العدد 3458 - الجمعة 24 فبراير 2012م الموافق 02 ربيع الثاني 1433هـ

تفتيت كيان الدولة إلى قبائل وطوائف

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الدولة الحديثة، أو «الدولة القومية»، هي الشخصية القانونية التي تأسست عليها «الأمم المتحدة» مع انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945، وقد احتوت هذه المنظمة الدولية عند تأسيسها على 51 عضواً، وازداد عدد الدول المستقلة إلى أن وصل في العام 2011 إلى 193 عضواً.

ولو رجعنا زمنيّاً، فإنّ «معاهدة فرساي» التي اختتمت بها الحرب العالمية الأولى كان عدد الدول 32 فقط.

الزيادة المطّردة في عدد الدول بعد 1945 جاءت بعد أنْ توصلت الأسرة الدولية إلى قرار حاسم بشأن إنهاء الاستعمار ومنح الشعوب حق تقرير المصير بصورة واضحة، على أنْ يعترف مجلس الأمن بإرادة شعب كل دولة من خلال قرار يصدره بعد استكمال شروط العضوية للدولة الحائزة على استقلالها الوطني.

الدولة الحديثة لها مزايا عديدة، من بينها أنّ مفهوم المواطنة أصبح عالميّاً (ولم يَعُدْ مقبولاً الحديث عن أتباع أو سخرة أو عبيد)، وصدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 1948 لتثبيت المبادئ الأساسية فيما يتعلق بكرامة وحرية وحقوق كل إنسان بغضّ النظر عن انتمائه الديني أو العرقي أو اللون أو الجنس، إلخ. كما أنّ الدولة الحديثة أفسحت المجال لتحقيق تنمية اقتصادية لا تعتمد على الإقطاع (كما كانت العهود السابقة)، وإنما على التجارة والصناعة ورأس المال الاستثماري، ورأس المال البشري (ما يسمى باقتصاد المعرفة).

هذه الدولة الحديثة قد تكون دكتاتورية (نخبوية) وقد تكون ديمقراطية (مدنية)، والتجارب الإنسانية أثبتت أنّ التطور الحضاري والاستقرار السياسي يزدادان مع ازدياد الديمقراطية. كما أنّ الدولة المدنيّة الديمقراطية تتطلب بالضرورة مجتمعاً مدنيّاً، وهذا المجتمع يرتبط مع بعضه البعض على أساس اتفاقات (مكتوبة أو غير مكتوبة) وروابط إنسانية تتقدم على الروابط التقليدية القائمة على أسس وانتماءات قبلية أو طائفية أو عرقية بحتة.

ما نشاهده في عدد من بلداننا العربية هو السعي الحثيث لإلغاء الدولة الحديثة وتحويلها إلى كيانات ما قبل الحداثة، وهي كيانات تتخذ من الانتماءات القبلية أو الطائفية أو العرقية أساساً للاجتماع السياسي. ولذا نرى أنّ بلداً مثل الصومال قد انتهى إلى «لا دولة»، وبلداً آخر مثل اليمن تحوّل إلى قبائل لها سلطة ونفوذ أكبر بكثير من الدولة الرسمية، وأكبر من صلاحيات رئيسها السابق أو رئيسها الجديد. كما أنّ القبلية في ليبيا انكشفت بشكل فاقع بعد سقوط الطاغية القذافي. ويسير حاليّاً في هذا الاتجاه العديد ممن يرى أنّ مصلحته في قبيلته أو طائفته أكثر من وطنه، بل إنّ الوطن لم يَعُدْ مهمّاً بالنسبة إلى جماعات تلهث خلف المغانم، أو بالنسبة إلى شخصيات هوجاء تراها تتهم غيرها بأبشع التهم، ولكنها تمارس كل ما تتهم به غيرها على أرض الواقع

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3458 - الجمعة 24 فبراير 2012م الموافق 02 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 11:39 ص

      الأخ العزيز المبجل المحترم زائر 2 رقم واحد

      لم افهم من التعليق ما تقصده ، لو تكرمت وتفضلت ان توضح ما ذهبت اليه في ما كتبت ، هل تقصد المواطن البحراني الصحفي المثقف النزيه الجمري ومقالته اعلاه ، اني وأنا المغترب القريب منكم والمحب لكم والمتألم الى آلامكم ارى هذه المقالة تعبر بصدق عن ما يعانيه وطنكم من تشتت وانقسام على قاعدة الطائفة والقبيلة من نصوص ورثتموها من زمن قد مضى لا ينتمي الى واقعكم المعاصر ، ارحموا وطنكم وشعبكم بأن تقرأوا التاريخ من واقعكم المعاصر ، واقع التكنولوجيا والانترنت والرأسمالية والحداثة لا من واقع الاقطاع والعبودية

    • زائر 20 | 4:26 ص

      رد على زائر 13 رقم 9 ... يساري بارباري

      احترم رأيك في ما ذهبت اليه من قول وسؤال عن شعار سنة وشيعة ، لكن عليك أن تقرأ الى الرأي الآخر وما يقوله في هذا الصدد ، عليك أن تطلع على مقالات شهيد الكلمة والدولة المدنية الديمقراطية في مصر الحبيبة ، الكاتب فرج فودة والتي اغتالته يد الظلام ، اعداء الدولة المدنية . يقول فودة : أنا متأكد بأن ما يقولونه عن المساواة والدولة الديمقراطية صحيح 99.99% 9لكنني متأكد ان اقوالهم لا تتطابق مع نياتهم وافعالهم 99.99% ، لابد من فصل الدين عن السياسة ، السياسة تحتاج الى الكذب احيانا وهذا ما يتعارض مع أخلاق الدين

    • زائر 19 | 4:07 ص

      الناس سواسيه

      رقم

    • زائر 17 | 3:19 ص

      العصور الوسطى

      سمعنا في المدارس عن العصور التي سادت اوربا قبل أكثر من خمسة قرون و لم نكن نتصور اننا سنرى تلك المصطلحات تتجسد امامنا و هي:
      إقطاع
      نبلاء
      ألقاب
      اباطرة
      طبقية,,,,,,الخ
      و الله زمان,,,,متى عصر النهضة ,,,ما ندري!!!

    • زائر 16 | 3:19 ص

      تبين عيني

      الخطورة التي تطورت لها الامور ناسف لها وتدمي حزنا عليها قلوبنا . الحلول واضحة وجلية ، فصل الدين عن السياسة والتوجه التدريجي للديموقراطية . شخنا وبهتت ملامحنا ولكن يبقى الامل بيرقا خفاقا ابدا .

    • زائر 15 | 3:12 ص

      للشخصيات الهوجاء تنظيرات غريبة عجيبة:-

      و منها ,,,
      يجب ان لا تحصل بعض الطوائف على اي ديمقراطية في بلدانها - مثل العالم و الناس - لان فوز الاغلبية ليس في صالح الأقلية!!!!!!!

    • زائر 14 | 3:10 ص

      أتعجب من الردود

      هل من ينادي أخوان سنة وشيعة يعتبر طائفي؟

    • زائر 13 | 3:09 ص

      إلى زائر رقم 7

      منذ تأسيس جمعية الوفاق هل سمعت خطاب طائفي واحد او فعالية طائفية واحدة و هم الذين ينادون اخوان سنة و شيعة لكن يبدوا انك مثل بسيوني تريد ان توزع التهم فتقول ان هذا الطرف من الصراع مذنب و ذالك الطرف من الصراع مذنب و الجميع مذنبون او انك انت اعمى و اصم و قريباً ستكون ابكم

    • زائر 12 | 3:08 ص

      من السبب

      يا ترى من السبب في ذلك من يملك زمام الامور من توظيف وسكن وصحة وامن ومحاسبة لكل طائفي من اي مذهب كان اي لطة شجاعه وشريفة تستطيع ان تبعد الطائفيه ان ارادت فما سبب خروج الجمعيات الطائفية والممارسات الا بضا السلطة وعلمها

    • زائر 11 | 3:06 ص

      للاسف هذا ما يحدث

      وحوش مستعدة لتدمير كيان المجتمع من اجل مصالحها الضيقة.
      هذه التصرفات الهوجاء تحدث مع الاسف بإسم الدين وهو بريء منها ويحاربها إنها اعمل شيطانية.
      ونحن نحتاج ان نرجع الى ديننا الحنيف، دين العدل والمساوات والحرية ومحاربة الظلم والفساد اينما كان مصدره.

    • زائر 10 | 2:54 ص

      هناك قانون الاهي

      الصرع بين الحق و الباطن
      الباطن دئما ما يستغل اي شي لمصالحة الشخصية
      قد تكون قبلية عائلية عصابة دين لون عرق جنس فكر المهم مصالحة الدنيوية الضيقة و على العكس هناك من يعمل لمصلحة الجميع لمصلحة الانسان

    • زائر 9 | 2:52 ص

      يجب تفتيتها

      لكي نصل إلى الدولة الحديثة و المجتمع الديمقراطي يجب علينا أولاً تفتيت الم}سسات الطائفية (و أنا هنا أقصد كل الجمعيات الطائفيه أمثال الأصالة و الوفاق و المنبر) و من ثم ابعاد كل اللحى و العمائم من السياسة و حصرهم في الوعض الديني فقط لا غير

    • زائر 7 | 1:20 ص

      يساري بارباري

      يصعب الحديث عن قيمة المقال ومدى اهميته في وقت ما نشهده من اصطفاف طائفي وقبلي ليس على صعيد البحرين انما يمتد الى كامل التراب العربي الاسلامي ، اتمنى من الاخوة والاخوات التمعن في كلماته وعباراته وان يدلو بدلوهم المعهود على مقالات الاستاد الجمري والتي يوميا تملئ مساحة التعليقات ، ما موقفهم من الدولة الديمقراطية في ظل مجتمع متمسك بالطائفية والقبلية ويراها الملاذ لعداباته الاقتصادية والاجتماعية ، نعم الوطن مفهوم حداثي قائم على مبادئ حقوق الانسان لا مكان فيه لمفهوم العبودية والجواري ولا الى نص الاقطاع

    • زائر 6 | 12:05 ص

      صباح الخير والخيرات يامنصور

      ربما التكتلات القبليه والطبقيه وفلسفه الشلل ان صح التعبير ربما تكون نافعه في مجتمعات قبليه منطويه على نفسها ومقفوله امام العامه والا لماذا تسعي الدول لاهثه لتكوين كيانات واتحادات ومحاور فيما بينها وهذا ما تمخض عنه الاتحاد الاوربي والافريقي واللاتيني وحتى الخليجي ففي وقتنا الحاضر التماسك الاجتماعي ضروره لا من الكماليات سياسات التقسيم والتشطير عمرها ما بنت وطن ولا عزت مواطن عز الوطن بمواطنيه وعز المواطن بوطنه واذا لم يكن المواطنين كلجسد الواحد متراصين متحدين عمر الوطن مايشوف العافيه..ديهي حر

    • زائر 5 | 11:53 م

      كيف سيلقون ربهم؟!

      يدعون التزامهم بالدين والسير على نهج رسولنا الكريم وهم يرفضون تجريم التمييز ويتجمعون ليتعاونوا على الاثم والعدوان وسب وتخوين طائفة كبيرة هي شريكهم في المجتمع
      الويل لهم مما يصفون 

    • زائر 4 | 11:07 م

      أحسنت أفضت وأجدت .

      هذا ما نعانيه في خليجنا القبلية والعرقية ونسو وتناسو ما أمرهم به الله سباحنه وتعالى وكيف ألف بين الناس فقال انما المؤمنين اخوة حيث لغى الطبقية والقبلية والألوان .....
      ولكن ..... يا ليت قومي يعلمون

    • زائر 3 | 11:02 م

      رأينا أمثلة قريبة حيل منا في هذا النموذج..

      ويسير حاليّاً في هذا الاتجاه العديد ممن يرى أنّ مصلحته في قبيلته أو طائفته أكثر من وطنه، بل إنّ الوطن لم يَعُدْ مهمّاً بالنسبة إلى جماعات تلهث خلف المغانم، أو بالنسبة إلى شخصيات هوجاء تراها تتهم غيرها بأبشع التهم، ولكنها تمارس كل ما تتهم به غيرها على أرض الواقع

    • زائر 2 | 10:10 م

      من كان منكم قادرا على دفع الظلم فاليفعل

      الظلم ظلمات فمن كان منكم قادرا على دفعه فاليفعل لكي لا يكون شريكا للظالم

      واذا لم يكن قادرا على الدفع فاليجنب نفسه العار في ترسيخه والترويج له وتبريره

      فالظلم والظالم والمظلوم جميعهم معروفون

      فاليصنف الرجل نفسه ويحدد مكانه

اقرأ ايضاً