصول المساعدات» والأوضاع التموينية.


انسحاب أول لواء مشاة إسرائيلي من لبنان

القدس المحتلة - د ب أ، أ ف ب

انسحب أول لواء مشاة إسرائيلي أمس من لبنان بعد أن عمل في القطاع الغربي للجنوب اللبناني قرابة 30 يوماً. وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الإنترنت إن هذا اللواء هو الأول الذي ينسحب من الأراضي اللبنانية. وأشار إلى أن باقي القوات الإسرائيلية المنتشرة في لبنان لاتزال تتخذ مواقعها قائلاً: إنه لا يوجد أي افتراض بأن جنود هذه القوات سيبدأون العودة إلى «إسرائيل». كما أكد مصدر أمني لبناني أن الجيش الإسرائيلي انسحب من ثكنة مرجعيون في جنوب لبنان التي احتلها الخميس الماضي. وأوضح أن القوات الإسرائيلية أخلت الثكنة بعد ساعات قليلة على دخول قرار وقف العمليات الحربية حيز التنفيذ

العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً