العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ

استراتيجية الخروج من النزاع الأفغاني يمثل معضلة لأوباما

تحولت استراتيجية الخروج من النزاع الأفغاني على ما يبدو إلى معضلة حقيقية أمام الرئيس الأميركي، باراك أوباما الذي يواجه نكسات وضغوط مع رئيس أفغاني غاضب ورأي عام سئم من الحرب.

فالهدف الذي وضعه بانسحاب القوات أواخر العام 2014 من أفغانستان على رأسها حكومة مستقرة قادرة على توفير الأمن على أراضيها ومنع نهوض تنظيم «القاعدة»، أصبح موضع تشكيك أكثر فأكثر.

وجاء تضافر أحداث مثل إحراق مصاحف وقيام جندي أميركي بقتل قرويين وجنود أفغان يصوبون أسلحتهم إلى زملائهم في القوة الدولية، ليزيد من توتر العلاقات بين الرئيس، حامد قرضاي ونظيره الأميركي. وكل هذا دفع كثيرين من الخبراء إلى التساؤل عن جدوى استمرار الحرب.

وإعلان حركة «طالبان» الخميس بأنها ستنسحب من المحادثات التمهيدية التي بدأت مع الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع زاد الطين بلة في الوقت الذي يعتبر فيه الأمل في حل تفاوضي الخيار الوحيد القابل للاستمرار لما بعد العام 2014 كما يرى عدد من المحللين.

إلى ذلك أثار نقل الجندي الذي قام بقتل 16 مدنياً أفغانياً الجمعة إلى سجن عسكري أميركي غضب حامد قرضاي الذي انتقد بحدة غياب التعاون الأميركي الذي «لم يعد من الممكن السماح به» ما اضطر باراك أوباما للاتصال به مرتين خلال الأسبوع.

ورأى مؤيد يوسف من المعهد الأميركي للسلام أنه نظراً لهذه الأحداث المتكررة أصبح «التفاهم» بين الرئيسين أكثر تعقيداً.

وأضاف «إذا استمرت الحالة على هذا المنوال لا أرى كيف يمكن التمسك بهذه الاستراتيجية التي تتعلق إلى حد كبير بحسن نية الأفغاني المتوسط الحال» كما قال يوسف لوكالة «فرانس برس».

وما زاد الشكوك في إمكانية نجاح القوة الدولية في إنجاز مهمتها تأمين البلاد أعلن قرضاي عزم كابول على تولي مسئولية الأمن في البلاد بدلاً من حلف شمال الأطلسي اعتباراً من 2013 وليس أواخر 2014 كما هو مقرر.

وتوقع الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، ستيفن بيدل أنه «سيكون هناك مأزق في أفضل الحالات»، في إشارة إلى الوضع العسكري بعد انسحاب قوات التحالف.

وقال في هذا الصدد «أعتقد أن لا أحد يمكنه منطقياً أن يتوقع أن تكون القوات الأفغانية قادرة على تأمين مناطق غير تلك التي سنسلمها إياها».

ويعتبر بعض الخبراء على غرار العديد من الأميركيين أنه آن الأوان لخفض الإنفاق وتبني استراتيجية تحد من تعرض الجنود المنتشرين في المكان (90 ألف جندي أميركي و30 ألف جندي من الحلف الأطلسي)، للخطر.

ورأى تشارلز دانلوب من جامعة ديوك أنه للحد من الوجود العسكري الأجنبي في أفغانستان يجب أن يتم تدريب الجنود الأفغان خارج البلاد. وقال إن «ما اقترحه هو وجود أقل بكثير مع تولي الأفغان المسئولية. هذا ما يحصل لكن أعتقد أنه يجب تسريع الحركة».

ومن المقرر أن تسحب الولايات المتحدة 23 ألف جندي من أفغانستان بحلول نهاية الصيف. وأكد الرئيس باراك أوباما مجدداً أنه لا يفكر في تغيير «مفاجئ» لهذه الاستراتيجية. لكن كثيرين يتوقعون تخفيضات إضافية لعدد القوات في العام 2013.

وفي هذه السنة الانتخابية يفخر الرئيس أوباما بأنه وضع حداً للتدخل الأميركي في العراق ويتمنى أن يستطيع القول بأنه أعاد الجنود من أفغانستان إلى بلادهم. ويشير استطلاع للرأي أجرته محطة «آي بي سي» إن 60 في المئة من الأميركيين يعتبرون أن هذه الحرب لم تكن تستحق عناء خوضها. لكنه يعلم أيضاً أن أي انسحاب متسرع قد تكون نتائجه قاتمة سيتوجب إدارتها أثناء ولاية ثانية محتملة.

العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً