العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ

للمرأة بصمات واضحة في قيادة التغيير نحو الحقوق المتساوية (1)

هيلاري رودام كلينتون comments [at] alwasatnews.com

نحن الآن في نهاية المؤتمر الذي جاء بجميع هؤلاء النساء من العالم، في العالم، إلى نيويورك. لأن الأمر بالنسبة لي لم يكن عملاً أكثر مما كان رسالة، لم يكن شاقاً بقدر ما كان مُلهماً، في أن تسنح لي الفرصة طوال حياتي، ولكن بكل تأكيد خلال السنوات العشرين الأخيرة، بأن يكون لي الامتياز للقاء النساء والفتيات في بلادنا، ومن ثم في سائر أنحاء العالم، اللواتي يتخذن موقفاً، اللواتي يُسمعن أصواتهن، اللواتي يواجهن المخاطر التي تنتج عن اتخاذ خطوات جريئة، سواء كنت ناشطة ديمقراطية في بورما أو طالبة حقوق في جورجتاون، في الولايات المتحدة.

لقد أصبحت حياتي غنية، وأريد أن تكون حياتكن غنية أيضاً. إنني أشعر بسعادة بالغة لكون الكثيرات منكن قد خصصن وقتاً من حياتهن للاحتفاء بقصص هؤلاء الفتيات والنساء. وبالطبع، أتمنى الآن، من خلال ما تبذلنه من جهود شخصية، ومن خلال نشاطاتكن الخاصة، من خلال الأساسات، من خلال انخراطكن السياسي، من خلال شركات الأعمال التابعة لكنّ، وعبر جميع القنوات المتوافرة لكنّ، أن تغادروا هذا المكان اليوم مع التفكير بما يمكن أن تفعلنه أيضاً. لأنه عندما يفتُر نشاطي، وعندما أشعر بأن ما يقوله لي أصحابي - بأنني أحتاج إلى مزيد من النوم - صحيح على الأرجح، أفكر بالنساء اللواتي كان لي شرف العمل معهن. نساء مثل الدكتورة غاو، التي قابلتها ميريل، التي هي تقريباً - حسناً، أقصر من هذه المِنصّة. إنها في الثمانينات الآن. وكانت قدماها مقيدتين عندما كانت صغيرة. لكنها أصبحت طبيبة، وهي التي أطلقت الإنذار بشأن فيروس نقص المناعة المكتسب/الأيدز على رغم جهود الحكومة الصينية طيلة سنوات لإسكاتها.

أو أنا أفكر بفيرا، الناشطة من بيلاروس التي التقيتها. لقد عملت بكثير من العناء لإلقاء الضوء على الإساءات التي تحصل داخل أوروبا مجدداً - نظام آخر يعتقد أن إسكات الأصوات، واعتقال المُنشقين، وتزوير الانتخابات، يشكل الطريقة الوحيدة للبقاء في سدة الحكم. فهي وحليفاتها يتحدين الإساءات كل يوم، قائلات كلا، فإن هناك طريقة أخرى.

أو أفكر بإينكس التي ذكرتها ميريل أيضاً، والتي تَعرّفت عليها خلال جهودنا في عملية السلام في أيرلندا الشمالية. فقد كانت تتجاوز جميع تلك الانقسامات العميقة بين المجتمعات الأهلية، محاولة إرساء التفاهم وبناء الجسور. ومثل مُهتارن، الشابة الباكستانية التي تعرضت لاعتداء وحشي لأسباب سخيفة تعود إلى بقايا معتقدات قديمة تؤدي إلى تصفية الحسابات بين العائلات والتي لا يجوز أن يكون لها مكان في أي بلد في القرن الحادي والعشرين كان من المتوقع منها أن تقتل نفسها. حسناً، بالطبع، تم وصفك بالعار، لقد فقدتِ شرفكِ، دون أي خطأ منك، أنت الآن ميتة بالنسبة لنا، لذا عليك إنهاء المهمة.

حسناً، هي لم ترفض فعل ذلك فحسب، بل أصبحت بمثابة «توبيخاً حياً» للذين اعتدوا عليها، للحكومة التي لا تعترف أن عليها حماية نسائها وفتياتها، لأنه من دون مشاركتهن الكاملة في المجتمع، لا يمكن أبداً أن يتحقق التقدم الضروري للغاية.

والآن، أشك في أن أي واحدة من هؤلاء النساء تخيلت يوماً أن اسمها سيذكر على مسرح من قِبَل ممثلة حائزة على جائزة الأوسكار. أنا أعرف أنني لم أتخيل أن اسمي سيذكر على هذا المسرح. لكن حصل هذا الأمر لأنهن نساء من نوع خاص. ونحن نعلم قصصهن. لقد رأينا، بطريقة ما، كفاحهن يكسر جدار الصمت في وجه اللامبالاة وفي وجه مقاومة سرد قصص الفتيات والنساء اللواتي يناضلن في وجه مخاطر من هذا القبيل في العالم أجمع.

لكنهن يمثلن أيضاً أكثر من ذلك بكثير. لأن في هذه القاعة - أعرف لأنني أعرف العديد مِنكنّ - تحفل بالنساء والرجال الذين يكافحون في الخطوط الأمامية من أجلِ التغيير، من أجل العدالة، من أجل الحرية، من أجل الحقوق المتساوية. وهناك عشرات الملايين الآخرين اللواتي بحاجة إلى دعمنا. إذاً، ما معنى أن يكون الإنسان امرأة في العالم؟ حسناً، أنا أعتقد أنه يعني الوقوف بوجه العقبات التي تواجهك، وكل واحدة منا تواجه أنواعاً مختلفة من العقبات. إنه يعني عدم الاستسلام أبداً - عدم التخلي عن نفسك، عدم التخلي عن إمكانياتك، عدم التخلي عن مستقبلك. إنه يعني النهوض باكراً، والعمل الجاد، ووضع عائلة ومجتمع أهلي وبلد على عاتقك، ومن ثم بناء حياة أفضل.

لقد سمعتم من زين مار آونغ، الناشطة الديمقراطية البورمية التي تحدثت في وقت سابق. عندما قابلتها العام الماضي، عندما ذهبتُ، بالنيابة عنكم، بالنيابة عن بلدنا، إلى بورما، تناقشت معها ومع ناشطات وناشطين آخرين فيما يمكن أن يفعله المجتمع المدني الآن للسير قدماً بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاجها الناس بصورة مُلحّة. لقد كرّمناها إلى جانب تسع نساء أخريات استثنائيات خلال توزيع الجوائز الدولية للنساء الشجاعات في وزارة الخارجية.

وهي خرَجَت، كما يمكنكم أن تروا، من السجن دون الشعور بالمرارة، على رغم أنه كان لها الحق بأن تكون كذلك، لكنها مصممة، مصممة على تقديم مساهمتها. لم يكن لديها الوقت للشعور بالأسى على نفسها، أو للقلق بسبب لون أو طول شعرها. لكنها انخرطت في العمل. وبسببها، أسست أربع منظمات، وهي تعمل مع الشباب والنساء لبناء مجتمع مدني والمواطنة. وإنها تجمع الأموال لليتامى، وتساعد عائلات السجناء السياسيين محاولة الدخول مجدداً إلى المجتمع، وهي واحدة من اللواتي يروين بذور الديمقراطية.

أو فكّروا بالمرأة النيبالية الشابة سوما، التي غنّت لنا بشكل جميل جداً .هل تعلمون قصتها.عندما كانت في سن السادسة، تمّ بيعها في سوق الرقيق، وعملت في ظل ظروف يائسة وبائسة، فلم يسمح لها بالالتحاق بالمدرسة، بل حتى أنه لم يسمح لها بالتكلم بلغتها الأم. ولكن، تمّ إنقاذها أخيراً على يد جمعية غير حكومية، منظمة مدعومة من وزارة الخارجية الأميركية، من أموال ضرائبكم، وهي منظمة تدعى غرفة للقراءة (Room to Read)، التي ساعدتها في تسجيل نفسها في مدرسة محلية. لقد ساعدنا 1200 فتاة في مختلف أرجاء الهند والنيبال، وبنغلاديش وسريلانكا لإكمال تعليمهن الثانوي.

إذاً، هناك الكثير مما يمكن أن نفعله معاً. وعليّ أن أقول لكم إنني اعتقدت أنه كان من الرائع، عندما استيقظت هذا الصباح وبينما كنت أجهز نفسي وفتحت الصفحة الأولى من صحيفة «نيويورك تايمز»، أن أرى فيها كريستين لاغارد وأنجيلا ميركل . أنا أعرفهما، وأعتقد أنهما تستحقان تقديرنا لأنهما تتوليان وظائف شاقة.

كريستين، التي كانت هنا، لا تظهر قدرتها القيادية في صندوق النقد العالمي وحسب، بل إنها تبعث أيضاً برسالة تقول إنه لم يعد هناك أي سبب يحول دون نجاح النساء في مجالات الأعمال والمال والاقتصاد. والمستشارة ميركل تحمل أوروبا على عاتقها، محاولة المرور بسلام عبر هذه الأزمة الاقتصادية الفائقة الصعوبة.

والآن، سمعتُ أيضاً تقريراً عن الدعوة إلى العمل والشغف الذي دعتنا إليه كل من ليماه غبووى، الحائزة على جائزة نوبل مع الرئيسة إلّين جونسون من ليبيريا. الآن، بالنسبة للواتي منكن قد شاهدن فيلم «صلوا لكي يعود الشيطان إلى الجحيم»، يعرفن ماذا حدث في ليبيريا في ربيع 2003. لكن بالنسبة للآخرين منكم الذين لم يشاهدوا الفيلم، أنا أحثّكم على مشاهدته لأن آلاف النساء من كل مجالات الحياة - مسيحيين ومسلمين - طافوا في الشوارع، في مسيرات، وهن يشاركن في الغناء والصلاة. كنّ جميعهن يرتدين الأبيض، ويجلسن في سوق السمك تحت أشعة الشمس الحارقة وتحت راية تقول: «نساء ليبيريا يردن السلام الآن». وقد بَنَينَ شبكة وحققن ذلك لأطفالهن وللأجيال المقبلة. لقد كان هذا إنجازاً رائعاً.

وعندما جرت في نهاية المطاف محادثات السلام في غانا - وليس في ليبيريا - ذهبوا إلى غانا. قمن بتنظيم اعتصام خلال تلك المفاوضات وربطن أذرعهن ببعضهن البعض، وأقفلن الأبواب حتى يتوصل الرجال في الداخل إلى اتفاق. وهكذا تمَّ التوقيع على اتفاق السلام، وفرّ الدكتاتور، لكنهن لم يرتحن. فقد وجهن طاقتهن نحو انتخاب إلّن جونسون سيرليف، التي أصبحت أول امرأة تُنتخب كرئيسة لبلد إفريقي. وكان لي شرف حضور حفل تسلمها منصبها للمرة الثانية. (يتبع)

إقرأ أيضا لـ "هيلاري رودام كلينتون"

العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:03 ص

      الوليّة أم قُرني

      و النبي يا ستّ انتي تنقطينا بسكاتك!!
      عشان أنا مفروسة منك أوي.

اقرأ ايضاً