العدد 1440 - الثلثاء 15 أغسطس 2006م الموافق 20 رجب 1427هـ

مدونات الشركات

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

لا شك بأن معظمكم قد سمع عن المدونات أو ما تسمى بالـ «بلوغز». وهي ظاهرة بدأت مع انتشار الإنترنت في التسعينات، وتجد اليوم الـ «بلوغز» اقبالاً شاسعاً من جميع فئات المجتمع. فهي تتيح للفرد أن يدون ما في باله ويتقبل التعليقات والمعلومات والآراء الأخرى من الزائرين إلى مدونته. ولا عجب إن علمنا بأن اليوم هناك ليس فقط الأفراد من المثقفين والناشطين السياسيين والمراهقين في ما يسمى بالـ «بلوغوسفير»، أو عالم المدونات، بل بدأت أيضاً الشركات تؤسس «بلوغز».

تأتي مدونات الشركات على صورتين، داخلية للموظفين وخارجية لعامة الناس والزبائن. وهي لا تختلف عن تلك الشخصية. فهي تسعى إلى منح جو من العطاء والأخذ المتبادل، والذي يهدف إلى الإعلام. بحسب آخر الإحصاءات، أكثر من 5 في المئة من أكبر 500 شركة (الفورتشن 500 لديها مدونات خارجية تتصل بها مع زبائنها ومتابعي نشاطاتها. وأكثر من 70 في المئة من الشركات الكبيرة تنوي تشييد مدونات داخلية في هذا العام.

المدونة الداخلية للموظفين لديها عدة فوائد. أولاً، تعزز جو الحوار الصريح وقلة النفاق، وخصوصاً أن أفضل التدوينات تبرر نفسها عبر الربط إلى مصادر أخرى يمكن للقارئ مراجعتها. ثانياً، تبين مدى تركيز القيادة العليا على أهداف الشركة. فعلى القيادة أن تتحدث إلى الموظفين عبر ما تدونه وأن تتقبل التعليقات من أكبر إلى أصغر موظف (والتي يمكنها أن تكون من دون اسم.) ثالثاً، هي مرجع حي، متغير و مؤرخ لتاريخ الشركة ما يجعل المدونة عبارة عن ذكاء مشترك، يساعد في استمرارية المؤسسة.

أما المدونة الخارجية، فهي عبارة عن علاقات عموماً. ويذكر هو أن بعض رؤوساء الشركات الكبرى، مثل: راندي باسيلير، رئيس التسويق لبوينج، لديهم مدوناتهم الخاصة للاتصال مع العالم الخارجي. وهذا يضفي طابعاً إنسانياً على «تلك العلامة التجارية»، ويعطيها مبرراً لأن تنتبه لما تعمله، وتحاول في الوقت نفسه أن تتعرف إلى متطلبات الزبائن. وشيء من الظرافة في فكرة المدونات الخارجية، وهو أن الزبائن والمستخدمين لسلعة ما عادة يعلمون أكثر من الشركة عن قدرات منتجاتها. فهم من يستخدمونها ويدفعونها لعمل المستحيل في بعض الأحيان. وهذا ينطبق خصوصاً في مجال تقنية البرمجيات.

قد لا تكون بعض قيادات شركات المنطقة مستعدة للإفصاح عن قدراتها الإدارية والاستراتيجية، لكن لا شك في أن الاقتصاد الجديد والعولمة ستفرض على معظم الإدارات أن تدون وتقوم بالـ «بلوغنغ» داخلياً وخارجياً. وربما في السنوات المقبلة سنرى الوزراء وهم يبهرون الناس بتدوينهم وإبرازهم كفاءاتهم كي تفحص من قبل العامة ربما

العدد 1440 - الثلثاء 15 أغسطس 2006م الموافق 20 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً