العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ

التجنيس

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

اللقاء الذي عقده وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة يوم أمس مع رؤساء تحرير الصحف المحلية أجاب عن عدد من الاستفسارات المطروحة بشأن موجة التجنيس الحالية. بين الأرقام والتصريحات والردود التي قدمها وزير الداخلية كانت هناك موضوعات أخرى ربما يفسح المجال لمناقشتها بصورة عقلانية بعد هذه الخطوة الايجابية.

فمن جانب، هناك التجنيس الطبيعي، وهو ارتباط شخص ما ببلد سكن فيه وخدمه فترة طويلة، أو أنه ولد لأب خدم هذا البلد، وهذا التجنيس ليس فيه أي إشكال، وهو حاصل ويجري في كثير من بلدان العالم. وهناك أيضاً التجنيس المرغوب، وهو تجنيس أصحاب الكفاءات وأصحاب الثروات، بل إن عدداً من الدول لديها دوائر رسمية لاجتذاب الاجانب ممن لديهم كفاءات مطلوبة ومنحهم الجنسية مع امتيازات ترغيبية بحيث ينتقل هذا الشخص الكفوء من بلده الأم إلى البلد الجديد. ولعلنا لم نصل إلى هذا المستوى في البحرين بالشكل المطروح في الدول التي يمكن أن تتخذ أنموذجاً، وقد صاحبت منح الجنسية لبعض الأشخاص مشكلات ربما ساهمت في إثارة الشكوك وفي بعض الأحيان أثارت السخرية.

هناك أسئلة مشروعة تطرح بشأن خدمات الإسكان والصحة والتعليم والكهرباء والماء والمواصلات ومعدل الجريمة وغيرها من القضايا المشابهة، وهذا الرأي يقول إنه ومن خلال ما نراه حالياً فإنه حتى لو استوفى شخص ما شروط التجنيس الطبيعي فإن من المفترض أن تتوسع كل هذه الخدمات ويتم تخطيطها بصورة جيدة منعاً للتزاحم الذي ربما يثير الحساسيات والمشاعر العدائية. وهناك من يطرح أن مثل هذا الحديث يغض الطرف عن واقع نعيشه، وأن هناك نحو 38 في المئة من مجموع السكان من الأجانب الذين يعيشون معنا حالياً لفترات طويلة والاعتراف بحقهم في الجنسية لن يؤثر على الخدمات.

على أن الهاجس الأكبر هو مسألة الطائفية، وما يتعلق بالتركيبة السكانية، ولربما أن السرية التي يفرضها الجهاز المركزي للمعلومات على موضوع الكتل الانتخابية، ومتعلقات التصويت الإلكتروني لتسهيل التصويت لمن يحمل الجنسية البحرينية ولكنه لا يعيش في البحرين، وتوزيع الدوائر على أساس غير صحيح، كل ذلك يثير الشكوك ويحوّل الموضوع برمته إلى شأن آخر، وهو ما نأمل في تبديده من خلال الشفافية والحوار البناء.

إن لقاء الشيخ راشد رؤساء تحرير الصحف أمس خطوة في الاتجاه الصحيح لفتح هذه الملفات بصورة هادئة وبعيدة عن التشويش والتسييس، ومثل هذه الخطوات تقع على عاتق الحكومة أولاً، وعلى عاتق المنتقدين ثانياً، سعياً الى تعزيز أجواء الثقة بين الجميع

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً