يتوافق تعريف الطفل في مملكة البحرين مع ما جاء في اتفاق الأمم المتحدة بشأن حقوق الطفل الذي صدقت عليه مملكة البحرين في العام 1991، والذي عرف الطفل بأنه "كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه".

ويرتكز هذا التعريف على معيار العمر ومع ذلك فقط اخفق ممثلو الدول الأطراف في الاتفاق على ضم الطفل الذي لم يولد بعد في تعريفهم هذا. وأعطيت بعض الحماية للجنين في مقدمة الاتفاق التي تنص على أن "الطفل يحتاج، نتيجة عدم نضجه الجسدي والفكري، الى حماية وعناية خاصتين بما في ذلك الحماية القانونية المناسبة قبل الولادة وبعدها أيضاً".

وحظت عبارة "قبل الولادة وبعدها أيضا" برضا الدول المؤيدة للحق في الحياة والدول المؤيدة للحق في الاختيار على حد سواء. ففي حين لا تستثني هذه العبارة الطفل الذي لم يولد بعد الا انها لا تشمل الجنين منذ لحظة بداية الحمل. وهذه الفقرة من المقدمة المقتبسة عن شرعة حقوق الطفل، تعكس التسوية التي تم التوصل اليها بين الدول المؤيدة للحق في الحياة والدول المؤيدة للحق في الاختيار وذلك لروح الاتفاق.

اما بالنسبة الى الشباب فلا يوجد تعريف واحد متفق عليه عالميا، وهناك صعوبة في ايجاد تحديد واضح لهذا المفهوم. وعدم الاتفاق على تعريف موحد شامل، يعود الى اسباب كثيرة اهمها اختلاف الاهداف المنشودة من وضع التعريف وقد تم وصف الشباب بطرق مختلفة جدا، أحيانا كفئات من عمر معين أو كمرحلة من الحياة أو كموقف محدد. ولأسباب احصائية عرفت أولا الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1985 الشباب بانهم "اشخاص تتراوح اعمارهم بين 15 و24 سنة". وعندما اعتمدت الجمعية العامة في 1995 برنامج "العمل العالمي من أجل الشباب" للعام 2000 وما بعده عرفت مجدداً الشباب بانهم الفئة من 15 الى 24 سنة ولكنها نوهت الى ان فئة العمر تتراوح بين بلدان ومجتمعات مختلفة، وتباين المفاهيم، والأفكار العامة التي يقوم عليها التحليل السيكولوجي والاجتماعي اللذان يخدمات تلك الأهداف.

وقد أثار هذا التعريف ولايزال، نقاشا واسع النطاق بشأن مدى ملاءمته الواقع العملي المتنوع في مختلف دول العالم، واتساقه مع نصوص الاتفاقات الدولية.

فطبقا لهذا التعريف فان الأطفال هم من تكون اعمارهم أقل من 14 سنة، بينما تحدد المادة (1) من اتفاق الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأطفال للعام 1979، الأطفال بانهم "جميع من تكون اعمارهم من الثامنة عشرة سنة فأقل". كما أن نقاشا جرى خلال العامين 1997 و1998 اثناء اعداد نص الاتفاق رقم 182 الخاص بمنع أسوأ اشكال عمل الأطفال، بشأن الفرق في تعريف "الطفل" و"الشاب"، وقد تم خلال منتدى الشباب الدولي في "داكار" عاصمة السنغال، في شهر أغسطس/ آب من العام 2001 الطلب من الأمم المتحدة اعادة النظر في تعريف الشباب، ورفع الحد الأقصى للسن ليصل الى 30 عاماً، حتى يفي بمتطلبات تعريف الشباب خصوصا في الدول النامية.

وقد كان الهدف من مرونة "التعريف" توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، خصوصاً في المراحل الانتقالية للفرد من عالم الطفولة الى عالم البالغين.

ولم تأخذ الحكومة البحرينية بفئة الشباب المعتمدة لدى الأمم المتحدة، إذ ورد في الاستراتيجية الوطنية لشباب البحرين أن "الشباب هم من يمثلون الفئة العمرية ما بين 15 إلى 30 عاماً"، والمقصود بالشباب في الاستراتيجية هم الشباب البحريني من الجنسين، ومع ان هذا التعريف واسع، الا أنه يشمل فترة الحياة التي تنظوي على معظم التغيرات، والفترة الانتقالية بين الطفولة والرشد، وبين الاعتمادية والاستقلالية، وغالباً ما تتميز هذه الفترة بحماس الشباب وأحلامهم وطموحاتهم، لكنها تتأثر في الوقت ذاته بالشك والعزلة وتحديات العمل.

ويرى بعض المهتمين على مستوى دولي ان مفهوم الشباب يتسع لثلاثة من الاتجاهات المتمثلة في الاتجاه البيولوجي، وهو الاتجاه الذي يؤكد الحتمية البيولوجية باعتبارها مرحلة عمرية أو طوراً من اطوار نمو الإنسان، الذي فيه يكتمل نضجه العضوي الفيزيقي، وكذلك نضجان العقلي والنفسي اللذان يبدآن من سن 15 الى 25، وهناك من يحددها من 13 إلى 30.

والاتجاه السيكولوجي الذي يرى ان الشباب حال عمرية تخضع الى نمو بيولوجي من جهة والى ثقافة المجتمع من جهة أخرى. بدءا من سن البلوغ وانتهاء بدخول الفرد عالم الراشدين الكبار، حيث تكون قد اكتملت عمليات التطبيع الاجتماعي. وهو التعريف الذي يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة المكتسبة من المجتمع الثابت والمتغير. وأخيراً الاتجاه السوسيولوجي "الاجتماعي"، وهو الاتجاه الذي ينظر الى الشباب باعتباره حقيقة اجتماعية وليس ظاهرة بيولوجية فقط، بمعنى ان هناك مجموعة من السمات والخصائص إذا توافرت في فئة من السكان كانت هذه الفئة شبابا