العدد 1440 - الثلثاء 15 أغسطس 2006م الموافق 20 رجب 1427هـ

«كنتر» ليس جاسوساً!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

التقينا في أحد المطاعم المطلة على البحر في «الإسكندرية»، وحينما شاهد ملامحنا وسمع لهجتنا الخليجية جاء مهرولاً ناحيتنا: «أخلاً» شباب، كيف حالكم؟ صديقي الطيب جداً جداً «حمد الغتم» استغرب معرفته بلغتنا العربية، ولكنه رد التحية قائلاً: بخير، أنت كيف حالك؟ أما «عباس الحداد» فقد اطرق برهة، وبعدها رد عليه السلام بتحفظ (متجهماً)! كعادتي رديت عليه السلام أهلاً مستر... مستر... أجاب: أنا مستر أحمد حالياً وسابقاً «كنتر». جاذبنا أطراف الحديث التعارفي، بعدها عزم «حمد وعباس» على المغادرة، أما أنا دعوت «المستر» أحمد إلى شرب فنجان قهوة في مقهى «ميرميد» (عروس البحر)، وافق على الدعوة.

وبحكم أن موطنه الأصلي النمسا، أي أوروبي، فقد تحدثنا عن شئون سياسية مختلفة وخطيرة، عن الإرهاب وكذب أميركا ودعاياتها عن محاربة الإرهاب وهي تساند إرهاب الدولة (الكيان الصهيوني). وتطابقت بيننا وجهات النظر في كثير من الأمور في وطننا العربي والعالم الإسلامي.

ثم عرجنا على موضوع «الشيخ أسامة بن لادن» وحربه مع أميركا، وعبر عن تأييده للشيخ بن لادن، فقلت له لماذا ألا تخشى على نفسك من قنابله المزروعة في الأماكن التي ترتادها - «كنتر» من رواد فنادق «الفايف ستار» بشرم الشيخ - فقال: لا! قاطعته: هنا اختلف مع الشيخ أسامة إذ عليه التركيز على الأميركان واستهدافهم، إذ هو يخوض حرباً مفتوحة معهم، منذ المواجهة الأولى في العام 98 بل مذ محاولة اعتقاله في العام 96 عن طريق رئيس مخابرات دولة عربية، وبالتالي: لا شأن لغيرهم، مثلي ومثلك يا «كنتر» ومثل أهل الجنوب في العراق وغيرهم، بحربه تلك مع الأميركان!

قال «كنتر»: شيخ بن لادن لديه أصدقاء كثيرون في أوروبا وأميركا، فقلت له: هم ليسوا اصدقاءه، بل هم حصيلة تفاعلات نصف قرن أو أكثر من الظلم والاضطهاد الذي مارسته القوى الاستعمارية الكبرى في العالم، وهم حصيلة خيانات وانهزام الأنظمة العربية. وبالتالي، هم ليسوا بحاجة إلى «شيخ بن لادن» أو غيره لكي تتوغل في قلوبهم وتنعكس على تصرفاتهم هذه العدائية تجاه قوى التآمر والاستكبار العالمي على الأمة!

بعد عودتي إلى شقة «607»، تحدثت مع «الربع» عن «كنتر» النمساوي وحديثي المتشعب معه... حينها، وبفطرة عروبية خالصة لفت صديقي اليقظ «عباس الحداد» نظري قائلاً: صاحبك «كنتر» جاسوس من (السي. آي. إيه). فقلت له: تصدق «يا بومحمد» هذا الشيء الوحيد الذي لم يدر بخلدي، وقلت له بلهجة مصرية: «لأ لأ» كنتر ليس جاسوساً، ففي كلامه طراوة لا يبديها الجاسوس مهما بلغت رتبته الجاسوسية! إلا أن «بومحمد» بادرني قائلاً: إنهم كذلك يرسلونهم إلى بلادنا لاستطلاع الآراء ومعرفة الاتجاهات في المجتمعات العربية. وروى لي حكاية الرسام الألماني في البحرين... ولكن لدواعي الأمن الشخصي لصديقي العزيز جداً لن أكتب عنها حرفاً!

«عطني إذنك»...

حينما نطلق وصف أو لقب «شيخ» أو «إمام» أو «فقيه» أو «علاّمة»... إلخ من ألقاب وأوصاف، هي في واقع الأمر لا تقدم ولا تؤخر شيئاً، ولكن نذكرها من باب التوقير لهذه الجماعة أو تلك، واحتراماً لمشاعرها والذوق العام واللياقة الأدبية.

ذكر الألقاب أو الأوصاف، لا يعني بالضرورة التسليم والإيمان المطلق بما لدى حاملها بذلك، وعلى سبيل المثال: حينما يطلق أحد المنتسبين لأهل السنة والجماعة لقب الإمام على الخميني، فإن ذلك لا يعني التسليم له بالإمامة، وإلا كان لزاماً عليه الالتزام بطريقة إمامه

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1440 - الثلثاء 15 أغسطس 2006م الموافق 20 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً