العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ

«الحل السياسي» يعيد لنا دلمون

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عندما كنا صغاراً كانت بعض الأسئلة تنطلق بعفوية، وأحد تلك الأسئلة التي أتذكرها كان عن الجَنّة: «هل يحدث عراك في الجنة؟»، وذلك لأن كلمة «الجنة» تحمل في مضامينها مخيّلة السعادة بصورتها الأكمل، وتاريخ البحرين بمخيلة مشابهة، وذلك لارتباط تاريخ بلادنا باسم «دلمون»، وهو الاسم الذي ذكر في الكتابات السومرية في مهد الحضارة الإنسانية قبل آلاف السنين، إذ كان السومريون يعتبرون البحرين جنة الخلد، وأنها الأرض التي تشرق منها الشمس، وأنها أرض طاهرة ولذلك كانوا يجلبون أمواتهم لدفنهم في البحرين (تلال عالي) لاعتقادهم بأنّ بلادنا هي الفردوس الذي ينعم فيه حتى الموتى.

وعلى أساس هذه المخيلة، ربما يحق لنا أن نسأل ماذا كان سيقول السومريون لو جاءوا بيننا اليوم وشاهدوا ما نحن عليه، فلربما حصلوا على جواب غير صحيح وهو أن هناك من يتعارك ويتنازع ويختلف في الجنة، وقد يراجعوا الصفات التي أطلقوها على بلادنا، وربما يلغونها من قاموسهم.

على أنه لا داعي لأن تتغير صورة دلمون من الأذهان، فحاليّاً لدينا الكثير من التقارير والتوصيات والجهود التي تُبذل باتجاه تبريد الأجواء وتمهيد الأجواء نحو مخرج قائم على الحوار والمصالحة، ولكن المشكلة أن لدينا أيضاً جهوداً في الاتجاه المعاكس، تدعو إلى المزيد من الممارسات غير الصحيحة التي أوصلتنا إلى وضع لا يناسب مقام بلادنا.

إن التوصيات الصادرة من كلِّ الأصدقاء المُحبّين للنظام السياسي وللشعب البحريني بكلِّ فئاته تحث على انتهاج «الحل السياسي»، ولكن يبدو لي أن التركيز حاليّاً ينصبُّ على «الحل الإجرائي» أكثر، بمعنى أن الجهود تُبذل في تعديل الإجراءات المعمول بها لدى الأجهزة الحالية وتطوير قدرات القائمين عليها فيما يتعلق بكيفية التعامل مع العوارض التي نتجت عن الأحداث، من دون ملامسة الجذور ومن دون الدخول في جوهر المشكلة. ونحن نعلم أن الإنسان إنما يتصرّف تعبيراً عما يدور في داخله، وإذا كان قلبه منعقداً على طريق لا يلتقي مع توصيات الحل السياسي فإنّ النتيجة تتجه نحو تجميد الأمور أو تمطيطها، أو حلحلتها بما لا يؤثر على واقعها الرافض للحوار الجاد والمصالحة الشاملة.

إننا قادرون على إنجاز ما تستحقه البحرين من وئام واستقرار وتنمية، وذلك من خلال الإصلاح المنفتح على واقع المشكلة. نحن قادرون على تسوية الخلافات وغرس الأمل في نفوس الجميع وتثبيت الفكرة التي تتحدث عن انتصار الجميع من خلال الالتزام بحقوق الإنسان وانتهاج ثقافة الاحترام المتبادل والتفاهم بين جميع الأطراف، وبذلك نحافظ على تراث ومسمى «دلمون».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 12:46 م

      تسلم دكتور منصور

      تسلم يا دكتور منصور انت فعلاً من كبار هذا الوطن والداعين للخير فيه وخل الي يلوم يلوم

    • زائر 32 | 10:48 ص

      بلاش مكابرة

      نرجوا الأبتعاد عن المهاترات و التمثيليات . اليوم المطلوب من الجمعيات اولا الأعتذار للشعب و للدولة و لرموزها . و يوجهون خطاب لجلالة الملك يطلبون فية مقابلتة لمناقشة الأمور . و الأعتراف بالذنب فضيلة . و لا يحتاج الموضوع لمكابرة إن لم تكن هناك مصالح شخصية في تأجيج الوضع .

    • زائر 31 | 10:25 ص

      وضع البحرين يبدو من السهل الممتنع
      تخرج البحرين في مسيرات

    • زائر 30 | 9:58 ص

      الكل كسبان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

      يوم تتحقق المصالحة الوطنية

    • زائر 29 | 7:46 ص

      دوام الحال من المحال

      فلا فرح يدوم ولا حزن يدوم ولا شقاء
      ولا مُلك يدوم ولا رخاء
      ولو دامت لغيرنا ... ما وصلت لنا ...
      خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عمل.
      فلكل شيء بداية ونهاية . . فاعادة حالة البحرين الى حيث كانت دلمون .. صعب، فماذا عن اعادة البحرين الى ما كانت عليه قبل قرنين ونيف؟؟
      وفي كل الاحوال. . ماشاء الله لا ما شاء الناس

    • زائر 28 | 7:44 ص

      ........ ام محمود

      بسبب الجهود التي تعمل في (الاتجاه المعاكس) و التي رأيت تأثيراتها ظاهرة للعيان و نشرت في جريدتكم المحترمة من تزايد الاعتداءات على المواطنين و الاستمرار في تخريب بيوت الله و سرقتها بدون ذرة من احساس أو وازع ديني ... و يتم نشر صور تقطع القلب لصبي جريح و مكبل اليدين و في اليوم التالي نقرأ بان المجني عليه هو نفسه من قام بجرح و تكبيل و رمي نفسه في الكراج و اغلاقه

      هذه السياسات الطائشة ستؤدي بنا الى الدهاليز و الأنفاق المعتمه و الى الحروب الداخلية

    • زائر 27 | 6:52 ص

      دكتورنا الغالى

      مازالت دلمون جنه الخلد وستزال هاكدا لسبب بسيط ان الأرض تبقى ارض وماعليها يزول ولكن كيف لهادا الأنسان ان يعى الدرس وان يقدم افضل ما عنده ليمجده التاريخ

    • زائر 26 | 6:00 ص

      يا صاحب النفس الطويل ....هنيئا لكم وتحياتي لكم

      هكذا نتكلم وهكذا نكتب فأبائنا علمونا على تلك الصراحة واحترام الاخرين فلو كان بودي لقمت بجمع ما كتبته يادكتور منذ اول يوم وأصدرت كتابا موثقا غما ذكرته من مواضيع راقية قلما نجد مثلها ولعل المخجل المبكي هي تلك التصريحات الطائفية والغير رزينة والتي تصدر من علاة القوم خصوصا تلك المتعلقة بالسب والتحريض الغير مباشر ولكأني سمعت احدهم يقول انما يجري في البحرين له علاقة بسوريا لتقوم بعدها اعواد المساجد بالسب والتكفير والصاق العبارات الطائفية في بعض الحكومات وبعض الاحزاب وفي فئة معينة من الشعب ولا غرابة

    • زائر 23 | 5:32 ص

      سلام

      عاد غرف غاز هتلريه؟؟؟؟ جنها عوده وايد !!!!

    • زائر 19 | 4:31 ص

      شبعنا كلام

      إطلاق الغازات بهذه الكيفية يعيد لنا "غرف الغاز" الهتلرية ،

      اليوم ضحية جديدة شاب في الحادية و الثلاثين في شهركان ، هل أحصيتم كم ضحية للغازات السامة خلال هذا الشهر فقط؟ هل تبلدنا لدرجة أن نتلقى هذه الأخبار ببرود وكأنها أمور عادية؟

    • زائر 17 | 4:18 ص

      اين هي

      " فحاليّاً لدينا الكثير من التقارير والتوصيات والجهود التي تُبذل باتجاه تبريد الأجواء وتمهيد الأجواء نحو مخرج قائم على الحوار والمصالحة"
      لماذا لم نسمع عن هذه التوصيات والجهود ؟

    • زائر 15 | 3:08 ص

      نأمل ان الحل السياسي يعيد لنا دلمون

      فمهما وصلنا اليه من شرخ لا يمكن ان يبعدنا عن بعضنا وعن لحمتنا التي مزقتها يد المتمصلحون فنحنو في البحرين جسد واحد كنا على مر السنين نتألم ونفرح ونشارك بعضنا الأفراح والأحزان دون تميز لمذهب او قرية الى ان وصلتنا اليوم يد المتمصلحين فأبعدتنا عن بعضنا البعض دون رأفة بنا وبعاداتنا الناذره بين الشعوب نعم لقد طالت القسوة الأجنة في بطون امهاتها فزاد تساقطها , ولأكن اصالت هذا الشعب وحكمت رموزه وفضل علمائه ستنصر على المتمصلحين وستعيد اللحمة الوطنيه لتقهر الدخلاء والمطبلين والراقصين على الأشلاء

    • زائر 14 | 2:49 ص

      دلمون تعني (الجنه) في لغة السومريون ولقد اصابو التسميه

      فالجزيرة التي احتضنت في احشائها مجموعات من اجساد لرموز وملوك قدماء الحضارات العالميه لن تكون سداجه فهم علي دراية واطمئنان بطيب هذه الارض،فالأرض التى ولدا عليها هذا الشعب خير دليل علي اختيارهم ومهما حاولت يد الغذر والنفاق تمزيق النسيج والوحدة بين افراده لن تستطيع فوحدتنا قويه وعلاقاتنا متنيه ومصلحتنا واحدة وما نمر به اليوم مجرد سحابة صيف مضى منها الكثير ولم يتبقيا إلا القليل فسيندم كل من اساء الي هذا الوطن فشارك بسؤ تصرفه أو عن قصد مصلحة لتمزيق هد الوطن وإذلال شعبه وإركاعه فآفتا بما حرم الله ونها

    • زائر 13 | 2:43 ص

      شكرا لكم

      لسة الدنيا بخير بوجود أمثالك من مثقفين وواعين يا استاذ منصور الجمري

    • زائر 11 | 2:32 ص

      لو اتفقنا جميعا على ىحرين جميلة حصل ذلك

      الكل يدرك والكل يسعى الى بحرين الامن والامان

      لكن مع الاسف حسبما يرى هو لا ما يرى غيره ويريد الوطن له ويرى في نفسه المخلص للوطن وغيره لا ويريد كل ما في الوطن له ولا حظ لغيره أو له حصة الأسد وللاخر الفتتات

      يمكننا العيش بسعادة يمكننا العيش باخوة وتسامح يمكننا ايجاد وطن لابنائنا ينعمون فيه بالامن والامان والسعادة والمحبة لو أبعدنا عن دربنا المغرضين والانتهازيين والدخلاء

    • زائر 10 | 2:13 ص

      طلبت المحال يا دكتور:-

      "وتثبيت الفكرة التي تتحدث عن انتصار الجميع من خلال الالتزام بحقوق الإنسان وانتهاج ثقافة الاحترام المتبادل والتفاهم بين جميع الأطراف",,,,,,,

      و هل يمكن ان ينتصر الضحية و الجلاد في آن معاً؟؟؟؟

    • زائر 9 | 1:54 ص

      نعم نثق بأن الحل السياسي سيعيد دلمون وافظل

      فمهما وصلنا اليه من شرخ لا يمكن ان يبعدنا عن بعضنا وعن لحمتنا التي مزقتها يد المتمصلحون فنحنو في البحرين جسد واحد كنا على مر السنين نتألم ونفرح ونشارك بعضنا الأفراح والأحزان دون تميز لمذهب او قرية الى ان وصلتنا اليوم يد المتمصلحين فأبعدتنا عن بعضنا البعض دون رأفة بنا وبعادتنا الناذره بين الشعوب نعم لقد طالت القسوة الأجنة في بطون امهاتها فزاد تساقطها , ولأكن اصالت هذا الشعب وحكمت رموزه وفضل علمائه ،ستنصر على المتمصلحين وستعيد اللحمة الوطنيه لتقهر الدخلاء والمطبلين والراقصين على الأشلاء.

    • زائر 8 | 1:46 ص

      ديلمون كانت جنة ولكن يد الانسان جنت على هذه الجنة

      كيف تعود الجنة؟ هل بالاماني وحدها كلا. الجنة تعود باحترام الانسان الذي خلقه وجعله خليفة له، فخليفة الله لا يجب ان يهان او تمس كرامته لأن الانسان بدون كرامة
      لا قيمة في وجوده والكرامة هي من عند الله كما هو الرزق ومن يحاول سلب هذه الكرامة من الانسان إنما يقوم بمحاربة الله فهو الذي اعطى ولم يسمح للمؤمن ان يذل نفسه فكيف يسمح لانسان سلب كرامة انسان آخر
      هذا الكلام لمن يعي ماهية الانسان وفلسفة الخلق
      ومن يعتقد غير ذلك فلا طائل من الكلام معه

    • زائر 7 | 1:27 ص

      الأساليب الملتوية لا توصل الى الغاية فمن يفهم ويعي

      تعب الناصحون وتذمر المخلصون لهذا البلد من النصح ترى يا جماعة الطريق الذي انتم ماضون فيه لن يقدم لكم حلا بل سوف يعقد لكم الامور اكثر ولكن كما يقول المثل البحراني عمك اصمخ طيف اشتروا سماعة اذن عشان يوصله المسج يقولون ما في فلوس نشتري طيب كتبوا له على ورقة هم ما عندنا ورقة ولا قلم.
      انا لا اسخر من احد ولكن الوضع المبكي والمضحك احيانا لأن شر البلية ما يضحك اذا كان المريض يشتكي من علّة ما فيعطى دواء لمرض آخر فكيف نتوقع شفاء المريض
      التركيز على الحل الامني فقد فاعليته وانتم على كيفكم

    • زائر 6 | 12:57 ص

      منصور يا منصور

      كانت وما زالت وستكون دلمون الام التى تحتضن كل الابناء الشرعيين لها والتهويل وتصوير اننا نعيش انقسام طائفي وصل لحد القطيعه ووهم بعض المتمصلحين من الوضع الذي اريد له ان يكون هكذا بعد 14 فبراير فعلاقات الناس بلناس متينه اوكد لك دكتور بعض الاحبه ممن التبس عليهم الامر عندما نلتقي تحمر وجوههم خجلا من مواقف سابقه اتخذوها على اساس مغالطات وسوالف بعيده كل البعد عن واقعنا المعاش ستظل رآيه دلمن خفاقه تظلل على رؤؤس ابنائها من الطائفتن الكريمتين مفشلتا مكائد المتمصلحين المتربصين بلوطن والمواطن..ديهي حر

    • زائر 4 | 12:42 ص

      نعم

      دائما متألق يا دكتور

      شكرا لك وللوسط

    • زائر 3 | 12:00 ص

      حقاً الموتى هم من ينعمون في بلادنا أما الأحياء من أهلها الأصليين فلا..

      بلادنا هي الفردوس الذي ينعم فيه حتى الموتى.

    • زائر 1 | 11:38 م

      يعني نقول نجحت الثورة؟

      نقولها ورموزنا في السجون! هدا ويه سيد!

اقرأ ايضاً