العدد 1472 - السبت 16 سبتمبر 2006م الموافق 22 شعبان 1427هـ

هل هو فعلاً «حبر أعظم»؟!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

تتوالى الهجمات التي تستهدف العقيدة الإسلامية وأتباعها الكثر الذين يزيدون عن المليار ونصف المليار، وينتشرون في مختلف أصقاع العالم. بعض هذه الهجمات متعمد، وبعضها عفوي ناتج عن جهل، وفي الحالين يكون ضررها كبيراً وخطيراً، يؤدي إلى توتير العلاقات وربما سقوط قتلى أبرياء بالعشرات أو المئات أو حتى الآلاف.

وما كاد العالم الإسلامي يتجاوز إهانة الرسوم الكارتونية المسيئة التي نشرتها صحيفة دنماركية حتى يخرج علينا البابا بنديكت السادس عشر بتصريحات جديدة تصب المزيد من الزيت على نار «الإسلاموفوبيا» التي تنتشر حالياً مثل النار في الهشيم في مختلف أنحاء العالم الغربي، وأوروبا وأميركا على وجه الخصوص.

تهجمات البابا كانت أكثر إساءة من الرسوم الكارتونية، لأنها تصدر عن أعلى مرجعية دينية مسيحية (الحبر الأعظم)، ومن المفترض أن يكون صاحبها على درجة كبيرة من المعرفة والوعي، ويبشر بالتسامح بين الأديان السماوية، ويتجنب كل ما يمكن أن يسيء إلى أتباع الديانات الأخرى بصورة مباشرة أو غير مباشرة، خصوصا في مثل هذا الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب توترا غير مسبوق بفعل الحروب التي تشنها الإدارة الأميركية، بدفع الصهيونية المسيحية الإنجيلية المتعصبة، في كل من العراق وأفغانستان وتؤدي إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى.

لم يكن بابا الفاتيكان بحاجة إلى مناسبة، لكي يتطوع بتقديم هذه «الوجبة» الإضافية، من وجبات تخويف العالم من الإسلام كديانة سماوية، فيضاعف الإرباك، ويزيد من عطب البوصلة الداعية إلى قبول الاختلاف، واعتماد السماحة والاعتدال في العلاقات بين الدول والأمم والحضارات والأديان.

من حق العرب والمسلمين على اختلاف المواقع والانتماءات، أن يتساءلوا عن المقصود في محاضرة بابا الفاتيكان الأخيرة، والتي استحضر فيها أفكارا رديئة. من حق العرب والمسلمين، أن يتساءلوا، عن مصير «التوجيهات في سبيل الحوار بين المسيحيين والمسلمين».

هل يتراجع بابا الفاتيكان عن هذه القراءة الطالعة من ظلمات العصور الوسطى، ويعيد للحوار بين الإسلام والمسيحية صدقيته ومراميه النبيلة؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1472 - السبت 16 سبتمبر 2006م الموافق 22 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً