صرح الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب ألقاه أمام المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين في دمشق بأن مجلس الأمن الدولي ليس عاجزاً لا يستطيع اتخاذ قرارات، ولكن نحن عاجزون عن التعامل مع مجلس الأمن لأنه يتألف من أميركا وحلفائها الدائمين، وهناك أعضاء غير دائمين ومن بينهم أيضاً حلفاء لهذه الدول.

لفتت انتباهي هذه الكلمات وهي بالفعل صحيحة مئة في المئة، فالمجلس ليس عاجز كما نقول دائماً نحن شعوباً ومؤسسات سياسية وبعض الدول، وإنما هو فاعل جداً ويصدر قرارات كثيرة من بينها قرارات خاصة بفلسطين ولبنان وإيران والسودان وغيرها من الدول العربية والإسلامية ودول أخرى. ولكن هذه القرارات الصادرة تكون دائماً ضدنا وفي مصلحة أميركا و«إسرائيل» (وهما كل لا يجزأ) وحلفاؤهما من الشرق والغرب.

وبالتالي ينبغي على الحكومات العربية والإسلامية وبمساندة شعبية (عن طريق استمرار المطالبات والتمرد على الخضوع ومحاربة العدوان الإسرائيلي - الأميركي) تغيير الوضع الحالي لمجلس الأمن وتغيير آليات عمله ومحاولة العودة لحال التوازن التي كانت موجودة قبل الانتكاسات التي وقع فيها العرب والتي سمحوا باستمرارها.

ومن بين الحلول التي ذكرها الرئيس السوري في خطابه والتي تساهم «كخطوة» على هذا الطريق أن يكون هناك فهم واقتناع عربي وإسلامي أن القرار الوطني أعلى سلطة وأهم من القرار الدولي حتى لو أدى ذلك إلى الحرب.

وليس في ذلك القرار - لوكا فكرت الدول في اتخاذه - كما أعتقد حرب متعمدة مع المجتمع الدولي ولكنه سيكون «خطوة» كما ذكرت لمحاولة إعادة التوازن في التعامل وبالتالي معرفة التعامل مع مجلس الأمن