العدد 3452 - السبت 18 فبراير 2012م الموافق 26 ربيع الاول 1433هـ

"الثورة مستمرة" بالنسبة للمحتجين الشباب في اليمن

اطلق الشباب اليمنيون المحتجون على حكم الرئيس علي عبدالله صالح "ثورتهم السلمية" قبل سنة، الا انهم لا ينوون مغادرة الساحات التي يعتصمون بها بعد خروجه من السلطة الثلاثاء، فهم يرون ان "ثورتهم السلمية" لم تحقق الا نصف اهدافها.
وقال وليد العماري (35 عاما)، وهو من القياديين في صفوف الشباب المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء "ان ما تم تحقيقه من خلال الاتفاق السياسي لانتقال السلطة هو اقل من طموحاتنا. سنتابع اعتصامنا حتى سقوط جميع رموز نظام علي عبدالله صالح خصوصا داخل الجيش".
وبموجب اتفاق المبادرة الخليجية الذي وقعه صالح في الرياض في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، سيتم انتخاب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الثلاثاء رئيسا جديدا في الانتخابات التي سيخوضها كمرشح توافقي ووحيد، على ان يقود مرحلة انتقالية تستمر سنتين.
الا ان العماري ورفاقه المحتجين يشددون على ان اقرباء صالح ما زالوا يتحكمون بمناصب حساسة في المنظومة العسكرية والامنية في البلاد.
وقال الطالب في كلية الطب حمزة كمالي (27 عاما) من ساحة التغيير لوكالة فرانس برس "ان الاتفاق السياسي سمح بتجنب الحرب الاهلية في اليمن، فعلى عكس تونس ومصر حيث قام الجيش بازاحة النظام، عندنا الجيش متصل بالنظام".
وفي كل الاحوال، فان انتفاضة الشباب لم تصل الى نتيجة كاملة، فصالح ومعاونوه قد حصلوا بموجب اتفاق انتقال السلطة على حصانة من الملاحقة القضائية، كما ان هادي نفسه ليس الا حليف صالح في الاساس ومساعده.
وقال العماري "نخشى دائما ان يتم الالتفاف على اهداف الثورة".
وبدأ "شباب الثورة" في اليمن حركتهم الاحتجاجية في كانون الثاني/يناير مستلهمين الانتفاضة في تونس ومن ثم في مصر، وذلك للمطالبة باسقاط نظام الرئيس صالح، الا انهم اليوم يشعرون بالتهميش من قبل القوى السياسية التقليدية بما في ذلك المعارضة، التي دخلت في تسوية سياسية.
وقد تحول اعتصامهم البسيط الذي بدأوه في ساحة جامعة صنعاء الى مدينة من الخيام باتت تعرف ب"ساحة التغيير".
وانضم ابناء القبائل ومناصرو الاحزاب السياسية، خصوصا التجمع اليمني للاصلاح (معارضة اسلامية)، الى الشباب في الساحة.
وقد وقعت المعارضة اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة كما شكلت مع حزب صالح حكومة وفاقية بالمناصفة بين الطرفين.
وينص اتفاق انتقال السلطة على دعوة الشباب الى المشاركة في الحوار الوطني الشامل الذي ينظم بعد الانتخابات الرئاسية، الا ان الشباب لم يدخلوا بعد في اي اتصال مع الرئيس اليمني المقبل عبد ربه منصور هادي.
وفيما يعلم الشباب انه سيتعين عليهم ان يفكوا خيامهم في النهاية وان يعودوا الى حياتهم الطبيعية، هم يؤكدون انهم باقون على "النهج الثوري".
وقال العماري "نحن نطالب باقامة دولة مدنية تقوم على مؤسسات حديثة وباعادة هيكلة القوات المسلحة على اسس وطنية، وبقضاء مستقل وبنظام تعليمي ناجع وباعادة اطلاق عجلة الاقتصاد".
وليس من السهل التخيل كيف يمكن تحقيق كل ذلك في بلد فقير على شفير الانهيار الاقتصادي وتتحكم به الهيكلية القبلية وتنهشه الصراعات والتوترات والفساد المستشري.
وقالت الطالبة والناشطة ماجدة الصبري ان "الثورة لم تحقق لنا طموحاتنا، فطموحاتنا اكبر بكثير، لكننا بدأنا اليوم الطريق الطويل".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً