بحث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في اتصال هاتفي تلقاه من الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي أمس الأحد (11 مارس/ آذار 2012) التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة والسبل الكفيلة لوقفه.

وأوردت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) أن عباس تشاور مع العربي بشأن إمكانية التحرك تجاه مجلس الأمن «في حال استمر هذا التصعيد الخطير الذي أودى بحياة عشرات المواطنين الفلسطينيين وعشرات الجرحى». وكان عباس أدان التصعيد الإسرائيلي وأجرى سلسلة اتصالات فلسطينية وعربية ودولية لاحتوائه.

ونددت السلطة الفلسطينية أمس بالموقف الأميركي من التصعيد الإسرائيلي الحاصل في القطاع، فيما أعلنت أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس يجرى اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف من أجل وضع حد للتوتر القائم لليوم الثالث على التوالي.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية «ندين ونستنكر تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ونؤكد أن المطلوب من الطرف الأميركي هو إلزام إسرائيل بوقف العدوان على قطاع غزة وإعادة التهدئة». وشدد عريقات على أن «التهدئة مصلحة للجميع ولكن الولايات المتحدة ترى الأمور عكس ما تحدث على الأرض». وكانت الولايات المتحدة أعلنت أمس أنها «قلقة جداً» إزاء تجدد العنف في منطقة قطاع غزة و «أدانت» قصف إسرائيل بالصواريخ من القطاع.

وقالت مصادر طبية في غزة إن طائرات إسرائيلية قتلت أمس ثلاثة فلسطينيين أحدهم يبلغ من العمر 12 عاماً في الوقت الذي استمرت فيه هجمات عبر الحدود لليوم الثالث على التوالي.

جاء العنف على غرار أحداث سابقة كانت تجعل الجانبين ينخرطان في هجمات عديدة على امتداد الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وكان الصراع ينتهي عادة بعد عدة أيام من هدنة غير رسمية. وتوقع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك أن انتهاء العنف سيستغرق عدة أيام. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لحكومته أمس «نحن في أوج هذه الجولة (من العنف)... كبدناهم ثمناً فادحاً وسنواصل اتخاذ إجراءات كلما احتجنا لذلك».

وقال مسئولون طبيون فلسطينيون إن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن استشهاد حارس مدني في مزرعة وناشط إلى جانب الطفل البالغ من العمر 12 عاماً. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتحرى صحة التقارير التي تتحدث عن مقتل الطفل. وقال «الجيش ليس لديه أية نية لاستهداف أي شيء سوى البنية الأساسية للإرهاب كما رأينا في الأيام القليلة الماضية».