العدد 3506 - الخميس 12 أبريل 2012م الموافق 21 جمادى الأولى 1433هـ

ألاّ يحق لنا أن نعيش أحراراً؟

علي محسن الورقاء comments [at] alwasatnews.com

محامٍ بحريني

الحرية هي الإيمان، وهي الكرامة، وهي المجد، وهي الخلود...

فتلك هي خصال متتابعة، تُوَّلِد كل واحدة منها الأخرى، لأن الإيمان يُوَّلد الكرامة ومن لا إيمان له فحظه في الكرامة ضعيف... وإن الكرامة تُوَّلد المجد ومن لا كرامة له فهو غير مجيد... وأن المجد يُوَّلد الخلود ومن هو غير مجيد لا خلود له، ومن لا خلود له فهو ميت وإن تراه حياً يُرزق، والميت بالطبع هو فاقد للحرية.

وعليه في ظل تلك الخِصال المتتابعة نستنتج أن الإيمان هو الأصل وهو قوام الحرية، لأن المؤمن (باعتباره صناعة الإيمان) لا يمكن أن يكون عبداً إلاّ لله الخالق لا عبداً لمخلوق أو لغيره. وما ذلك إلاّ لأن الإيمان يقوم على أربعة أركان هي: التوَّكل على الله، والتفويض إلى الله، والتسليم إلى أمر الله، والرضا بقضاء الله، ومن تَظِلَه هذه الأركان فكيف يكون عبداً لغير الله!

والحُر لا يعني هو ذلك الطليق أو من لا تـُقيِّده الأصفاد، فهناك الكثير من المساجين والمقيدين بالأصفاد لكنهم أحرار، وبالعكس هناك الكثير ممن لا تُقيِّدهم الأصفاد إلاّ أنهم عبيد.

والعبودية (نقيض الحرية) لها صنوف، فهناك من يعبد المال والشهوة، وهناك من يعبد الجاه والشهرة، وهناك من يعبد الشيطان، وهناك من يعبد أهل المال وصاحب السلطة لا لشيء يريده لنفسه إلاَّ أنه فقط يريد أن يكون عبداً مملوكاً، وكأنه لا يتوق للحياة إلاّ أن يكون فيها عبداً مملوكاً. وهناك من جانب آخر من هو أسير الخوف وخواء الإرادة، أو أسير الكراهية وغلو الحقد، وهؤلاء وأولئك كلهم عبيد وإنْ اختلف المعبود، أو خف ميزان هذا وثَـقُل ميزان ذاك.

وبعد كل ما تقدم لا حاجة لأن نسأل: لِمَ يكون الإنسان حُراً، وإنما يجوز أن نسأل (أولاً): من هو الحُر، أو متى يُسمى الإنسان حُراً، وما هي علامات التحرر، ونسأل (ثانياً) هل لحرية الإنسان وقت وزمان، ثم نسأل أخيراً: هل يحق لنا أن نعيش أحرارا.

فأما متى يُسمى الإنسان حُراً، نقول: إن الإنسان لن يكون حُراً إلاّ إذا استطاع أن يصدع بالحق ويُقارع الباطل ويرفض الظلم ويأبى أن يكون ذليلاً.

وأما عن علاماته، فقد دلَّنا عليه سيدنا الإمام علي ابن أبي طالب (ع) إذ يقول «هو ذاك الذي من نابَتْهُ نائبة صبر لها، ومن تَداكَّتْ عليه المصائب لم تَكسُره حتى وإن أُسر وقُهر واستبدل باليسر عسراً» (البحار ج 71 ص 69).

وأما عن وقت وزمان الحرية. فالحرية ليس لها أوان ولا زمان إنما هي ملازمة للإنسان منذ ولادته وحتى مماته، ولهذا يقول الخليفة عمر بن الخطاب (رض) «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرارا».

وأما لمن يسأل: «هل يحق لنا أن نعيش أحرارا؟» نجيبه: ولِمَ لا!

ألسنا أُباة، وأهل عز وكرامة وعزيمة وإرادتُنا قوية!؟.

ألسنا دعاة حق، وأولي رشد وبصيرة وحسن سجية!؟

ألم نبنِ حضارة، وأسلافنا هم السادة هم عين المرجعية!؟.

فإن لم تُصدِّق تعال معي أريك قبورهم وترى معالمهم جلية

إذاً... يحق لنا أن نعيش أحراراً.

إقرأ أيضا لـ "علي محسن الورقاء"

العدد 3506 - الخميس 12 أبريل 2012م الموافق 21 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:14 م

      احرار

      بئسما تاج علي راس خانع ذليل ونعمما قيد في يد حر ابي

    • زائر 2 | 2:36 ص

      لم يخلق الله البشر الا احرار وبعض البشر يريد جعل خلق الله عبيدا

      العبودية من الصفات التي لا يجب ان تكون الا لله وحده فقط ولا عبودية لغيره.
      ولكن بني البشر عندما يصل بهم الطغيان يتخذون عباد الله خولا وعبيدا.ومن طبيعة البشر عدم القبول بالعبودية لغير الله ولكن هناك من ادمن العبودية ولا يستطيع الخروج منها بل ويحاول ان يجد لها مسميات
      اخرى غير العبودية ولكن في حقيقة الامر هي عبودية لغير الله. إن الله بسط لعباده الرزق والارض وسبل المعاش ولم يعط لأحد التحكم في ارزاق الناس وقوتهم لكي يستعبدهم ورغم اننا في قرن التقدم الا ان البعض لا زال يعيش بعقلية الاستعباد

    • زائر 1 | 11:42 م

      الامام الحسين

      ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تهابون الممات فكونوا احرار في دنياكم

اقرأ ايضاً