العدد 3507 - الجمعة 13 أبريل 2012م الموافق 22 جمادى الأولى 1433هـ

قطر أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد والفنزويليون يدمرون البيئة أكثر من الصينيين

تفوق فنزويلا الغارقة في النفط علي الصين ذاتها الآن كمصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد. ومع ذلك، فتتصدر قطر قائمة حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد في العالم أجمع بمعدل 53.5 طنا للفرد، لتليها الإمارات العربية المتحدة والبحرين وبروناي والكويت والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وكازخستان.

فقد صدرت عن الصين كمية من الانبعاثات قدرها 7.032 اطنان من أكسيد الكربون، ما يعادل 23 في المئة من المجموع العالمي، وفقا لبيانات العام 2008 الصادرة عن مركز معلومات تحليل ثاني أكسيد الكربون التابع لوزارة الطاقة الأميركية. هذه الكمية تعادل انبعاثات بقدر 5، 3 اطنان للفرد الواحد.

وفي المقابل، تتحمل فنزويلا مسئولية فقط 0،56 في المئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بقدر 1.695 مليون طن، لكن هذا الرقم يعادل انبعاثات الفرد الواحد بمعدل ستة أطنان.

في هذا الشأن، صرح عضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيير المناخي، خوان كارلوس سانشيز، بأن قطاع الطاقة مسئول عن 95 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في فنزويلا.

وشرح لوكالة إنتر بريس سيرفس أن نسبة 35 في المئة من هذه الانبعاثات تصدر عن قطاع النقل، و48 في المئة عن الصناعة النفطية ومحطات توليد الكهرباء، و17 في المئة عن بقية الأنشطة الصناعية.

ولفت هذا الخبير الدولي الانتباه إلى الاستهلاك المسرف من الوقود في فنزويلا، وهو الذي يعتبر الارخص في العالم بسعر مجرد اثنين من الدولارات للتر الواحد، ما لا يغطي ولا حتى كلفة الإنتاج، «وهذا يقضي في المهد على أي خطة للادخار أو لتعزيز كفاءة استخدام مصدر الطاقة هذا».

أما خبير الغابات أستاذ الدراسات العليا في جامعة جبال الانديز، خوليو سيزار سنتينو، فقد أوضح أنه بالإضافة إلي معدل الاستهلاك المرتفع، تأتي قضية إزالة الغابات لتحرم البيئة من القدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون. وأفاد لوكالة إنتر بريس سيرفس أن عملية إزالة الغابات في فنزويلا تجري بمعدل 240.000 هكتار في السنة، وأنه على رغم أن الغابات تغطي نصف مساحة البلاد، فإنها تتدهور بمعدل 0.6 في المئة سنويا. هذا وتجمع فنزويلا بين أنشطة استخراج النفط وبين أسطول شره من السيارات، إضافة إلى محطات توليد الكهرباء نظرا لعدم كفاية الطاقة الكهرومائية المنتجة. فقد أفاد سنتيو بأن هناك خمسة ملايين سيارة في شوارع فنزويلا وطرقها، تستهلك نحو 300،000 برميل (159 لترا لكل برميل) من البنزين يومياً. وشرح أن ما يزيد الوضع خطورة هو أن «أداء اللتر الواحد من البنزين هو 10 كيلومترات أو أقل، ما يبعث إلى الغلاف الجوي 250 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، مقابل 140 غراما في أوروبا على سبيل المثال، علما بأن الاتحاد الأوروبي يعتزم خفض هذه الكمية إلى 95 غراما بحلول العام 2020».

هذا وقد يشعر الشعب الفنزويلي ببعض العزاء إذا ما قارن انبعاثاته من ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد بتلك التي تصدر عن جيرانه في دول منطقة البحر الكاريبي، ناهيك عن البلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).

وهنا تتزعم قطر 20 دولة في العالم من حيث كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد، بمعدل 53.5 طنا للفرد، وتليها الإمارات العربية المتحدة والبحرين وبروناي والكويت والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وكازخستان.

في هذا «النادي»، تعرف فنزويلا بافتقارها لسياسات وتدابير لعكس أو معادلة الانبعاثات، وذلك على رغم خطابها البيئي الرنان في المحافل الدولية، حسبما حذر الخبير الدولي سانشيز، مذكرا بأنها هي العضو الوحيد في منظمة «أوبك» الذي صادق على بروتوكول كيوتو بشأن التغيير المناخي.

العدد 3507 - الجمعة 13 أبريل 2012م الموافق 22 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً