العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ

لغة الرياضة

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

تأملي يزداد كل يوم في الكارثة التي عصفت بجماهير النادي الأهلي المصري وأودت بحياة 74 شابا في مذبحة كروية لم تعهدها الرياضة العربية من قبل. تلك المجزرة جعلتني أعود بالذاكرة إلى مواقف الإعلام الرياضي المصري المتعصب دائما، والحرب الباردة بين جماهير الفرق التي تكاد تصل إلى الحقد والكراهية، والتخبط والإدارة السيئة من قبل مجلس الاتحاد المصري لكرة القدم، المشوش في قراراته، المنصاع لمطالب الأندية حتى ولو اضطر إلى غربلة كل عمل يقوم به، كما حدث قبل انطلاقة الدوري حينما زاد عدد فرق الدوري الممتاز وذلك من اجل مجاملة الأندية وكسب أصواتهم.

فكان المتتبع للقنوات الرياضية المصرية يلمس التغريدات النشاز التي تشعرك انك تعيش وسط أجواء حرب أهلية، ليست منافسة كروية. وأن التنافس الشريف لم يعد له مصطلح في قاموس اللعبة.

كما كان عنوان كل مباراة التخبط في التحكيم والفوضى من قبل الإدارات. وحرب شعواء بين روابط الجماهير أو ما يطلق عليهم "الألتراس" تلك الصورة الغوغائية كانت تنذر بحدوث كارثة تجبر الرياضة ومن يعمل في الكرة المصرية على ان يفيق، وشاء القدر أن يكون الضحية شباب في عمر الزهور!

للأسف، هذا ما حدث فعلاً، فقد كانت صدمة قاتلة جعلت الشارع الكروي -بين ليلة وضحاها- يسارع الخطى في الاتجاه المعاكس من اجل محو الصورة السوداء ووضع مكانها صورا اكثر بياضا. من بينها صورة نجم نادي الزمالك شيكابالا المعروف عنه بخلافه الكبير مع الجماهير الأهلاوية وهو يواسي ضحايا المجزرة ويتبرع لها ماديا. لتتوالى بعدها الأحداث ويتفانى الجميع من أجل خلق أجواء نظيفة، يعكسوا جميعا الصورة التي كان يجب أن تكون عليه كرة القدم المصرية مهما كانت المنافسة الشرسة ومهما كان مبلغ الجائزة، لان الرياضة وممارستها أسمى وأفضل بكثير من مظاهر الحرب والتعصب الأعمى.

فممارسة الرياضة في دول أوروبا أصبحت ضرورية مثل الأكل والشرب لأنهم أيقنوا قيمتها وثمنها الباهظ على الصحة والعقل والجسم السليم، كما أدركوا أن الرياضة أصبحت رقما صعبا وغدت من أفضل السلع التجارية أرباحا والأكثر ترويجا، أما المنافسة بين أقطاب كرة القدم فيها من منتخبات وأندية، فهي نصيبها الملعب والمستطيل الأخضر والفن الكروي الرفيع والخطط الذكية.

لذلك أطالب رجال إعلامنا في دول الخليج الاستفادة من هذه المأساة، وألا يدقوا طبول الكراهية ودفوف التعصب الأعمى بعد كل مباراة تلعبها الفرق او المنتخبات، وأن يؤمنوا جميعا بأن الرياضة لغة حضارية، يجب ان نتعلمها جيدا.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً