العدد 3471 - الخميس 08 مارس 2012م الموافق 15 ربيع الثاني 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

مفهوم الدولة المدنية
ما يشهده العالم العربي من مخاضات في أكثر من بلد عربي إفريقي وشرق أوسطي وخليجي، وإرهاصات لثورات تحتاجها الأمة العربية والإسلامية إلى تغير واقعي سياسي حقيقي إلى أفضل والتخلص من براثن الاستبداد والحكم الشمولي الذي كان معظمه من موروثات الاستعمار البريطاني في القرن الماضي، وكان من أهم ذلك الحراك الشعبي وتأسيس دولة مدنية أو دولة القانون التي تعطي كل حق حقه بغض النظر عن نوعه ومذهبه وعرقه وغيرها. الثورة هي حركة شعب أو حركة امة تنهض بكل مكوناتها في إطار له مقاصده المحددة وتطلعاته لخير الشعوب كافة إما إذا حكم الحراك الشعبي أو الثوري حالات من ردود الأفعال وحالات من الانتقام والتشفي وحالات من الغضب فانه لا تكون ثورة أو حراك، وقد أشار إلى ذلك الرئيس جمال عبدالناصر في الباب الرابع من الميثاق الوطني حيث قال «الغضب مرحلة سلبية، وان الثورة عمل ايجابي يستهدف إقامة أوضاع جديدة».
أما إذا تحولت تلك الإرهاصات الثورية إلى مقصد أو نشاط لمجموعة طائفية أو حزبية أو عرقية أو مذهبية فانه يصبح حراكا مؤسسا إلى فتن وصراعات وحروب أهلية لا تكون بالفعل محمودة العواقب وتكون معاول هدم لا بناء لجميع أطياف الامة. كما ينبغي لحركات الثورة إذا أرادوا الصحيح أن يعمل أهل الرأي وأصحاب الفكر على هجر الفردية، أو أن يحسب شخص أن التغيير يكون بالزعامة الفردية والشخصانية، فنظرية القائد الفرد الملهم سقطت والبديل هو المؤسسة والعمل الجمعي المنظم. فبناء نظام سياسي مؤسساتي في دولة ما يعطي كل حق حقه يتطلب الاعتماد سن قوانين منسجمة مع التطور الحضاري في العالم ومتطلبات المجتمع الدولي عبر منظماته ومؤسساته الشرعية التي تولد من رحم الشعوب عن الانتخابات الحرة النزيهة وكذلك على الاستفتاء. لأن مفهوم الدولة هو «الشعب والإقليم والسلطة» فإذا فقد أياً من هذا فلن تكون هناك دولة. لكي تتضافر جهود الشعب في بناء دولته لابد أن تتحقق هويته عبر المواطنة الحقيقية على أساس إنساني وأخلاقي لا طائفي أو قبلي. إذن الدولة المدنية التي تعني بالانجليزية  Civil State هي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن منطقته، مذهبه، عرقه، انتمائه الفكري ودينه وألا تنتهك حقوقه من قبل أفراد آخرين أو جماعة أو سلطة ويعرف قانونا انه مواطن، أي انه عضو في المجتمع عليه حقوق وعليه واجبات وأن تتأسس على نظام مدني يقوم على السلام والتسامح وقبول الآخرين والمساواة في الحقوق والواجبات والثقة ومن بعض ما ينشده أصحاب رأي المجتمع المدني وأهمها ألا تأسس بخلط الدين بالسياسة كما أنها لا تعادي الدين أو ترفضه على رغم أنه يصبح عاملا جوهريا في بناء الأخلاق. لكن هناك من يرى على الدولة المدنية هي الحل مع الانطلاقة من الثوابت في الشريعة الإسلامية لوضع الدستور والقوانين من مثل: التعددية، العدالة، التكافل الاجتماعي والشورى والديمقراطية، حقوق الإنسان، التنمية وتعزيز الإنتاج والأمن الغذائي هذا مع ضمانة حرية التعبير وحرية البحث العلمي ورعاية الإبداع في الآداب والفنون.
بالإضافة إلى كل هذا العمل من اجل وحدة وطنية راسخة، وعيش واحد يكون في ظلاله التنوع العقدي والاجتماعي ومقاومة كل تعصب أو غلو أو تطرف وفتنة ومقاومة الفكر التكفيري الذي يهدد الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي وتخريب العلائق بين الناس.
قبل هذه الثورات أو ما تسمى بالربيع العربي الجمهور العربي واع منذ زمن طويل إلى ما يجري في الوطن العربي من أن أنظمة الحكم ومسألة الديمقراطية تقوم في الأمة العربية أنظمة حكم لا مكان في غالبها للحريات والحياة الديمقراطية السليمة، يضاف إلى ذلك الجهل والفقر والبطالة واخطر من هذا كله الطائفية والمحسوبية، كل هذه العوامل دفعت الناس إلى الحراك الشعبي وأن تثور في ساحات كثيرة لم تكن قد عرفتها من قبل. لا احد ينكر أن الحكومات التي لعبت بورقة الطائفة وتفضيل زيد على عمر قد طمست معالمها وفي دول أخرى حولتها إلى أشباح ومزقت كيانها شر ممزق وأن التجربة اللبنانية خير برهان.
ان الشعب العربي واع ويعي ما يدور خلف الكواليس من مكائد ومؤامرات لا تنطلي على الفرد البسيط، الدولة المدنية هي ببساطة دولة قانون مؤسساتي لا دولة رئيس وزراء أو ملك أو رئيس جمهورية أو أمير أو رئيس قبيلة كما تؤكد تلك الدولة الطبيعة الموضوعية على نظرية الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وليس بمعناه الاعتباري أو الإعلامي، ففي مثل هذه الدولة يحترم فيها عقل الإنسان وتحترم إرادته وقراره ويستفاد من العقليات المؤهلة ذات الخبرة لا الجهلة. لهذا تسعى الجماهير من حراكها الشعبي إلى تحقيق أهدافها للعدالة والحرية والمساواة لتعالج اختلالاتها (إن صح التعبير) التي تعيشها في العالم العربي والإسلامي بكيانيه السياسي والسيكومجتمعي. من هذا كله يجب أن تسعى ابستومولوجيا إلى تحرير العقل من النزعة الفردية المتكلسة أو الموروثة في السلوك والممارسة ركام من الدغمائية والمغالطات الدينية والنزعة الاستبدادية والعدوان والدكتاتورية ومصادرة الحقوق والقيم.
لابد من الإشارة إلى أن الوحدة الوطنية الراسخة هي دعامة صلبة في نجاح الدولة المدنية، إذ إن الحراك الشعبي الذي ينطلق من فكر متعصب ويعتمد الفئوية منهجا مترعا بالطائفية أو حراك تآمري، ولا شعبية له، ويكون مثل هذا الحراك في خدمة من يريدون إشعال الحروب الأهلية العربية كي يكون مسافة بين أبناء الأمة والوطن شديدة وبعيدة مما يجل الضعف ويستدعي الاستقواء بالأجنبي والخارج على حساب الألفة والمودة بين الشعب الواحد وهذا بحد ذاته مسلك خطير الاتجاهات وينتج الفوضى ويقوض الثقة بين الناس. العيش الوطني الواحد أساس مكين للقوة ومقاومة المؤامرات والدسائس.
تواجه الأمة العربية والإسلامية الكثير من المخاطر والتحديات  لذا واجب أي حراك شعبي أو إسلامي أن يأخذ بعين الاعتبار ابرز هذه المخاطر وهو الاستعمار الصهيوني الاستيطاني الذي زرعه الاستعمار الأوروبي وبالتحديد «بريطانيا» في النصف الأول من القرن العشرين في فلسطين ليفصل بين مشرقها العربي والآسيوى عن مغربها الإفريقي وكما يحدثنا فان هذا الاحتلال شرد أكثر من 7 ملايين فلسطيني عربي. بعد تخطيط هذا المشروع بإشراف رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل نفذه الصهيوني السيئ بلفور بعد أفول التاج البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية جاءت الهيمنة الأميركية بمشروعها الشرق اوسطي.
إن التحدي الأميركي يتمظهر من وجوه استعمارية كثيرة من خلال مخطط مشروعها تحت عنوان «الاستراتيجية الأميركية للشرق الأوسط الكبير», هو مشروع تقسيم الأمة العربية والإسلامية ومعها تركيا وإيران وباكستان وأفغانستان إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية، ليسهل عليها الهيمنة الاستعمارية الكاملة لخدمة مشاريعها التآمرية، احتلت العراق ودمرته، ولاتزال تعمل على المزيد من تخريبه وخلقت فيه دستورا فيدراليا تقسيمياً مقصده نسخ هوية العراق العربية وتقسيمه إلى دولة سنية في الشمال وأخرى شيعية في الجنوب كما أنجزت مؤامرة تقسيم السودان ودمرت ليبيا مع الحلف الأطلسي وتركته في فوضى وفتن قبلية. وكان في نيتها تدمير سورية وخلق الطائفية بين مسلمين وعلويين ومسيحيين لتلحق بالعراق ولكن لم يتسنَ لها وفشل مؤتمر أصدقاء سورية في تونس وكفانا الله السوء. ينبغي التأكيد أن الدولة المدنية يجب أن تنطلق من الثوابت في الشريعة الإسلامية لوضع الدستور والقوانين وأن الديمقراطية مفردة لا تحل مشاكل الأمة لا تنسجم ايديولوجيا ولا ابستيمولوجيا ولا جيوسياسيا ولا سيوسلوجيا. هناك فرق جوهري بينهما من الناحية المنهجية، الإسلام دين ورسالة تحمل مبادئ تنظيم حياة الناس في عباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم أو ما يعبرون عنه مفهوم ميتافيزيقي يفيد في مجمله خضوع العبد إلى خالقه العالم بما يضره وينفعه في حاضره ومستقبله بينما الديمقراطية مشروع طارئ على الأمة العربية والإسلامية من حيث هي فكرة وممارسة وضعها الإنسان لنفسه بينما يرى البعض ان مفهوم الحرية والشورى والديمقراطية والليبرالية وغيرها من المفاهيم الواسعة التقدير قد تفسر في كل زمان ومكان بتفسيرات تتبع الآراء والاجتهادات ولذا قد يراها البعض مجتمعة مع الدين الحنيف أو اقل كونها لا تتنافى معه فمن خلالها يمكن تحقيق جانب الحق للفرد والمجتمع.
علوي محسن الخباز


