العدد 3482 - الإثنين 19 مارس 2012م الموافق 26 ربيع الثاني 1433هـ

محمّد العيد ومنهاج التربية قبل التعليم

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا أنسى قصّة أستاذنا الكبير محمّد العيد ومنهاج التربية قبل التعليم في أولويات أجنداته، ذلك الرجل الرائد في حقل التربية والتعليم، فلقد قدّم أفضل ما لديه، وأفنى حياته من أجل التربية أوّلا ومن ثمّ التعليم، فأين هو اليوم من فوضى المشاريع الموجودة لدى التربية والتعليم؟!

وقصّة العيد كانت في تغيير حياة أخي عندما كان في الثانوية العامة في السبعينيات، إذ تحدّث مع والدي وأخبره بأنّ أخي قائد، ولكنّه يحتاج إلى التركيز في دراسته من أجل التقدّم، ومن بعد ذلك خوض حقل العمل، فما كان من والدي رحمه الله آنذاك إلاّ أن أخذ بوصيّة هذا الاستاذ الكبير، وشدّ على يد أخي ليتخرج من الثانوية العامّة بمعدّل طيّب، ومن ثمّ التوجّه الى حقل العمل. ولم يتلكّأ هذا الاستاذ في تقديم كل ما لديه لأخي ولزملائه، وبعدها توجّه أخي لميدان العمل في المصارف، فأصبح اليوم من أفضل مسئولي المصارف، وكانت رؤية العيد ثاقبة في تخريج القادة.

ما أحوجنا اليوم لأمثاله ممن يحاول دعم التربية والتعليم، فلا نريد أوراقاً ولا معدّلات، بل نريد ضميراً حيّاً يأخذ بأيدي الطلبة ويجعلهم قادرين على دفع حركة الاقتصاد والسياسة وغيرها في البحرين.

محمّد العيد من الروّاد الأوائل الذين بنوا صرح التربية والتعليم، وركّزوا على الطالب أوّلا للنهوض بمستوى الثقافة والعلم، ولم يضع خططاً أو مشاريع ورقية، بل حاول جاهداً تربية الأجيال وتعليمهم بالطريقة الصحيحة. والمؤسف أن هناك من يظن بأنّ تمديد الدوام له الأثر الممتاز على مخرجات التعليم، ولكنّه يتجاهل الآثار السلبية الأخرى التي تنفي صلاحية تمديد الدوام بالمدارس الحكومية بالذات.

لقد تحدث وزير التربية والتعليم عن رضا الطلبة في المدارس التي أُخضعت للتجربة، ولكنّنا لم نرَ استفتاءً لهذه الفئة أو لبقيّة منتسبي المدارس ممن ستتم التجربة عليهم، ولم نجد أحدا يهتم برأي أولياء الأمور بخصوص هذا المشروع، ولا حتى رأي الهيئات التعليمية.

إننا نحتاج إلى استفتاء مستقل من أجل تطبيق هذه التجربة «الرائدة» في البحرين، ولا نحتاج إلى تلك الثقافة التي تُجبر ولي الأمر والطالب على أمر واقع، بل نريد التحاور والنقاش ومعرفة رأي الشارع فعلاً حول تمديد الدوام. فالأمر لا يتوقّف على زيادة الراتب وحصول العاملين في مدارس التجربة على ساعات إضافية، ناهيك عن الشروط المجحفة بحق العاملين بهذه الزيادة، من خلال زيادة التكليفات، متناسين بأن الأمر يتوقّف على رضا الشارع عن هذا المشروع، فهو المنتفع قبل أي شيء.

إن كان هناك استفتاء أعدّته الوزارة، فنتمنى مشاركة الوزارة للرأي العام، من أجل القبول بهذا المشروع الضخم الذي سيستنزف الكثير من المال العام، الذي هو أمانةٌ، وليست للتبديد والتبذير في مشاريع لا تحظى بقبول أطراف العملية التعليمية. وتحضرني مقابلة لي مع أحد الوكلاء بالوزارة عندما وجّهني إلى الابتعاد عن الصحافة، وذكر بأنّها «لا توكّل عيش»، ثم قال لي باللهجة العامية «قبضي الباب وراج»، فأي تعليمٍ نرجوه إذا كان هذا هو مستوى التخاطب مع الآخرين.

