العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ

ما هو مستقبل زعيمة المعارضة في ميانمار بعد فوز حزبها في الانتخابات؟

تكتشف ميانمار ساحة سياسة غير معهودة إثر فوز المعارضة أونغ سان سو تشي في الانتخابات، لكن بعد الابتهاج يبدو أن مستقبل «سيدة» رانغون سيمر حتماً بتسويات سياسية، وبالتالي بجوانب مجهولة.

وحتى بدون تأكيد تلك النتائج رسمياً لا يراود أحداً الشك في أن الحائزة على جائزة نوبل للسلام حققت رهانها فأصبحت نائباً، لكن تحول سجينة العسكر إلى برلمانية معارضة لا يخلو من طرح أسئلة حول مستقبلها السياسي.

وسيتعين على سو تشي التي تحمل على عاتقها تطلعات شعب برمته، أن تتحول إلى قوة معارضة وتحاول اقتراح حلول للفقر، وسينظر بدقة لما ستقدمه من أجوبة على مسائل حاسمة لكنها تقنية مثل مساعدة الفلاحين وتخفيف الضرائب وتحفيز الاستثمارات.

وقال رنوه أغروتوه من جامعة هونغ كونغ «لست متأكداً من أن لديها فكرة واضحة عن دورها بعد فوزها في الانتخابات» مؤكداً أنها «ستجد نفسها في موقف حرج يفرض عليها التعاون مع السلطة التي من جانبها ستظطر إلى تبنيها لإضفاء الشرعية على العملية الانتقالية الجارية».

ومنذ أن أعلنت المعارضة ترشيحها أصبح مستقبل «السيدة» موضع كل التكهنات.

وفي يناير/ كانون الثاني أكد المستشار في الرئاسة، ناي زين لات لـ «فرانس برس» أنها قد تحصل على منصب «مناسب» وربما حتى أن «تعين في الحكومة».

لكن من حينها لم يتطرق أي مسئول لهذه الفرضية لا سيما أن سو تشي أعلنت الجمعة «لست أنوي ألبتة ترك البرلمان بعدما كافحت طويلاً من أجل الانتماء إليه».

وسرت شائعات حول دور وساطة قد تقوم به بين السلطة ومجموعات أتنية متمردة بينما شدد محللون على العلاقات المعقدة جداً وربما حتى المتوترة بين سو تشي وبعض تلك المجموعات.

لكنها رداً على سؤال حول إمكانية لعبها دور «مستشار خاص»، لم تستبعد «سيدة» رانغون ذلك وقالت «لست في حاجة إلى منصب معين لكن إذا جعل ذلك عملي أكثر فعالية فلم لا؟».

وبالتالي فإن الفقرة القادمة لم تكتب بعد. وقال رنوه أغرتوه «إنها، سواء كانت وزيرة مكلفة حقيبة تثير الاحباط أو مجرد نائب فإن هامش مناورتها السياسي سيكون حتماً أقل مما لو ظلت معارضة بدون أي روابط».

وقد مر وقت طويل على سنوات 2002-2003 عندما كانت سو تشي بين حكمي إقامة جبرية، تفضل المواجهة مباشرة مع العسكر، حتى أن بعض المعارضين أخذوا عليها ذلك واعتبروها مسئولة نوعاً ما عن المأزق.

وقد تقاعد المجلس العسكري الحاكم، ثان شوي، الذي جعل منها عدوته اللدودة، منذ سنة بينما اصبح موقف الجيل الجديد إزاءها أفضل.

واعتبر السفير الاسترالي السابق، تريفور ويلسون «إنها ستخضع لقيود» و»لن تتمكن من اتخاذ موقف ثوري جداً. سيتعين عليها بطريقة ما أن تكون براغماتية».

فهل ستسقط سو تشي في فخ، مع بعض الأصدقاء في الرابطة الوطنية الديموقراطية، في مجلس يهيمن عليه العسكر؟ لا يوافق الدبلوماسي على ذلك بل يشدد على أنها ستكون في حاجة إلى دعم في البرلمان.

وقال إن «ممثلي الجيش قد لا يعارضون ما ستقترحه هي والرابطة الوطنية الديموقراطية إذا كان وراءها دعم شعبي».

وعلى كل حال فإن وضعها يختلف تماماً عن وضع تلك المناضلة المقيدة التي انفردت بمواجهة الجنرالات وطالما استعطفت الغرب.

وأوضح ثيتيان بيونغسودهيراك من جامعة شولالوغكورن في بانكوك أن «أمامها فرصة بناء حزب معارض حقيقي» وإدخال عنصر الشباب في الرابطة الوطنية الديموقراطية. وربما هي بصدد الإعداد لما بعد سو تشي.

وأضاف «لا يمكن أن تبنى ديموقراطية حول شخص واحد» مؤكداً أن «الانتباه يجب أن يركز الآن ليس عليها بل على أنصارها ومساعديها وحزبها وغيره من المؤسسات الديموقراطية البورمية بما في ذلك الحزب الحاكم والنظام الحالي».

العدد 3496 - الإثنين 02 أبريل 2012م الموافق 11 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً