العدد 3465 - الجمعة 02 مارس 2012م الموافق 09 ربيع الثاني 1433هـ

ليس منَّةً من أحد

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أثبت المفصولون عن العمل قدرتهم الكبيرة على التحمل، وإصرارهم على الاستمرار في مسيرتهم للمطالبة باسترداد حقهم المسلوب والعودة إلى مواقع عملهم دون شروط مجحفة أو مذلة ومخالفة للقانون.

حراك المفصولين عن العمل أثبت للجميع بأن هذا الشعب شعب واعٍ وكريم، ولا يمكن أن يقبل بالمهانة أو الشروط المذلة، ولن يعود هؤلاء للعمل بشروط مذلة، بل هم متمسكون بكامل حقوقهم ومكتسباتهم دون نقص.

هذا الموقف ليس تحدياً ولا عنجهية، بل هي ترجمة لمعاني العزة والكرامة وسمو الذات، فالتجويع لأكثر من عشرة أشهر لم يجدِ، وقطع الرزق والسجن والتعذيب والتهديد لم ينفع، فالله كفيل بأرزاق عباده الذين خلقهم.

مشهد استقبال المفصولين لوفد منظمة العمل الدولية يوم الخميس الماضي، في اعتصام حاشد، عكس الأكاذيب التي حاولت بعض الجهات ترويجها، بأن القضية قاربت على الانتهاء، فاللجنة شاهدت بأم عينها حجم مأساة المفصولين دون الحاجة لأرقام وتقارير لا تعكس حقيقة الواقع. وربما تفاجأ الوفد بأعداد المفصولين وتنوع جنسهم وتخصصاتهم وحجم معاناتهم. وربما استغرب الوفد من رؤية أطباء مفصولين، وعلى رأسهم استشاري جراحة المخ والأعصاب في تخصص فريد من نوعه في هذا البلد.

من الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها الجهات الرسمية أن أوصلت نفسها إلى هذا المشهد، الذي جعل من الوفود الدولية شاهدةً على ظلم واضطهاد فئة وجماعة في هذا البلد، فمهما حاولت من تحسين الصورة وتجميلها، فلن تكون الكلمات والأرقام التي توردها أصدق من مشهد المعتصمين المفصولين أمام وزارة العمل.

إن عودة المفصولين لأعمالهم وبكامل حقوقهم سيحدث اليوم أو غداً، ولن يتأخر كثيراً، إذ أثبت المفصولون للجميع صبرهم وثباتهم واستمرارهم على المطالبة باسترداد حقوقهم، وعدم خضوعهم للابتزاز والتهديد والوعيد، أو حتى الترغيب عبر تسويات مالية غير مقبولة.

الحقوق التي كفلها الدولة المدنية ليست منة من أحد. وحق السكن، حق العمل، حق التعلم، حق العلاج، وكل الخدمات الأساسية ليست عطايا تقدمها الدولة للمواطنين بل هي حقوق واجبة على الدولة التي تعمل لدى الشعب وتتسلم رواتبها وأجور موظفيها من أموال هذا الشعب وخيراته.

لا يخرج أحد ليزايد على وطنية هذا الشعب وانتمائه وحبه لهذه الأرض، أو يمن عليه بإعطاء حقوقه، فهذه الأرض أرضه وخيرها لأبنائه جميعاً بلا استثناء، وليس من حق أحد أن يقطع رزق أحد أو يحرمه من حقوق المواطنة أو خيرات بلاده عندما يطالب بحقوقه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.

المواطن في العصر الحديث إنسان حر يتمتع بكافة حقوقه، والعبيد هم فقط الذين لا يملكون هذا الحق ويرون في سيدهم رازقهم، أما الأحرار فيعبدون الله وحده.

إن الحكومات في العالم الحديث تعمل لدى الشعوب، وتتقاضى أجراً، وبالتالي عليها أن تستجيب لإرادة الشعوب، فالأمم هي مصدر السلطات، وسيعود الجميع لأعماله شاء من شاء وأبى من أبى

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3465 - الجمعة 02 مارس 2012م الموافق 09 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 8:44 ص

      تجردت الضمائر بحقد دفين

      ان ما اقترفته وزارة الصحة من فصل وتوقيف وتنكيل بخير الكوادر الطبية هو شيئ مهين للوزارة قبل الكادر وحتى من رجع من التوقيف تم اقصائهم من مناصبهم واحلال ناس غير كفأ لتلك المناصب لإعتبارات طائقية كما تم ارسال فئة من الممرضات لدراسة بكالوبوس التمريض مخالفين جميع المعايير المحلية والدولية
      نطالب الوزير الجديد محاسبة جميع المخالفين, كما تم توظيف اقارب ...من دون المعايير كيف تكون ....واقاربها هناك العديد من المخالفات ...

    • زائر 32 | 7:11 ص

      شكراً

      شكراً لك يا أستاد هـــــــاني

    • زائر 31 | 5:10 ص

      عدنا ولكن

      عدنا الى أعمالنا بعد الفصل ولكن لازلنا ملاحقين فمنا من تم توقيفه لعشرة ايام و منا من أحيل للمحاكمة ومنا من ينتظر الا حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 29 | 3:54 ص

      الله الرازق

      أحسنت ولد الفردان لا يحسبن أحدا أنه سيحني هاماتنا أو سيركعنا لنتسول أقواتنا من غير الله الأحد الذي خلقنا وقدر رزقنا

    • زائر 28 | 3:39 ص

      سلمت يابن الفردان...

      لا شلت يمينك بهذه المواقف التي تلامس بحق معاناة المفصولين وأجرك على الله ياهاني.

    • زائر 27 | 3:17 ص

      مفصول بس صمود

      نحن بأسم جميع المفصولين نشكر الأستاذ هاني الفردان وجميع من وقف لجانبنا ولا ننسا الاستاذة زينب التاجر وكل من ساهم في اوصال قضيتنا للعالم \r\nشكراً لكم شكراً لكم

    • زائر 26 | 3:15 ص

      موفقين

      سنحصل علي حقوقنا

    • زائر 25 | 3:13 ص

      سلمت يداك

      منذ نعومة أظفارنا ونحن نعلم بأن للمواطن حقوق وعليه واجبات ومنها حق العمل والعيش بعزة وكرامة في وطنه ، وليس مكرمات من أحد ثروات البلد كثيرة نريد توزيع عادل للثروة لاتقتصر على فئة دون أخرى حتى يظلم أحد ويعيشوا بخير وسلام .

    • زائر 24 | 3:11 ص

      المفصولين المؤقتين

      في البلد يريد ان يكون عبدا
      ولكني اريد ان اكون حرا

    • زائر 23 | 1:53 ص

      منك واليك

      اضم صوتي مع زائر 13 اقتراح جميل

    • زائر 22 | 1:45 ص

      ضربت في الصميم

      لك الشكر ياستاذ هاني لانهاية اعجبتني هذه العبارة التي ضربت بها في الصميم ( المواطن في العصر الحديث إنسان حر يتمتع بكافة حقوقه، والعبيد هم فقط الذين لا يملكون هذا الحق ويرون في سيدهم رازقهم، أما الأحرار فيعبدون الله وحده.) نعم هذا واقعنا الحالي

    • زائر 21 | 1:42 ص

      فصل المواطنين من أعمالهم رسالة الى

      المفصولون .... جسدتم العزة والكرامة بصبركم وصمودكم

      الفاصلون .....مارستم جرما لم يسبقكم اليه أحد وكتبتم على جباهكم ظالمون

      أصدقاء المفصولين ؟ بخلتم عليهم بالمساعدة بالدينار فاعزهم الله بغيره واذلكم به

      شاغلو وظائف المفصولين ....لا هنئت لكم لقمة أخذتموها من أفواه مستحقيها

      الواشون بالفصل .... تجردتم من انسانيتكم ومارستم ما لم يمارسه الحيوان

    • زائر 20 | 1:40 ص

      لا لقطع الأرزاق

      إن قطع الأرزاق في مملكة البحرين أساء لسمعة المملكة أمام المجتمع الدولي وبالتالي يجب إعادة جميع المفصولين إلى سابق أعمالهم ومسمياتهم الوظيفية السابقة مع تعويضهم رواتب أربع سنوات كتعويض مادي وأدبي. ومحاكمة مرتكبي جرائم الفصل من العمل.

    • زائر 19 | 1:31 ص

      شكرا للوسط و

      شكرا لك يا استاذ هاني انك تعبر عما يجول في خاطرنا
      ونصرة المظلومين واصحاب الحقوق المنتهكه
      وشكرا لكل صاحب حق

    • زائر 18 | 1:13 ص

      صمممممود

      ما دام فينا عرق يبنض فنحنو صممود
      ولا نركع لا شروط مذلة
      والرازق الله
      القاطع محاسب من الله

    • زائر 15 | 12:52 ص

      الخلق خلق الله والرزق رزق الله ومن خولهم فهم مسؤلون

      إنها من اكبر الكبائر تدخل بني البشر في قطع ارزاق بعضهم البعض بسبب خلاف سياسي او غيره. إن محاولة قطع الارزاق ومحاولة اذلال خلق في ما يسر لهم من سبل العيش الكريم له عواقب وخيمة في الدنيا قبل الآخرة لأنه نوع من البروز لله بالحرب فإن الله لم يشق فما إلا ويسر له لقمة العيش ومحاولة قطع لقمة العيش بمثابة حرب لما يسر الله لذلك قيل قطع الاعناق ولا قطع الارزاق وهذه المقولة صائبة. كما ان هذا العمل احد مسببات الاحتقان والازمة وقد حذرنا مرارا قبل 2011 من محاولة اقصاء البحرينين وتجويعهم

    • زائر 14 | 12:49 ص

      مجرد إقتراح

      أقترح تشكيل صندوق وطني لدعم المفصولين ماليا لتقوية موقفهم على أن يتم مطالبة الحكومة والجهات التي إستجابت لقرارات الفصل قضائيا لدفع تعويضات عادلة ..

    • زائر 13 | 12:47 ص

      يبن فردان واذا المؤده سئلت بأي ذنب قتلت

      بعد ان وئدت البحرين ان صح التعبير وجاز وقتل الابداع وتطشرت الكفائات من اطباء ومحاسبين على درجه عالميه من الكفائه ومهندسين هم عماد الوطن وفخره وعز الوطن قبل اي عز وذخر الوطن قبل اي ذخر وكنوز الوطن الحيه البحرين اريد لها ان تدفن وهي حيه وئدت نكل بكل متألق .قتلت العزائم والهمم في كفائات نالت مراتب الشرف با الجد والمثابره شخص لم اعرفه ولا التقيت به طوال عمري الذي تجاوز الخمسين ولكن قضيه فصله والتنكيل به وهو في هذا العمر تضع الف علامه استفهام انه الدكتور طه الدرازي استشاري جراحه المخ....ديهي حر

    • زائر 12 | 12:40 ص

      هزلت

      ظهر لنا شخص قبل يومين يقول بان المواطن يتعلم "مجانا" و يتعالج "مجانا" و لديه خدمة الاسكان و هذا مالا يتوافر في الدول الاخرى! بدى و كأنه يحادث اطفال ما لهم و ما عليهم .. في حين في هذا البلد حتى الطفل واعي بحقوقه

    • زائر 11 | 12:30 ص

      قطع الاعناق ولا قطع الارزاق

      اولا واخيرا الرازق هو الله سبحانه وتعالى وليس البشر او عبيد البشر

      شكرا يا اخي هاني

    • زائر 10 | 12:28 ص

      احسنت كلام سليم 100%

      ليست عطايا تقدمها الدولة للمواطنين بل هي حقوق واجبة على الدولة التي تعمل لدى الشعب وتتسلم رواتبها وأجور موظفيها من أموال هذا الشعب وخيراته

    • زائر 9 | 12:05 ص

      شكرا لك

      شكرا لك يا صديقي على هدا الطرح وادعوا كل المفصولين الى الصبر وعدم التنازل عن حق العودة تحت الشروط المجحفة ؟ حقكم ليس منة من احد وسف ترجعون يوما ما وهو الاجمل عندما يكون بعد صبر لكن لن يكون تحت مدلة

    • زائر 8 | 11:58 م

      عفية عليك ياولد الفردان

      القلم الحر لا ينطق الا حرا وليس مثل الاقلام المريضة التي تتشافة ويقوى حبرها عند شحنه بالدراهم ومن ثما يوضع في الجيب

    • زائر 7 | 11:27 م

      لقد كشفت لنا الأزمة من هم الأحرار

      المواطن في العصر الحديث إنسان حر يتمتع بكافة حقوقه، والعبيد هم فقط الذين لا يملكون هذا الحق ويرون في سيدهم رازقهم، أما الأحرار فيعبدون الله وحده

    • زائر 6 | 11:10 م

      حتى الأجانب ما سلموا من التميز والطائفيز

      شكرا للكاتب الحر.

    • زائر 5 | 10:53 م

      مفصول لكن صمود

      تسلم يا ولد الفردان وازيدك من الشعر بيت احنه نفصلنه على نفقة الدولة

    • زائر 4 | 10:34 م

      شكراً لكم

      سنعود للعمل وعن قريب انشاء الله تعالى بفضل صمود المفصولين وبفضل الوقفة الصادقة من أمثالكم.



      نستطيع الصبر أكثر ما دامت ركيزتا الارادة والتواصل متوفرتان وهما كذلك لدى المفصولين ومن يدعمونهم.



      تبقى المفاوضات الجماعية التي يرفضها من هم على قمم جبال الطين التي ستهوى بهم قريباً لايمان المفصولين بممثليهم الذين جاهوا ولا يزالون يحاولون تقدم الصفوف العمالية ومنع الاستفراد بمن يمثلونهم.



      شكراً لك أخي هاني وبارك الله فيك وفي أمثالك من أبناء هذا الشعب الواعي.



      مع تحية

      الكلمة الصريحة

    • زائر 3 | 10:24 م

      بحرين يألم الامم

      حفظ الله هذه الارض الطيبه وما أنبتته من أخيار البشر

    • زائر 2 | 10:08 م

      اعجبتني اكثر هذه الفقرة

      "المواطن في العصر الحديث إنسان حر يتمتع بكافة حقوقه، والعبيد هم فقط الذين لا يملكون هذا الحق ويرون في سيدهم رازقهم، أما الأحرار فيعبدون الله وحده." لا جف حبرك يا هاني

    • زائر 1 | 9:25 م

      كلام في الصميم

      لا فض فوك

اقرأ ايضاً