العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ

تغيير العطلة يخدم الاقتصاد

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

يصادف اليوم (الأحد) تدشيناً عملياً لنظام العمل الجديد في مملكة البحرين. بحسب النظام الجديد فإن أيام العمل في البحرين تمتد من الأحد إلى الخميس وأما العطلة الأسبوعية فهي يوما الجمعة والسبت. بدورنا نؤيد هذا التوجه ونرى أنه يخدم الاقتصاد البحريني في نهاية المطاف.

بمقدور الاقتصاد الحصول على الكثير من المزايا الايجابية منها تضييق فجوة العمل مع الأسواق الدولية وخصوصاً أن البحرين هي المركز الأول للخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. المعروف أن أسواق المال العالمية تعمل أيام الاثنين إلى الجمعة، وحتى الماضي القريب كان اقتصادنا على اتصال بالعالم لمدة 3 أيام فقط (الاثنين إلى الأربعاء). ونظرا إلى اختلاف الوقت (سواء مع جنوب شرق آسيا أو عدد من الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة) فإن الاتصال العملي كان يتم لغضون عدة ساعات ليس أكثر. كما أن الفترة كانت تقصر في فصل الشتاء بسبب تغيير عقارب الساعة لساعة واحدة في عدد كبير من دول العالم.

تجربة قطر

ربما يقول قائل: إن المصارف كانت تحافظ على اتصالاتها مع العالم الخارجي في النظام القديم في كل الأحوال. فالسؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بأهمية التغيير بالنسبة إلى موظفي القطاع العام الذين لا تربطهم بالدول الأخرى معاملات تذكر. لكن من المحتمل تسجيل تأثيرات ايجابية على الأوضاع النفسية للموظفين مع النظام الجديد.

للتذكير تعتبر دولة قطر السباقة بين دول مجلس التعاون في تغيير أيام العمل في الدوائر الرسمية وجعل العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت. في الأسبوع الماضي قمنا بزيارة قطر حيث أجرينا بحثا محدوداً بخصوص تأثير العطلة الأسبوعية على شعور موظفي الحكومة. باختصار توصلنا إلى نتيجة تتمثل في الرضا عن النظام الجديد. ومرد ذلك أن مساء يوم الجمعة لم يعد ثقيلاً عند الناس. بل عرفنا أن الموظفين عموماً يحسون بطول مدة عطلة نهاية الأسبوع وكأنها تمتد لمدة 3 أيام. ويعود تفسير الأمر إلى وجود إحساس خاص يوم الخميس وكأنه يوم عطلة أصلاً. ثم أن العاملين على دراية بأن أمامهم يوم الجمعة بأكمله والحال نفسه مع يوم السبت. ويدعي البعض وجود إحساس ايجابي مع بداية العمل يوم الأحد خلافاً ليوم السبت قبل تطبيق النظام عندهم. لاشك في أنه علينا نحن في البحرين الصبر لفترة أسبوع أو أكثر للوقوف على وجود هذا الشعور من عدمه عندنا. عموماً لا يمكن إنكار أهمية العامل النفسي عند الموظفين لأن المشاعر هي التي تحرك الناس.

خسارة قطاع الضيافة

لكن من المتوقع أن يتعرض قطاع الضيافة (نرفض استخدام عبارة قطاع السياحة نظراً إلى عدم وجود البنية التحتية لدعمه). ومصدر التخوف، عودة الأشقاء من الجارة والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية إلى بلادهم مساء يوم الجمعة، الأمر الذي قد يعرض قطاع الضيافة لنوع من الخسائر. أملنا في أن يتمكن القطاع من اكتشاف السبل الكفيلة بالقضاء على هذه السلبية.

من جهة أخرى، يحل يوم العطلة الدينية أي الجمعة في بداية عطلة نهاية الأسبوع مع النظام الجديد خلافاً للماضي (يلاحظ أن يوم الأحد المقدس عند الديانة المسيحية يحل في اليوم الثاني للعطلة). لكن ليس من الواضح فيما إذا كان الشارع البحريني متحسس لهذا الأمر أصلاً.

ختاماً بدأ نظام العمل الجديد بيوم عطلة إذ حصل موظفو القطاع العام على عطلة امتدت لـ 3 أيام متتالية (الخميس إلى السبت). حقيقة اننا نرى أن البحرين تأخرت في تطبيق النظام الجديد للعمل الرسمي لكنه ليس متأخراً جداً

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1458 - السبت 02 سبتمبر 2006م الموافق 08 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً