العدد 3473 - السبت 10 مارس 2012م الموافق 17 ربيع الثاني 1433هـ

المحرق والمنامة كانتا حاضنتين لكل البحرينيين بمختلف طوائفهم

عبدالرحمن أحمد فخرو... يفتح لـ «الوسط» نوافذ من ذاكرة الوطن (1-3)

على رغم أن التاريخ، وخاصة الوطني منه يدون باستمرار، ومنه ما يؤخذ ومنه ما قد يرد، مما تملأ به صفحات الكتب والمراجع والبحوث والدراسات؛ فإن التاريخ الكامن في صدور أهل البحرين لايزال يحتاج إلى مزيد سبرٍ، وكثير تتبع، لأن حديث الذكريات الذي تحمله ذاكرة هؤلاء تجد فيه الكثير مما لم تدونه الأقلام أو الكتب.

قراءة التاريخ استناداً إلى تجارب حياة الأشخاص تحمل نكهة تتفرد عن القراءة المجردة للتاريخ وخاصة الوطني منه، فالزاوية التي ينطلق منها هذا الشخص في سرده للأحداث تبدأ صغيرة لكنها سرعان ما تكبر، ربما تبدأ من غرفة في بيتٍ، لكنها بعد ذلك تسع الوطن وقراه ومدنه ورجالاته وأحداثه وأفراحه وآلامه.

في حديث الذكريات، يخرج رجالات البحرين مكنونات أجيالٍ عاشوها، صغاراً وفتياناً وشباناً وكباراً وشيوخاً، عقوداً عاشتها البحرين، بما مرت به من لحظات خير ورخاء أو عسر وشدة، تريك معدن أهل البحرين الحقيقي، وتذيع من تاريخ هذا الوطن، ما قد لا تكون قد كتبته الصفحات أو دونته الأوراق.

وعندما يصل حديث الذكريات إلى عائلة فخرو العريقة؛ فلابد لك أن تصل إلى عبدالرحمن أحمد يوسف فخرو، ذي الـ 75 عاماً، أحد رجالات هذه العائلة، التي يحق لها أن تفخر بأن صفحاتٍ من تاريخ هذا الوطن كتبت بأيديهم.

يتذكر عبدالرحمن فخرو وليد ثلاثينيات القرن الماضي أن البحرين في سنوات لمعانها وتألقها في الخمسينيات والستينيات كانت أرفع عن التقسيمات التي جزأت الوطن لاحقاً إلى أعراقٍ ومذاهب. ذاكرته تعود به إلى المحرق حيث انصهر الرجال بالرجال، والتحمت الثقافات وتمازجت، وإلى المنامة حاضرة الألق البحريني الأصيل حينها، البحرين الجميلة حيث كانت، العصية على الفرقة والخصام، الفتية بعشق أهلها إلى الحياة والحب والتسامح.

ذاكرة قوية، كذاكرة فخرو تأبى إلا أن تعزف رنين ذكرياتها بكل ما تملك من دقة؛ فتحيلك إلى الحدث باليوم والشهر وربما الساعة والدقيقة.

يعيدك لليوم الأول من حياته، حيث خريف البحرين في أكتوبر/ تشرين الأول العام 1936، حينما كانت أوراق شجيرات اللوز السكندري تتساقط من أشجارها، سقط هو كذلك طفلاً في حضن والدته، بينما كان والده في الهند، ثم يخبرك أن تميمته بلغت قيمتها 12 روبية، يأخذ ذهنك فيحصره في زوايا وطرقات المحرق، ثم يعدو بك سريعاً إلى «فرجان» المنامة والقضيبية، ثم يغادر بك إلى بيروت ومنها إلى لندن، لكنه يأبى إلا أن يعيدك إلى حيث أنت وهو إلى أرضه وأهله وسكنه البحرين.

«الوسط» التقته وكان بينها وبينه هذا الحوار:

ولدت في عائلة كان لها دور كبير في تأسيس المجتمع الحديث في المحرق والمنامة، ما الذي يمكن أن تخبرنا عن بيئة البحرين الاجتماعية آنذاك؟

- ولدت في المحرق في 1936، ولكن انتقلت إلى المنامة لاحقاً، ولذا فأنا أجمع في ذاكرتي المحرق والمنامة، ولكوني من أوائل البحرينيين الذين حصلوا على التعليم الجامعي في تلك الفترة، فإنني لابد وأن أسجل أولاً الفضل في ما تحوزه عائلة فخرو من تقدير واحترام ومحبة إلى الحاج يوسف عبدالرحمن فخرو، على رغم أن هناك الكثير من عائلة فخرو لهم أعمال بارزة وأياد خيرة وبصمات واضحة، ومنهم في البحرين، وفي قطر، وذلك لأنه آمن بأهمية التعليم منذ مطلع القرن العشرين وأصر على أبنائه وأحفاده ان يجتهدوا في التحصيل العلمي، وأنا ممتن إليه لأنني واحد من اثنين أو ثلاثة من البحرينيين ممن حصل على البكالوريوس في الهندسة المعمارية.

عائلة فخرو ممتدة في البحرين وقطر، وفي قطر تفرعت العائلة الى «الدرويش» و«العثمان».

الحاج يوسف فخرو كان من رجالات البحرين، ومعروف عنه انه كان يربط بين فئات المجتمع، وعلاقته مع شيوخ آل خليفة وثيقة جداً، وأذكر أنني جلست في حضن الحاكم سمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الأول حاكم البحرين (1872 - 1942)، وكان عمري حينها ثلاث سنوات تقريباً.

عندما كان الشيخ حمد بن عيسى يأتي من الصخير إلى المحرق، كان يزور يوسف عبدالرحمن فخرو، وكان يزوره في عيد رمضان والأضحى، وأحياناً يمر علينا من دون مناسبة، وكان أحياناً يسبح في منزل العائلة الكبير الذي يضم يوسف وأبناءه وأحفاده، وذلك لأنه كان مقرباً منه، وأتذكر أنني حضرت مع والدي افتتاح الجسر القديم الذي ربط المحرق بالمنامة العام 1941 وكان عمري أقل من 5 سنوات حينها.

أنا ولدت في أكتوبر/ تشرين الأول 1936، وربما تسألني كيف عرفت تاريخ مولدي بالشهر على رغم عدم وجود تدوين حينها.

نعم. كيف عرفت ذلك؟

- أذكر أن والدي كان في الخارج للعلاج، ولم يكن هناك مستشفيات تذكر في البحرين، ربما كانت هناك عيادة سلمان مطر في المحرق فقط بالقرب من (تانكي الماي)، وكان عنده طبيب هندوسي، فكان الأهالي يسمونه «عيسوه الدختر»، للتيسير عليهم بدل النطق باسمه «بندر كار»، وكان له لباس مميز، فكان يلبس قبعة كبيرة «السفاري»، وكانوا يذهبون بنا إليه للتطعيم، وكانت هناك أيضاً في «بلط الدوي» ممرضة هندية اسمها «ميري»، وكان أهالي المحرق يسمونها «مريوم الدخترة».

وهذه «مريوم الدخترة» هي التي ولّدت والدتي بي، وكان والدي يومها مسافراً في الهند «بومبي»، العام 1936.

الوالد لم يكن يدري حينها بالخبر، وكان من يتسلم الكتابات لوالدي يوسف فخرو، محمد (أبوجاسم وراشد فخرو)، وكنا نعرفهم من خطوطهم (طريقة كتابتهم)، فذهبت إلى الدفاتر التي تسجل فيها الحسابات، فوجدت أنه يوم 5 أكتوبر 1936، التاريخ كان مسجلاً بالسنة الهجرية طبعاً، غير أنني حولته إلى الميلادي فوجدت أنه قد يكون يوم الأحد أو الاثنين، فكان قد كتب في الدفتر «6 روبيات قيمة (خاروفين) يعني خروف عربي، بيد محمد خليفة النعار تميمة ولد الأخ أحمد» (فكانوا للآن لم يسموني)... أما الملاحظة الثانية التي كتبها فكانت «6 روبيات قيمة ثلاثة (تيوس) للغرض نفسه».

لِنعُد الى ذكرى افتتاح جسر الشيخ حمد... ماذا تتذكر؟

- أنا في سنة 1941 شاهدت الشيخ حمد بن عيسى الأول، عندما كان يفتتح الجسر المسمى باسمه، وكان والدي بيده الكاميرا «براوني كوداك» مكعبة الشكل، والفيلم تحركه بيدك، والعدسة صغيرة يمكن سنتمتر في نص سنتيمتر، وفيها 12 صورة، فكان يصور وأنا أمسك ثوبه.

أذكر قبل الجسر أن المحرق والمنامة، كانتا منطقتين مختلفتين، عائلة فخرو كانت لهم تجارة في الخشب، وكنا ننتقل من فرضة المحرق الى النعيم لنقل الأخشاب، ولم تكن هناك فرضة في باب البحرين حينها، بل أنشئت بعد ذلك، واشتراها يوسف فخرو لاحقاً بـ 10 آلاف روبية.

بعد افتتاح الجسر بدأنا ننتقل بين المحرق والمنامة عن طريق هذا الجسر، الذي أخذت صخوره من البحر، حيث كانوا يستخرجون منه إما حجارة كبيرة أو ما يعرف «فرش» (صخور مسطحة).

أنا أتذكر حتى مرحلة العمل في إنشاء الجسر، كانت هناك (جوالبيت) وهي (أحد أنواع السفن) واقفة وأناس مصطفون بالقرب منها، وتم فتح بعض المنافذ للدفان، وأتذكر الشخص الموكل بفتح الجسر كان اسمه سلمان، وكان من يريد عبور هذا الجسر يدفع «آنتين»، ثم انتقل الأمر الى بيت الزياني، ولاحقاً زادت تعرفة الدخول والخروج «أربع آنات»، تدفع مرة واحدة للعبور ذهاباً وإياباً، إما من المحرق أو من المنامة، وكان يفتح الجسر مرتين يوميّاً للعبور لكي تعبر السفن ثم يعاد إغلاقه لعبور الناس عليه.

إذن، الجسر الحالي يختلف عن الجسر الذي بني للمرة الأولى؟

- نعم. ومن غيره شخص اسمه يوسف عبيدلي، وتم بيع الجسر السابق على دبي، وظل إلى أواخر الخمسينيات. وأنا تأسفت ان الجسر تم تفكيكه وبيعه على دبي بعد نحو عقدين، لأنه جزء من التراث البحريني، وهذا أيضاً يوضح كيف كانت البحرين في المقدمة، وأتذكر ان أهل دبي وابوظبي وقطر كانوا يأتون الى البحرين لينبهروا بما كان عندنا يسعون الى اللحاق بالبحرين، وحتى عندما اشتغلت لاحقاً قي الهندسة المعمارية في بعض دول الخليج التي تفوقنا عمراناً حالياً، كانوا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات يطلبون مني ان أصمم نفس البنايات الموجودة في البحرين شريطة ان أجعلها أمبر شوي لكي تتميز عن البحرين. وحتى عندما كنت في مرة أشرح بأن تصميم الشرفة في المنامة ليس بالضروري يتناسب مع طبيعة مكان آخر. كان هناك إصرار على تقليد البحرين.

ما الذي تتذكره بين المنامة والمحرق؟

- أنا أتذكر المنامة من العام 1943، عندما انتقلنا إلى القضيبية، وأتذكر أصدقائي من عائلتي العريض وبن رجب وأتذكر محمد جميل، ومحمد حسن.

أنا أتذكر أنني ذهبت إلى المدرسة الجديدة، ولم يكن موجوداً حينها إلا ثلاث مدارس، المدرسة الجعفرية، والجديدة، والمحرق (الهداية).

ما اسمها الآن؟

- لا شيء، الآن محلها المخبز الوطني. المهم أنني عندما ذهبت إلى المدرسة الجديدة، كان معي سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، لأنه كان يعيش مع جده في القضيبية والمنامة.

أتذكر كذلك أنه في الصف كان مسموحاً أن يأتوا بثلاثة إخوان وأعمارهم مختلفة ويضعونهم في صف واحد ويكون معهم الخادم. وأتذكر حينها أن رئيس ديوان الحاكم كان عبدالله بن جبر الدوسري (في عهد الشيخ سلمان بن حمد)، ومن خلاله أصبح لاحقاً يوسف ارحمة الدوسري رئيسا للديوان الأميري في عهد المغفور له بإذن الله سمو الأمير الرحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.

أتذكر ان عبدالرحمن بن محمد الزياني كان مستشاراً للحاكم، وكان الشيخ سلمان يقول له، أنتم في المحرق، وأنا عندما أكون في المنامة في الصيف أريدكم قربي، حيث إن الشيوخ كانوا (يقيضون) في القضيبية، وفي الشتاء يسكنون في الصخير.

قصر القضيبية إذن كان قريباً للمحرق وفي قلب المنامة؟

- بالعكس كان قصر القضيبية بعيدا عن المنامة، وما يعادل كفكرة للتقريب المسافة بين فرساي إلى باريس، وكانت هناك الإذاعة في القضيبية، وهي عبارة عن غرفة صغيرة وكان يذيع فيها المرحوم أحمد العمران، وجورج طلية خلال الحرب العالمية الثانية.

وكانت تذيع باسم إذاعة البحرين؟

- نعم، وأذكر أنه كان يديرها أحمد العمران قبل أن يصبح مديراً للمعارف، أما القصر فكان بعيداً عن المنامة، وتم تعديله على يد المهندس سلمان بن محمد بن عبدالله أخو وزير التربية السابق الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة، الذي تخرج في تخصص الهندسة المعمارية وعمل في «الأشغال».

أنا كنت أتنقل بين المحرق والمنامة، ودرست في «المدرسة العودة» وهي مدرسة الهداية في المبنى الذي صار الآن متحفاً، والتي تأسست بمجهود رجالات المحرق ومنهم يوسف فخرو 1919، ومعه سلمان مطر وسيادي وغيرهما.

ماهي ذكرياتك عن الطبقة المتعلمة آنذاك؟

- أول اثنين تخرجا في الجامعات من بيروت كان أخي جاسم وابن خالته يوسف الشيراوي.

أنا سافرت في الأحد 25 يونيو/ حزيران 1950، من البحرين إلى بيروت، حيث كانت الطائرة يتم طلبها بشكل خاص.

وأنا تعليمي إلى الصف الأول الثانوي كان على حساب جدي يوسف فخرو، فقد كان جدي يؤمن بالتعليم ثم التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم، وكان كل من يطلب منه شيئاً كان يرسله ليتعلم أولاً.

في الثلاثينيات أرسل جدي عمي الكبير عبدالله (والد الدكتور حسن وزير التجارة والصناعة)، وإبراهيم وحميد ابنه وأرسل أخي جاسم وكان من مواليد 1925 إلى بيروت، أي كان حينها لايزال صغيرا على الدراسة في الخارج.

من كان يفكر حينها في إرسال أبنائه إلى الجامعة الأميركية في بيروت حينها، الناس في البحرين في ذلك الوقت كان المتنور منهم من يرسل أبناءه إلى الكتاتيب والمطوع، ولم يكن هناك مدارس خارج الإطار التقليدي، إلا مدرسة «التاجر» التي كانت تعلم الطباعة وبعض الحسابات البسيطة ثم يتم تأهيل منتسبيها للعمل.

أتذكر كنا في طائرة واحدة مع أحمد العمران، حيث تأتيك الطائرة على حسابك من بيروت وثم تعيدك على حسابك، أي أنك تدفع ثمن أربع رحلات إذا أردت الذهاب والعودة من والى بيروت، وكانت الطائرة الواحدة تحمل 60 إلى 70 شخصاً، ففي المطار كان أحمد العمران، وقال لوالدي خذوا معكم زوجتي لتلد عند أهلها.

في العام 1950 ذهبنا مع أحمد العمران باعتباره مدير المعارف، ولكن كان ذلك على حسابنا، وبدأت في الدراسة هناك بشكلٍ منتظم.

الحكومة كانت ترسل اثنين فقط للدراسة على حسابها وقتها إلى بيروت، وهما الأول والثاني على الثانوية وكانت بابكو ترسل اثنين آخرين وهما الثالث والرابع، فكان مجموع من يتم إرسالهم من البحرين بشكل رسمي أربعة.

هل تتذكر من كان معكم؟

- عبدالعزيز الحسن (مدير الزراعة)، وجميل العريض على حساب أبيه (منصور العريض)، وعلي حميدان ومازال حيّاً ويعيش في الإمارات وهو خال جميل العصفور.

وكان يدرس في السنة التي قبلنا علي فخرو، وعبدالجليل العريض، وماجد الجشي، الذي أصبح لاحقاً يدرس في المدرسة الجديدة.

وقبلهم بسنة كان يدرس حسين جعفر منديل شقيق جمعة منديل والد فائق وإبراهيم يعقوب (طبيب أطفال) وأحمد العبسي من الحد، شقيق سالم العبسي الذي أصبح سفيراً.

الطائرة كانت تطير إلى الكويت، وهناك توجد ثلاث خيام لاستقبال المسافرين، وكانت فيها ثلاجة تعمل على الكيروسين، واذكر أنهم قدموا لنا عصير «أبو أربع آنات»، ومنها طرنا إلى البصرة، وكان للتو تم البدء في تطيير طائرات برية، لأنه طوال تلك الفترة كانت الطائرة ترسو في البحر.

وكان المطار من النوع البحري (الطائرة تنزل على سطح البحر) في القضيبية، وكانت تنزل عند سترة قبل مسافة كيلومترين من الجفير، وتنتظرها «لنج» تلحقها ثم تسير معها وترشدها إلى مكان التوقف، ويتم إيقافها بعيداً عن اليابسة بمسافة 100 متر تقريباً، حيث تنقلنا السفن إلى البر وبالعكس.

وكيف تسافر الى بلدان أخرى آنذاك، مثلاً الى لندن؟

- كنا نسافر الى البصرة، وهناك كنا نسكن في «اوتيل شط العرب»، والخدمة آنذاك كانت راقية جداً حتى بالمقارنة مع اليوم، فقد كان هناك مثلاً من يجلب لنا «ايسكريم»، ويتعاملون بشكل راقٍ ومرتب، فكان ذلك الموقع في البصرة «مطار الشرق». وفيه «اوتيل» أي (فندق)، ثم هناك القطار الذي يسير إلى لندن.

كان ينطلق القطار من البصرة إلى استانبول (تركيا)، وفي النهاية تعبر البحر بالسفن.

أنا اشتغلت مهندساً معمارياً في العام 1957، وأكملت الباكالوريوس في أكسفورد، لأن الهندسة حينها كانت تدرس خمس سنوات، وتضاف لها سنتان أخريان.

إذن، أنت كنت من أوائل المهندسين المعماريين في البحرين؟

- كان هناك بالتوازي معي الطلاب الذين كانوا يدرسون في مصر، ومنهم إبراهيم المؤيد، وكان يسبقني بعام، وكذلك سلمان بن محمد (أخو الشيخ عبدالعزيز وزير التربية الأسبق). أعتقد انه ربما انا كنت واحداً من أول اثنين او ثلاثة من البحرينيين ممن تخرجوا بتخصص الهندسة المعمارية.

كنت أحب الخط والرسم، وكانت هذه الأمور تستهويني.

أتذكر أن ماجد الجشي قال لي انك إذا تريد أن تأخذ مجالاً لك في البحرين فكن مثلي، وكان حينها يقدم أطروحته في الهندسة المدنية في بيروت، وكانت اطروحته تصميم «هايوي (طريق سريع) من طرابلس إلى حمص»، يحوي جميع الخدمات المرافقة، ومحطات الاستراحة وغيرها.

بعدها اشتغلت مهندساً معمارياً في لندن، وهناك في العام 1963 تعرفت على زوجتي اليوغوسلافية، وتزوجت العام 1966. ولديَّ منها ابنتان. (يتبع)

العدد 3473 - السبت 10 مارس 2012م الموافق 17 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً