العدد 3508 - السبت 14 أبريل 2012م الموافق 23 جمادى الأولى 1433هـ

مبادرات نبيلة تستحق الثناء

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

البحرين وطن يجمعنا شعار رفعه الاخوان القائمون على مبادرات لمؤسسات المجتمع المدني تجمع شمل البحرين قولا وفعلا، والهادف إلى تقوية النسيج المجتمعي وتعزيز الوحدة الوطنية.

الفكرة تبنتها، كما علمت جمعية الاجتماعيين وقامت بالتواصل مشكورة مع كثير من مؤسسات المجتمع المدني لوضع اللبنة الاولى للانطلاقة.

مع علمنا ووجلنا ممن يعمل مخططات لزعزعة السلم الأهلي بزرع الفتنة بين أبناء الشعب، ويحيك المؤامرات لشق الصف البحريني بزرع الاحقاد في جنح الظلام، كمثل الذي حدث في دوار ألبا والمحرق وعراد ومدينة حمد، إلا أنه بالمقابل تتبدد تلك المخاوف وتطمئن القلوب، عندما نرى مبادرات من الطائفتين الكريمتين من المجتمع المدني تعمل كصمام امان في وضح النهار.

لا افهم من يريد سوءا بهذا الشعب العظيم، فكلنا اخوان في الدين والوطن تربطنا علاقات عائلية وجلسات صداقات حميمية منذ قرون - عيش وملح -، فمن يكن العداء لهذا الشعب فهو جاحد وناكر للجميل.

لذا، سنصدح بالقول مازلنا بخير والف عافية مادام هناك من يعمل لرأب الصدع، ويجابه المخططات والاحقاد بين الناس، كأصحاب هذه المبادرات المتشكلة من خليط من مؤسسات المجتمع المدني، تجمعهم محبة المجتمع والوطن. فمن خلال تواصلي وحديثي مع بعض الاعضاء، استوضحت أن المجتمع البحريني سيرجع متماسكا صلبا قويا كالفولاذ، ومن يراهن على تفتيته أو زرع العداوة فهو الخاسر حتما.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم الذي يمر به، وطننا الغالي من احتقان طائفي غير مسبوق، يهدد نسيجه الاجتماعي المتراص والمتعاون والمتحاب الذي تميز به بلدنا عبر قرون خلت، والذي حرص على تقويته الاجداد على امتداد التاريخ الحديث، كان لي اتصال عابر مع مقررة التجمع نائبة رئيس جمعية الاجتماعيين المتخصصة في علم الاجتماع الطبي (أنسنة الطب)، هدى المحمود التي أفنت حياتها في خدمة المجتمع (أكثر من 25 سنة.

أوضَحَت أن، من مبادراتهم وأساس عملهم لم الشمل ورص الصفوف عن طريق عمل مشاريع اعادة اكتشاف الاخر، وقاموا بمشروعي ماراثون في دوحة عراد، وفعالية مرسم للأطفال (البحرين في عيون الأطفال) جمع جميع الطوائف، وتنظيم لقاءات مجتمعية بالتواصل مع المدن والقرى، وكان بذرتها الأولى زيارة تلاحمية، خُصِصَت لقرية البلاد القديم الذين رحبوا بالفكرة وأثنوا على هذا المشروع النبيل، ستلحقها زيارات إلى كل قرى ومدن البحرين كما أفادت.

وقد تم اللقاء في مأتم انصار الحسين الذي ألقى رئيسه كلمة، رحب فيها بالحضور والوفد الممثل لمؤسسات المجتمع المدني وشرح اهدافه الخيرة، وحضر هذا التجمع لفيف من الطائفتين الكريمتين. كما القت هدى المحمود ونورة المرزوقي ونوال زباري كلمات أشدن فيها بالتجاوب الكبير للاهالي وأثنوا على الحفاوة والانفتاح الخلقي والطيبة التي يتميز به شعبنا الاصيل.

كما أفادت بأن لديهم مشاريع قادمة كتبادل الزيارات بين العوائل والطوائف المختلفة، وتنظيم لقاءات مع المجالس الأهلية في مختلف مناطق البحرين، والتواصل والتنسيق مع مختلف المبادرات الشبابية والتوجهات الاهلية الساعية لتعزيز الوحدة الوطنية، وتكثيف الحملات الإعلامية عن التسامح والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والفتنة بين الناس، وذلك بتوظيف وسائل الاتصال المختلفة، في الحقل الإعلامي والشبكات الاجتماعية كتدشين صفحات على شبكات تويتر وفيسبوك وسكايبي، وتنظيم لقاءات مع أعضاء مجلسي الشورى والنواب والتواصل مع المجلس الاعلى للشئون الاسلامية من اجل حث الخطباء والدعاة على إعادة بث روح الأخوة والتسامح والتعاضد والتآلف بين أبناء البلد.

بدورنا نشد مِن أزرهم على مبادراتهم الطيبة ونشد على اياديهم، ونتمنى ان يوفقهم الله في مسعاهم الجامع، ونشكرهم على جهودهم الجبارة في ظل هذه الظروف الحالكة، وندعو الجميع الى التعاون معهم، عسى الله ان يوفقهم فيما يصبون اليه، ونرحب بهم في كل مناطق البحرين وندعو الله أن يحقق طموحهم وهدفهم ومبتغاهم النبيل.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3508 - السبت 14 أبريل 2012م الموافق 23 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:13 ص

      مبادرات نبيلة ... وإجهاضات وضيعة

      السيد أحمد
      شكراً على المقال الجميل .... في الوقت الذي تقوم فيه جهات وأقراد من الطائفتين بهذه الجهود الجميلة، نرى أن أطرافاً متنفذة في النظام تقوم بإجهاضها عملياً، فما أن نسمع عن مبادرة طيبة إلا واعقبها فصل وتوقيف عن عمل وتعيين متطوعين والهدف منها هو ضرب تلك المبادرات وإشعال نار الفتنة، ليس بين أبناء الشعب مشكلة المشكلة بين الشعب وفئة متنفذة لا تريد خيراً للوطن، والكل يعلم ذلك، لن تنفع تلك المبادرات مادام أولئك يؤججون نار الفتنة بين فترة واخرى

    • زائر 8 | 2:15 م

      لن يقدروا

      عالم الفتن والأخره على الأبواب ان شاء الله احاديث نبويه صحيحه الفساد والظلم وقتل النفس المحرمه والتشبهه بل النساء والنساء بل الرجال واكلت مال الحرام عندما يصبح المعروف منكر والمنكر معروف اناس يدعون الأسلأم والأسلأم برى منهم

    • زائر 7 | 2:09 م

      كلأم جميل ولكن مادا بعد

      لم نسمع من يدين او على الأقل كلمه شجب من اناس يفترض ان يكونوا اتقباء تسمع لخطبهم وكئنهم خشبأ مسنده يحسبون كل صيحه عليهم هم العدو قاتلهم الله لمادا السكوت اليس الأعتداء على ممتلكات الغير لآ يجوز فماباللك السرقه فى عز النهار والتعدى بل الضرب وعلى سيارات الماره ناس داهبه الى اعمالهه وناس مع اعياله تم التعدى عليهم نحمدالله على هادا الوعى

    • زائر 6 | 3:26 ص

      نتمنى من الاخوان القائمين على هذا المشروع المبارك من الله والناس الخيرين

      ان يتصلوا بالاخت العزيزة المحبه لوطنها والغيورة على مجتمعا مريم الشروقي فاعتقد انها ستكون سند وعضد وعمود للاصلاح معهم ، ونعتذر للاخت على تطفلنا والجرأ ، والعذر عند كرام الناس مقبول .
      وشكرا للاخوة واسرة الوسط جميعا وسوف يذكركم التاريخ بتاريخكم الابيض الناصع المحب للخير للوطن واهله ، سيروا والله يسددكم ويرعاكم والله خير معين وشكرا لكم .

    • زائر 5 | 3:25 ص

      نشد من ازرهم

      وبالتوفيق انشاء الله وان يقومو بفضح المؤزمين والمتمصلحين وابعادهم عن الحياة السياسيه والدينيه في بلادنا العزيزه حتى يلتئم الشعب كما عهدناه ونحن شعب البحرين محسودين على تآلفنا وتعاوننا وكرمنا وتسامحنا مع جميع الأطياف والديانات الأخرى والله لايغير علينا

    • قلم أسود | 1:13 ص

      ونحن بدورنا ندعو لهم بالتوفيق

      أتمنى من القائمين على المشروع النبيل أن يضعوا خطوط عريضة ومعايير واضحة لعملهم فالشعب لديه قواسم مشتركة كثيرة وهي ثوابت لا يجوز المساس بها

      وفي المقابل لكل فرد أو مجموعة معتقداتها الدينية التي لايجوز الدخول في مهاترات بشأنها وكذلك رؤاها السياسية ويجب علينا احترام جميع الرؤى والمعتقدات

اقرأ ايضاً