محمّد العيد لم يقدّم «كومة» من المشاريع، ولكنّه كان مربياً فاضلاً كغيره من أصحاب الضمائر الحيّة، وكان معلّماً متميّزاً خرّج أجيالاً من القياديين، فهل هناك وجه شبه بينه وبين «الخبراء» و«المستشارين» و«من لديهم الحرفنة» في مجال التربية والتعليم؟ أم انّه وضع نصب عينيه مصلحة الطالب وولي أمره أولاً، وهذا هو لب نجاح التربية والتعليم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3482 - الإثنين 19 مارس 2012م الموافق 26 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:30 ص

      خله يطورون المناهج

      خله يسون استفتاء عل تغير كتاب العربي للصف اللاول ابتدائ ويغيرونه ويجددونه بعدين ايشوفون شي غير

    • زائر 13 | 6:17 ص

      خله يطورون المناهج

      خله يسون استفتاء عل تغير كتاب العربي للصف اللاول ابتدائ ويغيرونه ويجددونه بعدين ايشوفون شي غير

    • زائر 12 | 6:12 ص

      على ذكر الستاذ الفاضل المحمد العيد

      **** هناك وااااه الكثير من المدرسين بل معظمهم (( أكثبر من 90% من الاساتذة هم على نفس خط الاستاذ محمد العيد . واشكر لك التوجه والاشارة الى مثل هؤلاء النماذج الطيبة والمخلصة (( والمخلصووون قليل يا استاذه ))


      م / الــــبــــلا دي

    • زائر 11 | 5:58 ص

      نريد تربية و تعليم

      لا يمكن فناء عمر الطالب بالدراسة و الكتب دون الالتفات لحاجاتة النفسية و الاجتماعية
      تذكر يا وزير الطالب ليس اله بل انسان
      وتخريج الطالب علميا مع القصور في النواحي النفسية و الاجتماعية و البدنية سيسب كارثة على البلد في المنضور البعيد
      و الكثير من السلبيات تشوب المشروع

    • زائر 10 | 5:56 ص

      سلام على الرعيل الأول....

      أ. محمد العيد مثالا من التربويين الذين خدموا البلد وتركوا بصمة واضحة في مسار الوزارة بدون تمييز والشكر موصول إلى دانة البحرين ومعالجتها للمواضيع بكل شفافية فالتسلم تلك الأنامل لخدمة البحرين.

    • زائر 9 | 5:05 ص

      مخترع

      مشكلتنا لاراي لنا في هذا البلد

    • زائر 8 | 4:21 ص

      المربي الفاضل

      صباح الخير أختي الكريمة, لقد أرجعتينا الى أيام الدراسة والحنين للمدرسة والمدرسين أولا حيث كان الطلبة يحبون أن يشاهدوا المدرسين قبل المدرسة. كانت أيام لاتنسى وقد كان هذا الأستاذ الفاضل أحد مدرسينا الأفاضل الذين نكن لهم كل الإحترام والتقدير على ما بذلوه لنا وكما قال الشاعر : قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن بكون رسولا فتحية إجلال وإكبار لمربينا الفاضل محمد العيد. محرقي / حايكي

    • زائر 7 | 4:06 ص

      المال العام

      يسعد صباحك يا استاذة بنت الحد. انكي تعلمين اليوم
      نحن نعيش في زمن المتمصلحين وهائلاء لايهمهم تحصيل الطلاب الدراسي ولا اولياء الامور ولا الهدر في المال العام والي يهمهم بس هو كيف يحصلون على طريقه يضاعفون من دخلهم. وأنتي داخله عليهم من باب الراي والري الاخر بما يعني حريه الراي وهذا لذيهم من المحرمات والله يبارك فيك وفي امثالكي وعلى البحرين السلام.

    • زائر 6 | 2:44 ص

      هكذا يذكر الناس .سنابسيون.

      محمد العيد ما هو الا واحد من عشرات الاساتذه الذين تركوا بصماتهم الواضحه في حياة الكثيرين والتي لا تنسى هكذا يذكر الناس بأفعالهم واعمالهم الطيبه وليس بفرضهم عقاب على كل العاملين في مجال التعليم من طلبه ومدرسين وحتى اولباء الامور
      اعاننا الله على ما يحاك لنا من قرارت فاشله مستبده

    • زائر 5 | 2:23 ص

      بوعلي

      الأستاذ محمد العيد مثال يحتذى به ومربي فاضل تعلمت منه الكثير عندما كنت طالبا وهو مديرا في
      مدرسة الهداية الخليفية ووالد ابناء هم من خيرت الناس في الأدب والأخلاق والتواضع.

    • زائر 4 | 2:00 ص

      مرب فاضل

      هي المرة الاولي التي ا شارك فيها برايي تجاه عمودك. الاستاذ محمد العيد من الذين اكن لهم الاحترام والتقدير لحسن ادارته عندما كان مديرا لمدرسة الهداية وكنت فيها احد الاساتذة فكان جل همه التربية والتعليم .حقا انه مرب فاضل.لقد اهملت و همشت وزارة التربية والتعليم دور مجالس الاباء ولم يعد هناك مجالس حقيقية و الا كيف تقبل الوزارة استباحة حرمة مدارس ابتدائية بحجة حفظ الامن ؟ اليست التربية هنا غائبة؟ فأين مجلس الاباء من المشاركة في التربية و اين التعاون بين البيت والمدرسة التي تتحدث عنه الوزارة؟

    • زائر 3 | 1:37 ص

      استهتار

      نريد وقفه حازمه من جميع اولياء الامور فإذا لم ينجح التغيير الجديد واتضح ان هناك مضار على اولادنا الطلبه فيجب منع اولادنا جميعا من الذهاب الى مدارسهم فأفيدونا واكتبو ارائكم يااولياء الأمور وشكرا

    • زائر 2 | 12:57 ص

      التركيز على الكم فقط

      صدقت فى كل كلمة نقرأها اليوم حول التعليم اذ ان الوزارة تركز على الكم لا الكيف والدليل هو قياس الأيام التى يمضيها التلميذ بالمدرسة مع بقية المدارس فى الدول الأخرى ولم تهتم الوزارة ابدا بالمخرجات اين تعلم اللغة الإنجليزية فى مدارسنا أين التصنيع أين الإبتكار أين ايجاد البيءة المناسبة للتعليم جلها مفقود والأدلة لدى جميع المعلمين هناك مواد من الممكن حذفها فهى لا تفيد الطالب فى شئ عودوا الى المعلمين عودوا بصدق ان كنتم تحبون اوطانكم ..

    • زائر 1 | 12:35 ص

      نعم يا دانه الحد ومايثمر الطيب الا الطيب

      انه الاستاذ والمربي محمد في العيد التقيته السبيعنات في حفل عيد العلم حينها كنت اعمل حينها ضمن الطاقم الهندسي لاذاعه البحرين وبحنان الاب سائلني من اي قريه ومن اي عائله وبعد ان اخبرته عن العائله سائلني عن احد اعمامي وحملني له السلام وبعد حوالي ثلاثين عام عرفني القدر على احد ابناء الاستاذ محمد العيد عن طريق صديق وهو قاضي وطيار عسكري وما ان سمع من صديقي عن وفاه امي في مطار دمشق حتى لازمني وما تركني الا بعد ان تسلمنا الجثمان وتبعني الى قريتي ليقدم واجب العزاء وهكذا تكون الفروع للشجره الطيبه..ديهي حر

اقرأ ايضاً