العدد 3510 - الإثنين 16 أبريل 2012م الموافق 25 جمادى الأولى 1433هـ

ثورة مصر إلى أين تتجه؟

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

المتابع للحراك الداخلي في مصر يلمس بوضوح أن هناك من يسعى بكل قوة لإجهاض ثورة مصر، وتحويل مسارها إلى ما كانت عليه مصر قبل ثورتها المباركة وكأن شيئاً لم يكن.

هذا الحراك يقوده مصريون وغيرهم، ويدفعون في سبيل إنجاحه الملايين لكي يحقّق كلٌّ منهم مآربه – على تنوعها – فيما لو تحقق لهم مبتغاهم.

لاشك في أن الثورة المصرية قطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيق أهدافها، فأكملت انتخابات مجلسي الشعب والشورى بنزاهة لم يعرفها تاريخ مصر الحديث وبشهادة الجميع. ولكن هذه المسيرة تعرضت إلى كثير من النكسات المتعمدة لكي لا تصل إلى نهاية الطريق، وهو اختيار رئيس مصر كما يريد الشعب المصري، وليس كما يريد أعداؤه!

بقايا النظام البائد، وهم المعروفون في مصر بـ «الفلول»، دخلوا على خط الانتخابات بقوة، حيث أعلن اللواء عمر سليمان – وفي اللحظات الأخيرة – عزمه الترشيح، ويبدو أن تأخير الإعلان كان محسوباً بدقة!

أكاد أجزم أن عمر سليمان ما كان ليجرؤ على هذا العمل لو لم يكن هناك من دفعه وطمأنه وقدّم له الكثير ليكون قادراً على الدفع بكل سخاء لمن يقف معه!

واللواء عمر سليمان معروفٌ أنه كان اليد اليمنى للرئيس السابق حسني مبارك، كما كان مسئولاً عن ملف القضية الفلسطينية مع الصهاينة. وقد وقف إلى جانب الصهاينة طويلاً، ولهذا فإنهم فرحوا بترشيحه واعتبروه القادر على فرض الأمن – بحسب رؤيتهم – في سيناء، كما أكدوا أنه يحترم معاهدة «كامب ديفيد» أكثر من غيره! والفرح الصهيوني له دلالاته الكثيرة، لأنه يقود إلى فرح آخرين ووقوفهم إلى جانب سليمان سراً وعلانية!

القوى المصرية كلها ترفض ترشح سليمان، لأنه عودةٌ بالثورة إلى نقطة الصفر، لكن هذا الرفض لا يكفي وحده، إذ لابد من توحيد القوى – قدر الإمكان – والاقتراب من مطالب الشارع المصري قولاً وعملاً، والعمل بعيداً عن الرؤى والأحلام، واستخدام الإسلام مطية للوصول إلى الأهداف الانتخابية؛ فلم تعد هذه الوسائل تنطلي على الناس، وأيام الكهنوت ولّت إلى غير رجعة، ومثلها صكوك الغفران!

العرب جميعاً يتطلعون إلى نجاح ثورة مصر، لأنها ستقود إلى تصحيح المسار العربي كله، وأعداء العرب يعرفون هذه الحقيقة، لكن الأهم أن يعرف المصريون أنهم بتماسكهم وصبرهم سينقذون أنفسهم من الهوان الذي عاشوه طويلاً، كما أنهم في الوقت نفسه سيضعون إخوانهم العرب على الطريق الصحيح.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3510 - الإثنين 16 أبريل 2012م الموافق 25 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:22 ص

      لا بد لليل ان ينكشف

      هذا الكلام هو لسان حال كل العرب العارفين بالدور التاريخي المؤثر لمصر وقدرتها على التغيير في الساحة العربيه والدوليه ولهذا السبب تجد هناك من يصطنع العراقيل في طريق عودة مصر الحرة القويه يريدونها مثقله بالاغلال تفكر تحت تأثير المخدر لايفهم لقولها من شيئ وتكون الامور العربيه تحت سيطرت اعداء الامه وهم كثر .

    • زائر 5 | 2:52 ص

      طابت أوقاتك أستاذي الفاضل "محمد"

      اقتباس:
      ((عمر سليمان ما كان ليجرؤ على هذا العمل لو لم يكن هناك من دفعه وطمأنه وقدّم له الكثير)).

      لستُ واثقاً!! و لكنّي أرجّح الذي يُؤي الرئيس التونسي المخلوع حاليّا, و يدعم حسني مبارك (من قبل) و بعد سقوطه.

    • زائر 4 | 2:14 ص

      مصر أولا

      رغم الاصرار المستميت لابعاد مصر العروبه لمكانها الصحيح الا ان احفاد سعد زغلول و أبوخالد جمال عبد الناصر يأبون الا ان تكون مصر هي وطن الام للعرب والمسلمين .

    • زائر 2 | 1:34 ص

      اعدل البوصله يا استاذ

      ناديت ناديت كم من صوت نادى صوت لكن استاذي موراضي تعدل البوصله واكتب عن وضعنا الذاهب للمجهول خلك هنا احسن ترى الحرين تستاهل المزيد من الاهتمام والعطاء ياهرفي نحن نعول عليكم كونكم النخبه المثقفه والاقلام الشريفه لا تاخذكم في الله لومت لائم..انقذوا وطنا الغالي من الخراب نحن والزمن في سباق والومن لايعود للوراء استاذي....ديهي حر

    • زائر 1 | 11:44 م

      عسى الفرج قريب

      كلنا نتطلع لذالك اليوم الذي ترجع فيه مصر ممسكة بدفة السفينه العربيه التائهه حيث القراصنه يتربصون بها من كل جانب طمعا في الاستيلاء على ثراواتها .

اقرأ ايضاً