العدد 3476 - الثلثاء 13 مارس 2012م الموافق 20 ربيع الثاني 1433هـ

كالتي نقضت غزلها!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أداء البرلمان الحالي... يذكّرنا بأداء السيدة ريطة بنت عمرو بن كعب، التي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً، (للتفاصيل يُراجع تفسير القرطبي يرحمكم الله)!

البرلمان الحالي لا يمثل الواقع الشعبي تمثيلاً حقيقياً على الإطلاق، وهو أمرٌ لا يجادل فيه أحد. فبعد انسحاب كتلة المعارضة التي تمثل 64 في المئة من الكتلة الانتخابية، لم تفلح الانتخابات التكميلية في سد هذا الفراغ. ومن ترشّح عن هذه المناطق لم يحصل إلا على أصوات يدخل أغلبها في خانة العشرات، وسط مقاطعة شعبية واسعة.

على ضوء ذلك، لم يعد البرلمان موضع متابعة من أغلبية المواطنين. ومن سوء حظ التشكيلة الجديدة أنها وقعت في أخطاء كبيرة أثارت حنق الجمهور، وفي مقدمتها توقيع عريضة «سرية» للمطالبة بزيادة مخصّصاتهم، وحين كشفت الصحافة ذلك تبرأ القوم من فعلتهم.

خطيئةٌ أخرى ارتكبها البرلمان الجديد، حين رفض مشروع قانون لزيادة صلاحياته، في سابقة تاريخية لم تكن تحدث إلا في الأنظمة الشمولية المغلقة. القانون كان مشروعاً تقدّمت به المعارضة (كتلة الوفاق) سابقاً، واستغل البرلمان الحالي فرصة استقالتها لإسقاطه، ومع ذلك يتباكون على محدودية صلاحياتهم كلما فشلوا في تمرير قانون أو مشروع أو حتى رغبة صغيرة!

الجديد في إبداعات النواب الحاليين، أنهم اقترفوا خطيئةً أخرى الأسبوع الماضي، ويهدّدون باقتراف خطيئة جديدة قريباً! الأولى هي إسقاط قانون الحدّ من تملك الخليجيين للعقارات، وهو قانونٌ سبق أن أقر بمساعٍٍ مخلصة بذلتها المعارضة في البرلمان السابق، في نظرة حصيفة للإبقاء ما أمكن على الأرض المحدودة المتبقية للمواطن البحريني. ويعرف الجميع - بمن فيهم نواب الصدفة التاريخية - أن دخول الخليجيين على خط تملك العقارات دون حدود، في المناطق السكنية، ستكون الضربة القاصمة الأخيرة لأية إمكانية للعثور على حلول تخفف من حدة الأزمة الإسكانية.

الغريب، وفي سلسلة تهافت أداء هذه الكتلة المتناقضة من النواب، أنهم «سخّنوا الطاسة»، وأعلنوا قرع طبول الحرب على وزارة الإسكان في جلسة أمس! واتهموا الحكومة بأنها غير جادة إطلاقاً في حل المشكلة الإسكانية. وبدأ أحدهم بالدعاء قائلاً: «اللهم أفرغ علينا صبراً على هذه الحكومة... فلو كنا نعيش في الهند لتمكن الشخص من بناء عشة، ولكن في البحرين لا يمكننا ذلك، لأنه لا توجد أراضٍ»!

رد وزير الإسكان لامس طرفاً من جوهر المشكلة، بقوله إن «من تشرّف بالحصول على الجنسية البحرينية، فله كامل الحقوق التي يحصل عليها المواطن»، ولكنه نسي أن المواطن «القديم» ينتظر عشرين عاماً، بينما يمنح المواطن «الجديد» السكن خلال عام، كما نسي أن بناء الدفاع مساكن لا يتم بأموال من المريخ... وإنّما من المال العام.

النواب اتهموا الحكومة أيضاً بالتمييز في الإسكان، فهناك طلباتٌ معلقة من العام 1993، بينما تمت تلبية طلبات 2004. ونسي هؤلاء النواب أنهم شركاء أساسيون في هذا «التمييز»، حين تطوّعوا في حروب الإسكان، فأحياناً كانوا ينحازون إلى مبدأ «الأقدمية»، وأحياناً ينقلبون عليه لصالح مبدأ «المناطقية»، تبعاً لتقلبات السياسة وأهوائها. وهم الآن يتّهمون الحكومة بالتمييز بعدما ولغوا في هذا الصحن الموبوء!

برلمانٌ من التناقضات. آخر بِدَعه أنه يلوّح بالسماح للخليجيين بالترشح تمهيداً لدخولهم مجلسي النواب والشورى. كثّر الله خيركم! لقد فاضت ديمقراطيتنا فأحبّ هؤلاء أن يفيضوا بها على الجيران!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3476 - الثلثاء 13 مارس 2012م الموافق 20 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 2:08 م

      خير الكلام ما قل و دل

      هنيئاً لشعب البحرين بهكذا نوّاب !!

    • زائر 42 | 8:25 ص

      نوااااب الصدفة

      صدقت عندما وصفتهم بنواب الصدفة وتأكد يا اخي بانهم ليس لهم علاقة بالشعب .
      شكرًا على مقالك الرائع

    • زائر 41 | 7:46 ص

      برلمان توافق

      بعد ترشح و مشاركة أخوننا الخليجيين في البرلمان
      أتوقع أنه برلمان توافق وطني
      لأنه خليط من كل مكان

      ضحكتنا يا سيد و الضحكة بعيدة عنا من سنة

    • زائر 40 | 6:33 ص

      موضوع مهم ولكن،،

      لا خلاف على ما قلت يا عزيزي الكاتب ولكن أنا أعلم علم اليقين أنه حتى ولو كان البرلمان قد تم تفصيله لدى أكبر خياط معارض في البحرين فلن يعجبكم نهائياً لأنه لا يوجد شيء يعجبكم

    • زائر 39 | 6:15 ص

      عجبي لماذا رفض كل شيء الا الاسم

      هذا البرلمان رفض كل ما يمت للبرلمان الحقيقي من صلة لكنه لم يرفض الاسم ولا ادري لماذا

    • زائر 38 | 5:46 ص

      عورت قلبنا يا سيدنا

      بما يسمى النواب باعوا الوطن والمواطن والأرض والسكن والحقوق والقانون !!! باعوا كل شيء حتى نفوسهم المريضه وسنحاسبهم وسيحاسبهم التأريخ والله عليهم حسيب رقيب.

    • زائر 37 | 5:01 ص

      مجلس النواب اصبح بوق الحكومة بدلاً من حاسبها مراقبتها

      هؤلاء نواب الصدفة وبقية الكتل اثبتت ان هؤلاء النواب قد يكونون بمثل قصة الكويت في قضية الايداعات المليونية ، لم نرهم يوماً يذكرون شيئاً عن حاجات المواطنين الا ما نذر لذر الرماد في العيون والانكى حراكهم الذي يستر ملفاة الفساد واغلاقها بدلاً من التحقيق ومحاسبة مرتكيبها .

    • زائر 36 | 4:53 ص

      ليش

      المقاطعة هي دائماً أسهل الخيارات ، ولكن يجب ان لا نبكي على اللبن المسكوب

    • زائر 31 | 3:24 ص

      سؤال يخطر في بالي ,,سيد,,,

      هل ما يستلمه النواب من مكافأت وعلاوات,,,,الخ
      هي فقط ,,
      ام هناك اشياء من "تحت الطاولة",,,,
      ان بعض الظن اثم,,,, و لكن حالة الربكة تبين ,,,بس ما ابغي اقول ,,لكن,,,,ما ادري ,,,استغفر الله,,,

    • زائر 30 | 3:08 ص

      المجلس لا يعجب الجميع

      المجلس لم يعجبك في السابق فكيف يعجبك الان في ناس لم يعجبهم اي شي جميل في البحرين . اتمنى ان الجماعة المغرور بها ترجع الى رشدها واولهم كاتب هذه المقاله

    • زائر 29 | 2:58 ص

      برلمان شكلي

      سيدنا الجليل :
      مئات الملايين التي تنفق على هذا البرلمان المعوق لو انها نفقت الى مئات العوائل الفقيرة لتعدل وضعها المعيشي وحلت جزء كبير من المشكلة الاسكانية ، ثروة بلدي تهدر الى ناس لا يهمهم هموم الشعب بل وجودهم زاد طين بلة وبركات وجودهم ظهرت الطائفية والتمييز والكرهية ( مثل مقال عبدالحسين عبدالرضا راحوا الطيبين راحوا ) نعم راحوا الأشراف قلبهم على الوطن والشعب .

    • زائر 27 | 2:46 ص

      في الصميم

      بارك الله فيك يا سيد وكثر الله من امثالك

      ولكن لا حياة لمن تنادي!!

      الله يحفظ البحرين واهلها

    • زائر 25 | 2:18 ص

      الحمدلله

      قال تعالى (وبشر الصابرين )
      صدق الله العلي العظيم

    • زائر 23 | 1:27 ص

      الله يرحمها

      عجبتني قصة السيدة ريطة الله يرحمها ويتغمد روحها الجنة..

    • زائر 20 | 1:16 ص

      آآآه ياسيد هذا هو وطني

      ما بقى من عذاري هو شكلها الخارجي وأما الماء فقد أصبح من ماء البرك المزود بالكلور، لطفا بنا سيد فقد تعبنا من تذكيرهم بأننا أمة تستحق الإحترام ولنا عقول صعب اللعب عليها.

    • زائر 18 | 1:11 ص

      التمييز

      ومن اعظم خطايا البرلمان لم يجرم التمييز ...وهذا يعني التمييز جائز في توزيع خدمات الاسكان ...زشكرا لكم شكرا لكم ..خوش برلمان مفصل تفصيل على الحكومة

    • زائر 17 | 1:09 ص

      لا تقنطوا من رحمة الله

      يا شعب البحرين كلكم أو أكثركم ستدخلون الجنة لأنكم تعبانين كما قال النائب مهنا في إحدى الجلسات. يعني لا أراضي ولا بيوت ولا تعليم مثل العالم ولا صحة مثل الأوادم الثانية ، لا برلمان مثل برلمانات العالم والحين بدخلون الخليجين في البرلمان والشورى ، الله يعينكم ماأدري شبقى لكم ، أقترح يكون أعضاء البرلمان من كل جنسية واحد علشان يصير برلمان دولي.
      ولكن أقول " لاتقنطوا من رحمة الله "

    • زائر 15 | 1:02 ص

      في الصميم

      دائما مقالاتك في الصميم سيدنا الفاضل
      ونحن نشارك النائب المذكور أعلاه هذا الدعاء
      " اللهم افرغ علينا صبرا على نواب الغفلة / الصدفة/ المهازل"
      يارب العالمين
      ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    • زائر 13 | 12:48 ص

      فقط في البحرين

      لم ارى في حياتي برلمان يلوح بالسماح للخليجيين با لترشح
      اللهم صبرني على هذا البلاء

    • زائر 11 | 12:46 ص

      البرلمان الجديد

      ما بني على باطل فهو باطل

    • زائر 9 | 12:37 ص

      مثل وعبرة

      خليتني ابحث من الصبح في غوغل، فقط ادخلت العنوان وطلعت لي مباشرة صفحة تفسير القرطبي، وهو يذكر انها سيدة حمقاء من مكة، وضربها القرآن مثلاُ للعالمين على سوء التصرف.

    • زائر 8 | 12:23 ص

      قويييييييييييييييييييية

      صباحكم سكر يالوسط


      مع الالم ..والتعب بهذا الصباح

      ارتسمت ابتسامة على شفتاي الذابلتين


      اللهم افرغ علينا صبرا ..

      تحياتي

      ويرجى لنشر

    • زائر 7 | 12:16 ص

      برلمان الحكومة

      أنا من أشد المعجبين لكتاباتك والتي تعكس مدى فهمك للواقع ونصيحتي لك سيد ان تواصل بنفس النهج لان واقعنا لا يبشر بخير مع هولاء الأميين

اقرأ ايضاً