العدد 3492 - الخميس 29 مارس 2012م الموافق 07 جمادى الأولى 1433هـ

مرشح إسلامي محتمل للرئاسة في مصر يجتذب حشودا لحملته الانتخابية

الشيخ حازم أبو اسماعيل
الشيخ حازم أبو اسماعيل

يتقدم الشيخ حازم أبو اسماعيل الذي يمزج التشدد الإسلامي بالحماس الثوري فيما يبدو إلى صدارة سباق الرئاسة في مصر مستندا إلى لمسة شعبية يقول حتى منتقدوه إنها تضرب على وتر يلقى قبولا لدى كثير من الناخبين. انتقلت رسالة أبو اسماعيل من المسجد إلى الجماهير على مدى عام ومنذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك من السلطة تدعم الشيخ حملة تبدو حتى الآن الأفضل تمويلا.

فصوره في كل مكان يرفعها أنصار مخلصون ينظرون إليه على أنه صاحب رؤية وأيضا له شخصية يحيط بها بريق الشهرة. وقال علاء الدين نونو وهو صاحب مصنع يقول إن غالبية عماله وهم 600 يعتبرون أنفسهم من المعجبين بأبو إسماعيل "هذا الرجل يعرف كيف يتحدث إلى الناس بلغتهم." قوبل أبو إسماعيل وهو محام بترحاب كبير من آلاف الطلبة الذين يحبونه في جامعة القاهرة أثناء تجمع انتخابي يوم الثلاثاء. وفي اليوم التالي كان في انتظاره حشد كبير أيضا في مدينة المنصورة إلى الشمال من القاهرة. وخطب في حشد من الأنصار الليلة الماضية في مدينة دمياط الساحلية ونقلت خطابه قناة تلفزيونية إسلامية. وبالنسبة لليبراليين واليساريين وآخرين قلقين من الصعود الإسلامي في مصر بعد سقوط مبارك يشكل هذا الرجل المتمسك بتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية مصدر قلق آخر على الاتجاه الذي تسير فيه مصر التي يقطنها 80 مليونا. وتهيمن الإحزاب الاسلامية بالفعل على أول برلمان انتخب بعد مبارك. ويرى محللون كانوا يستبعدونه منذ أشهر معدودة من القدرة على المنافسة أنه قد يفوز بانتخابات الرئاسة المصرية في الجولة الثانية متوقعين جولة إعادة بينه وبين عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية -وهو ليبرالي- أو أي مرشح آخر. يجد أبو إسماعيل بلحيته الطويلة التي تميز السلفيين وصوته الهاديء دعما بين المصريين الذين صوتوا في الانتخابات البرلمانية سواء للإخوان المسلمين أو لحزب النور الأكثر تشددا. وحتى الآن لم يقدم الإخوان أو حزب النور مرشحا لخوض انتخابات الرئاسة وإن كان الإخوان يعيدون النظر في قرار سابق بعدم ترشح أي منهم للمنصب. وفي مسعى للظهور بصورة معتدلة نأى الإخوان بأنفسهم عن السلفيين. وأبو إسماعيل هو الأكثر تشددا بين مجموعة من الإسلاميين المستقلين الذين يستعدون لخوض انتخابات الرئاسة التي تبدأ في مايو أيار.

وينظم حملته تحت شعار "سنحيا كراما" وهو الشعار الذي يظهر باللون الازرق على القمصان القطنية التي يرتديها أنصاره. وعلى الرغم من أنه يقول إنه يجب ألا يكون هناك تسرع في التطبيق الصارم للشريعة يجيء في برنامجه أن الحاكم المسلم يجب أن يعمل على تطبيق العناصر التي تلقى قبولا واسعا في الشريعة على سبيل المثال حظر الخمور وهي خطوة قد يكون لها أثر عميق على اقتصاد يعتمد بقوة على السياحة. ولجأ منتقدو أبو اسماعيل إلى الإنترنت في مسعى للتشكيك في مصداقيته. وكان محور المئات من النكات التي تجاوز بعضها حدود اللياقة. وهناك أيضا مزاعم ينفيها أتباعه عن أن تمويل حملة أبو اسماعيل يجيء من الخليج وأنه يستغل المشاعر الدينية لتحقيق مكاسب سياسية.

وقال عضو في حملة منافسة لأبو إسماعيل "هناك شيء غير متكافيء. هذه الأموال التي ينفقها في طول البلاد وعرضها على الاعلانات واللافتات والملصقات. ليس لدينا أي فكرة من أين تأتي هذه الأموال." ولا يخشى أبو إسماعيل الخوض في مناطق مثيرة للجدل. وخلال مقابلة مع قناة تلفزيونية دينية نشرت على يوتيوب العام الماضي قال أبو إسماعيل إنه والقاعدة لهما نفس الهدف في إشارة فيما يبدو لاقامة دولة إسلامية في مصر وإن أضاف أن القاعدة وهي التنظيم المتشدد الذي يدعو للجهاد العالمي "أخطأ". ويتحدث أنصار أبو اسماعيل عن جاذبيته الشعبية ورباطة جأشه والتزام لا لبس فيه بالشريعة كجزء من رصيده. وقال أحمد السيد (21 عاما) الذي يدرس الهندسة والذي صوت للإخوان في الانتخابات البرلمانية لكنه يشارك الآن في حملة أبو إسماعيل "إنه شخص مخلص حقا." وقال شادي حامد الخبير بالحركات الإسلامية في معهد بروكينجز بالدوحة "هذا الخليط من الجاذبية الشعبية والشريعة الإسلامية يلقى قبولا كبيرا. لا يقدم أحد غيره هذا حقا. هناك مجال للشعبوية اليمينية." في جنوب مصر ألصقت صور أبو إسماعيل على آبار في قرى لا تظهر على الخرائط وإلى جوار معابد مصر الفرعونية. وفي واحدة من تلك القرى قالت اثنتان من المعجبات به دون إشارة لمسوغاته الإسلامية إنهما تحبان صوته الهاديء وتشعران بأن لديه الجلد لإصلاح البلاد. وكشف ظهور أبو إسماعيل في جامعة القاهرة يوم الثلاثاء لمحة من الشعبية التي يتمتع بها. فقد تحمل آلاف الطلبة في أحد المدرجات الازدحام الشديد للاستماع له وغامر البعض بالجلوس على حافة النوافذ. وأخذ الطلبة يرددون "الشعب يريد حازم إبو اسماعيل" وهم يضربون الأرض بأقدامهم بإصرار وأطلقوا هتافا مدويا حين اعتلى المنصة. وقام عشرات من العاملين في حملته بتكوين سلسلة بشرية لتطويق الحشود. وأثناء ذلك أغشي على واحد منهم على الأقل. تحدث أبو اسماعيل - الذي استمد قوة من أنصاره المحتشدين - لأكثر من ساعة شارحا وجهة نظره القائلة إن مكانة مصر كانت تحجم عمدا. وحافظ طوال الوقت على هدوء صوته الذي يعتبر من سماته الجذابة. وقال إن الاقتصاد طوع قسرا للاعتماد أكثر من اللازم على السياحة ليخدم الأجانب وإن تعهد بزيادة دخل هذه الصناعة ثمانية أمثال. كان أبو اسماعيل يرتدي حلة ورباط عنق وزعم في كلمته أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لتقويض انتخابات الرئاسة المصرية لمصالحهما. وتحدث عن إيران كنموذج دولة تخلصت من النفوذ الأمريكي لتقف على قدميها. لكنه سارع على الفور إلى التأكيد على خلافه العقائدي مع إيران الشيعية.

وقال أبو اسماعيل "جاء الوقت واسمعوا هذه الكلمة بوضوح إن إحنا (نحن) نفتش عن عناصر قوتنا من داخل بلادنا." وأضاف "إحنا مش (لسنا) شعب ضعيف." وقوبل بالهتاف من الطلبة قائلين "الصحافة فين (أين)؟ الرئيس اهه (ها هو)." وقال مصطفى كامل السيد وهو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة إن أبو اسماعيل حين يهاجم من يعتبرهم المصريون سببا في محنتهم يضرب وترا يلقى قبولا بين مستمعيه وهو يتحدث بهدوء شديد ويستخدم لغة تصل إلى الناس. وأبو اسماعيل وهو في الخمسين من عمره يعد من أصغر من يتقدمون سباق الرئاسة. فموسى يبلغ من العمر 75 عاما وهناك آخرون من بينهم عبد المنعم أبو الفتوح وهو إسلامي مستقل فصله الإخوان المسلمون من الجماعة العام الماضي حين قرر الترشح للرئاسة على غير رغبتهم. ويصغره بعامين أيمن نور الذي أصدر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل يومين قرارا يؤهله للترشح بعد إدانته وسجنه عام 2005 في قضية تزوير يقول إنها لفقت لإبعاده عن العمل السياسي. وشارك ألوف من أنصار أبو إسماعيل ومعظمهم شبان ورجال ملتحون اليوم في مسيرة تقدمها من حي الدقي غربي نيل القاهرة إلى حي مصر الجديدة في شرق العاصمة ليقدم أوراق ترشحه بعد حصوله على تأييد 30 ألف ناخب وهو النصاب اللازم لمن يرشح نفسه مستقلا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:40 م

      وفقك الله يا شيخنا صلاح ابو اسماعيل

      اسأل الله ان يوفق الشيخ صلاح ابو اسماعيل ليصبح رئيساً لمصر فهو الشيخ الداعية العامل الصادع بالحق وليس كما يقال متشدد او وهابي عيب ان يقال هذا الكلام عن رجل اجتهد في الدعوة لدين الله والله الموفق

    • زائر 5 | 2:58 م

      اصل العرب

      مصر اصل العرب ومن اراد ان ينتسب الى العرب فلبفخر بان اصل نسبه مصر وارجعوا لكتب التاريخ/ مصرى وافتخر

    • زائر 4 | 1:28 م

      شعار الحملة

      شعار الحملة سنحيا كراماً هل ترون ان الشعوب ترضى ان تعيش بغير كرامة ولكم فيما يحدث عندكم عبرة ومثل ولقد جربنا العيش فى ظل العلمانيين دعونا نعيش فى ظل الاسلام ربما يفتح الله علينا وعليكم بالخير

    • زائر 3 | 1:24 م

      سنحيا كراماً

      سنحيا كراماً فى ظل نطبيق شرع الله مصر اسلامية

    • زائر 2 | 1:19 م

      مصر الجديدة

      خربة مصر لانه سلفى ولا اسلامى ولا متشدد ولا وهابى اختار منهم ماتحب يا رقم 1 مصر لا ولن تخرب ابداً ولو كن معمماً من اصحاب العمامات السوداء هل كنت ترضى ?
      وارحب بالردود / مصرى

    • زائر 1 | 12:47 م

      مرشح إسلامي لرئسة مصر

      إذا تمكنوا هواء من السيطرة على مصر الحبيبة ما علينا إلا أن نقول على الدنيا السلام أو نقول خربة مقابه.

اقرأ ايضاً