العدد 3494 - السبت 31 مارس 2012م الموافق 09 جمادى الأولى 1433هـ

خصائص قمة بغداد

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من خصائص قمة بغداد العربية أن من افتتحها رئيسٌ جديدٌ لم يمر على وصوله للحكم أكثر من سنة، وسلّم رئاستها إلى رئيس آخر لم يكمل في الحكم أكثر من سبعة أعوام!

الرئيس الأول مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي الذي مثّل ليبيا لأول مرةٍ بالقبعة الشعبية الصغيرة الحمراء، بعد 42 عاماً كان يمثّلها حصراً وقصراً العقيد معمّر القذافي، ولو بقي في الحكم سنواتٍ أخرى لورّث تمثيل ليبيا لابنه سيف الإسلام!

الرئيس الآخر هو جلال الطالباني، وهو شيخٌ عجوزٌ يمشي متكئاً على عكازه، قضى أغلب سنوات عمره الثمانين في صفوف المعارضة العراقية. كان أبوه شيخ الطريقة القادرية في شمال العراق، أما هو فكان من مؤسّسي اتحاد الطلبة الكرد، والتحق بحزب البارزاني في شبابه ثم انشق عنه ليشكّل حزباً اشتراكياً. وربما لم يخطر بباله أنه سيكون رئيساً للعراق، وسيترأس قمةً عربيةً في العاصمة بغداد على رغم أنه كردي... والطالباني تم انتخابه رئيساً للعراق الجديد في 2006، وجدّد له البرلمان أربع سنوات أخرى في 2010.

من خصائص قمة بغداد أنه قد حضرها لأول مرةٍ في تاريخها، رئيس عربي جديد من دون أن يرتدي ربطة عنق، وهو المنصف المرزوقي، الناشط الحقوقي الذي اختاره التوانسة رئيساً للفترة الانتقالية الصعبة، وألقى خطاباً من أهم ما ألقي في قمة بغداد من خطابات. وربما لا تمرّ أعوامٌ أخرى على الربيع العربي، حتى نشاهد على الفضائيات لقطاتٍ وخطباً لرؤساء آخرين يذهبون إلى القمم العربية القادمة حاسرين، من دون غترةٍ أو قبعةٍ أو عمامةٍ أو عقال!

من الخليج سجّل أمير الكويت بحضوره بادرةً جميلةً يعوّل عليها كثيراً في تطبيع العلاقات، وقد تحدّث بلغةٍ دبلوماسيةٍ رفيعة: «أعبّر عن سعادتي البالغة منذ أن وطأت قدماي أرض العراق الصديق بعدما استعاد العراق حريته وكرامته وديمقراطيته على إثر حقبة مظلمة ليبدأ بمواصلة دوره المعهود في العمل العربي المشترك». ربما يُخفّف حضوره العتاب العراقي، ويعوّض عن الغياب الخليجي الذي اقتصر على تمثيل منخفض، بين وزير أو سفير أو مندوب بالجامعة العربية.

التمثيل العربي على مستوى الرؤساء كان عشرة من بين 21 رئيس دولة (عدد الدول العربية 22، لكن الرئيس لم يكن مدعواً)، وعدد وزراء الخارجية الذين حضروا كان 17 وزيراً. وقد عُقدت قممٌ أخرى بأقل من عدد رؤساء الدول المذكورين وبأقل بكثير من وزراء الخارجية الذين حضروا قمّة بغداد.

على ان قمة بغداد تميّزت بغياب ثلثي الوجوه القديمة من اللقطة الجماعية التي يحرص الزعماء على التقاطها في ختام مؤتمراتهم. بعضهم أخرجه الربيع العربي من المشهد السياسي قسراً.

لقد مدّ العراق يده ليبدأ صفحةً جديدةً، وبصورة مختلفة عن السابق، إذ كانت قمة صدام حسين قبل 22 عاماً تمثل قمة التعالي على المشاركين، الذين اكتشفوا سره بعد فترة وجيزة من تلك القمة بغزوه الكويت.

لقد أسدل الستار على قمة بغداد... غاب من غاب وحضر من حضر، ولكن برزت بغداد بحلتها الجديدة تفتح آفاقاً من أجل خير المنطقة.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3494 - السبت 31 مارس 2012م الموافق 09 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 11:39 ص

      نعم سيدنا

      قمه العراق الاخيره كانت صفحه جديده في تاريخ الامه وصفعه جديده للجاثمين على صدر الامه وكأن بعض من حضر لسان حاله يقول ##احباي لو غير الربيع اطاحكم## عتبت ولاكن ما على الشعب معتب ##سيدنا ترى ما شكل القمه القادمه وهل ستظم ما بقى من الباقين ام سيكون كله فرش على قولت اخواننا الانجليز####ديهي حر

    • زائر 9 | 7:07 ص

      الاهم

      الاهم هى انها انعقدت بقيادة حزب الدعوة وهذا نصر من رب العالمين

    • زائر 8 | 4:07 ص

      هذه هي السياسة لا عدوا دائم وصديق دائم

      العراق عمل بهذه المقولة حرفيا ومارسها على الأرض ان ليس هناك عدوا دائم أو صديق دائم بل هناك مصالح مشتركة ، وهذه هي السياسة ليست لون ولا لونين أبيض و أسود انما هناك ألوان والرسام الماهر هو الذي يستطيع مزج تلك الألوان ويخرج لوحة يمتع فيها المشاهد وكل يفسرها ويقرئها بطريقته ، صحيح ان هناك مأخذ على القمة ولكن ليس العراق هو الملام الأول بل دوره جزء بسيط من كل .

    • زائر 7 | 3:43 ص

      لاتلومون العراق

      فالعراق بلد عظيم وبعد ان يستعيد العراق مكانته الحقيقيه سترون مواقفه العربيه الاصيله والشعب العراقي بجميع طوائفه ودياناته عروبي بإمتياز فأدعو الله ان يستعيد العراق عافيته وتكتمل الافراح في بلد مزقته السياسه والسياسيين ونظام الحزب الواحد ولعبة تقسيم الكيكه

    • زائر 6 | 2:54 ص

      مساومة العراق

      لق تمت مساومة العراق وهذا ما افقد العراق من هيبته ومكانته لدى الشعوب

    • زائر 5 | 2:12 ص

      الدنيا دول

      الدنيا دول ومن يظن انه خالدد مخلد في الكرسي فهو واهم.ما اكثر العبر وأقل المعتبرين خصوصا من يتحكمون في رقاب الشعوب..

    • زائر 3 | 1:51 ص

      سبحان الله

      اربعة رؤساء اطاحت بهم الشعوب العربية الثائرة. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وسبحان مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء

    • زائر 2 | 1:07 ص

      لقد لمسنا الخصائص ورأيناها

      نعم لقد لمسنا تلك الخصائص والنتائج على الارض والدليل ما حصل امس

    • زائر 1 | 12:56 ص

      مكانك سر

      وهذه القمة هي هباء منثور لا تفيد الربيع العربي بشي كسابقاتها من القمم التي لا نرجو منها نحن الشعوب العربية خير

اقرأ ايضاً