«يمه دمع الحزن عذبني»


[ ياريت الدمع يرد الغالي
ضيعتيني يا يمه
ليش خليتيني!
شوفي بعد موتج شصار فيني
شوفي وضعي شوفي حالي
يمه رجعي وحشتيني موت
تعالي ضميني مسحي دمعتي
بوسيني بلهفة حبج علي
خايف أعيش بدون صوتج
يمه سامحيني رجعي شوي
عايش بدون حسج يالغالية
يا يمه انتي اخر امالي
انتي دنيتي وكل شي غالي
شوفي وضعي شوفي حالي
كل ما شوف صورتج ابجي
كل ماقعد على قبرج ابجي
مو قادر اتخيل دنيتي بدونج
والله مو مصدق شي خيالي
كنتي امس وياي كنتي تسولفين
تضحكين معاي تسليني
كنت اخد رايج افتح قلبي
ردي يايمه نصحيني خافي علي
اذا تأخرت او اذا مرضت
رجعي يا كل هلي ودنيتي
اللي تبينه سويه صارخي علي
ضربيني يايمه، زفيني اي شي
بس اجوفج يمي اتطمن يايمه
اشم ريحتج حسج سوالفج كل شي
شلون انسى ذيج الأيام
تحضنيني بقوة اذا نجحت
في فرحي او اذا كنت حزين
اذا تصلين وترفعين جفينج
تدعين لي ان الله يوفقني
تقولين ابيك ترفع راسي فوق
صوتج ضحكتج قعدتك نومتج
كل شي في ذاكرتي باقي
ضيعتيني يا يمه عذبني فقدج
حياتي حزينة كئيبة وينج
كل ما أجوف غرفتج حاجياتج
ظلمة مالها طعم أنا ميت
يمه خديني وياج ريحيني
يمه افتقدج يمه احتاجج
رجعي تراني ضعيف بدونج
وين الأيام الحلوة وينها
كل شي راح من رحتين
كل شي صار تراب وماضي
شوارعي ظلمة البسمة بعيدة
ياريت الدمع يرد الغالي
ياريت تردين يايمه
وحشتيني,,,
وحشتيني,,,
الله يرحمج يايمه,,,
احبج وايد يايمه
مشتاق والله مشتاق,,
سامحيني يايمه
مهما سويت
في بحرج نقطة
احبج يايمه وايد
احبج,,، احبج
الله يرحمج
ويغمد روحج الجنة
***
اهداء لكل ام ضحت
ولكل ولد او بنت توفيت امه
للي كان يحس فيها قبل او عقب
الأم مهما سوينا لها مقصرين
تبقى غالية حتى لو تغلط
مافي احن من قلب الأم
لو تلف العالم كله ما في مثل امك
الأم ما تتعوض ابد...
ميرزا إبراهيم سرور


ازدراء


[ بأمر الحق أذان الظهر
أتينا النور مرتاحين
وباغتنا بضرب الهام
ولطم الوجه بالكفين
أما راعوا حدود الله؟
وبيض الشيب بالخدين؟
يده طالت بضرب العنق
ولا يكفيه بصفع العين
وقار للكهل لم يوجد
تكمم فاه والأذكــــــين
لبيت الله أخذنا العزم
جموح القوم لنا قاطعين
أهانوا الدين والإيمان
ولا توانوا بشتم حسين
كرهنا الوضع وآلامه
مقتنا الغدر والكره زين
ببيض القلب حبانا الله
ونفسٍ ماؤها معـــــــين
مصطفى الخوخي


في فقد زهراتنا

ألفظ الدنيا فدُنياكم خداعٌ وغرور
يطمئنّ الضيفُ فيها وعلى الضيف تجور
خطفت ستّ بدور كنّ في عمر الزهور
وبليل الشؤم أمسى الأهلُ أصفار اليدين 
ودّعوا الأهل سوياً ومضوا نحو المنون
وغرابُ البين ينعى عالياً تلك الغصون 
أغمضوا الجفن وظلّ القلبُ يحكي بسكون
وتجاذبن الوصايا قبل إسبال اليدين 
أختُ يا غيداء إنّ الموت مني قد دنا
غابت الأنفاس مني ربنا ارحم أمنا
تفقدُ الغصن طرياً يا لخطبي المحزنا
أبلغي عني سلاماً لوداع الوالدين
رمقتها ودموعُ العين تجري مطراً
وأعانتها دموعٌ للسما منهمرة
أخت يا طهر المنايا قبل سيري سائرة
يفجعُ الآباء ابنٌ كيف فقدُ الزهرتين
ولفاطم ولمريم قصةٌ تدمي الجبين
وشبيهاتُ البتول الطهر في قصر السنين 
زاهراتٌ مقمراتٌ بعدهن طال الحنين
أسفي يكسو الترابُ السافي ورد الوجنتين  
ليت ورد الكون أحنى غصنه قبل رقيه
وندى الورد تلاشى فاقداً مروة الندية 
أظلم الصبحُ وأمسى صبحنا حزناً مسية
فعسى المأوى جنانٌ ولكم قرة عين
عرجت أرواحُهنْ رافقنَ أملاكاً كرام
فُتحت جناتُ عدنٍ هللت دار السلام
صرن حوراً مكرَماتٍ في اجتماعٍ بالخيام
ولمن خاف مقام الرب نيلُ الجنتين
صفاء المطاوعة

العدد 3471 - الخميس 08 مارس 2012م الموافق 15 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:50 م

      إنا لله وإنا إليه لراجعون

      اللهم ارحم "" ابراهيم محمد المدني "" واسكنه فسيح جناتك .. واغفر له وارحمه ... والهم إلهله الصبر والسلوان والمغفرة

اقرأ ايضاً