العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ

التعايش غير «سلمي»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نعتقد بأنّ التعايش في البحرين مازال غير «سلمي»، فلو ذهبت إلى قطاعات الدولة سواءً الحكومية أو الخاصة، فانّك ستجد التقسيم «عيني عينك»، وهذا التقسيم أوجده بعض الناس للتمصلح والاستفادة منه.

ليس هذا فقط، فزيارة بالسيّارة حول بعض مناطق وقرى البحرين في «الويك اند» ستجد التعايش غير «السلمي» في أقصى حالاته، فالأدخنة تتصاعد من جرّاء حرق الاطارات، ورائحة مسيل الدموع تتطاير وإن أغلقت نافذة سيّارتك. إذاً أين هو التعايش السلمي الذي نتكلّم عنه؟

وقبل أن نسأل أين، لابد لنا أن نسأل ما هو التعايش السلمي الذي نريده؟ وكيف له أن يتحقّق بعد الشرخ الذي حدث؟ وهل بعد التعايش السلمي سيرجع الناس إلى المطالبة بالحقوق؟ أم انّ التعايش السلمي هو جلّ ما نريده حالياً؟!

التعايش السلمي هو مفهوم جديد في العلاقات الدولية دعا إليه الاتحاد السوفياتي عقب وفاة جوزيف ستالين، ومعناه انتهاج سياسة تقوم على مبدأ قبول فكرة تعدد المذاهب الايديولوجية والتفاهم بين المعسكرين في القضايا الدولية، والمقصود هنا بالمعسكرين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي. وكذلك تدعو الأديان كافةً إلى التعايش السلمي فيما بينها، وتشجع لغة الحوار والتفاهم والتعاون بين الأمم المختلفة.

ونستطيع توظيف التعايش السلمي في حالة الأزمة التي نعيشها في وطننا الغالي، فالقبول هو رأس الحل، قبول الايديولوجيات المتعدّدة والمذاهب المتعدّدة، ولكن خلال القبول لابد لنا من رفض الهويّة المتعدّدة كذلك، والسبب هو ان مقياس الهويّة لابد أن يكون للوطن وللمجتمع الذي ننتمي إليه.

أما عن الآلية التي يتم بها التعايش السلمي، فهناك قنوات كثيرة ومتعدّدة، أوّلها الحوار، وثانيها النقاش، وثالثها وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إذ انّ الجميع يستطيع التأثير لهدف واحد، ولا يجتمع الهدف الواحد إلاّ عندما تتحقّق المطالب ويتساوى الجميع، بعيداً عن الاسم والمذهب والقبيلة والأيديولوجية.

إذا كنّا فعلاً نريد الصلاح والاصلاح، لابد لنا أن نكون آذاناً صاغية قبل أن نتكلّم، حتى نعلم الخريطة التي ستؤدّي بنا إلى التماسك والتعايش والرجوع الى الوحدة الوطنية، ولابد كذلك من اسكات أبواق الشر، وإظهار أصوات الحق المؤيّدة للوحدة والحوار.

وقد تحدّثنا عمّا قام به أعضاء هيئة الاتحاد الوطني في لم الشمل، على الرغم من تصاعد الموقف في منتصف الخمسينيات، عندما بنوا أساساً متيناً للوحدة الوطنية استمرّ الى حقبة السبعينيات، ذابت فيها الطائفية والقبلية وسياسة «نحن وهم»، وانبثق معها عهدٌ جديد، يطالب بالمجلس الوطني وبانهاء الاستعمار.

ما أجمله عندما نقول لنعمل على التعايش «السلمي»، ولكن الأجمل عندما نعمل بهذا المصطلح دون الأمنيات، بل تنفيذ هذه الكلمات قلباً وقالباً من أجل أجيالنا، وقبل هذا كله من أجل بحريننا

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3459 - السبت 25 فبراير 2012م الموافق 03 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 5:46 ص

      تخطيط

      الله يهديك ناس تخطط من سنين لهذا اليوم وانت تقولين تعايش واقولك اقراى التاريخ كم مرة

    • زائر 16 | 4:15 ص

      بوعلي

      الى زائر 3 البحرين تبث برامج دينيه في عشوراء
      يوم التاسع والعشر وفي هذه السنة التزمت يذلك.

    • زائر 13 | 2:39 ص

      التعايش سلمي ان شاء الله

      اختي العزيزه رغم كا ما قيل ويقال بخصوص التعايش والفرقة في وطننا العزيز ارى انها تأتي من طرف واحد وهو الطرف المؤزم والابواق التي تصب النار دائما على الزيت ولو سكتت هذه الاصوات التي تعيش على هذا الوضع فانني اجزم بأن شعب البحرين اكبر من هؤلاء المتمصلحون وستحترق ورقتهم باْذن الله قريبا جدا وسوف نرى حينها ان هذا الشعب يستحق الاحترام وشكرا لك اختي العزيزه على هذا النفس الوطني

    • زائر 12 | 1:31 ص

      الوعي الصحيح

      شكرا لك على هذا المقال الرائع انت واصحاب الاقلام الصادقة هم القادرون على تثقيف الناس وبث الوعي الصحيح في المجتمع.

    • زائر 6 | 11:56 م

      ان أعطيك مثل يا بنت الحد

      اول سنه من مشروع الصلح قام تلفزيون الرسمي ايام عاشورء بث مسلسلات دنيه لم تمر سنه او سنتين واذا به ياضع أغاني في عاشورء هذا التعايش السلمي وشكرآ.

    • زائر 2 | 10:48 م

      نسأل الله ان لا يكون هناك يوما لا تعايش فيه بسبب هذه الاوضاع

      إن تأجيج النفوس وزرع الفتنة والحقد والكراهية التي يزرعها البعض سوف تؤتي ثمارها ام عاجلا او آجلا وهذا سوف لن يستثني احدا وسف يدخل البلد في حيص بيص
      لكل فعل ردات فعل وإن زرع قيم الحقد والكراهية والسخرية والانتقاص من طوائف معينة سوف يجعل من هذه الطوائف حاقدة على من يزدريها وسوف يدفع الجميع الثمن قد لا يعجب البعض كلامنا ولكن هذا استشراف للمستقبل وكما حذرنا سابقا مرار وتكرار من الوضع قبل ان ينفجر ولكن احدا لم يسمع والآن نحذر ولن يسمع احد وسوف نأكل جميعا ثمار يما يزرعه الحاقدون

    • زائر 1 | 8:30 م

      كلام جميل

      صح ألسانك يا شرووووقي\r\n

اقرأ ايضاً