العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ

الدوسري: 43 % من أطفال البحرين يلتقون أشخاصاً يتعرفون عليهم في «الإنترنت»

المحروس: المراهقون معرضون للاعتداءات الجنسية و«التنمر» عبر «الويب»

المحروس (يمين) والدوسري (يسار) خلال حديثهما في ملتقى «أمن الأطفال على الإنترنت»
المحروس (يمين) والدوسري (يسار) خلال حديثهما في ملتقى «أمن الأطفال على الإنترنت»

المنطقة الدبلوماسية - علي الموسوي 

19 أبريل 2012

أفصح مدير إدارة السلامة الإلكترونية في هيئة تنظيم الاتصالات أحمد الدوسري، عن أن نسبة الأطفال الذين يلتقون بأشخاص غرباء يتعرفون عليهم في شبكة الإنترنت، تصل إلى نحو 43 في المئة، من دون علم أولياء أمورهم، وذلك وفق دراسة أجرتها الهيئة على نحو 2500 طفل في البحرين.

وذكر الدوسري أن معدل استخدام الأطفال للإنترنت يومياً يتراوح ما بين ساعتين وثلاث ساعات، مشيراً إلى أن غالبية الأطفال لا يفصحون عن تجاربهم على الإنترنت للكبار، كما ان غالبية الآباء لا يشاركون أطفالهم نشاطاتهم على الإنترنت، معتبراً أن المضايقة الإلكترونية أو ما تعرف بـ «التنمر» تعد مشكلة حقيقية تواجه الأطفال.

جاء ذلك خلال ملتقى أقيم مساء أمس الأول (الأربعاء)، بفندق الدبلومات تحت عنوان «أمن الأطفال على الإنترنت»، شارك فيه الدوسري ورئيس شبكة المهنيين العرب للوقاية من العنف ضد الأطفال فضيلة المحروس، وذلك ضمن فعاليات أسبوع الإنترنت الخليجي (2012)، الذي افتتحه وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو، صباح أمس الأول، وتمتد فعالياته حتى يوم الأربعاء المقبل (25 أبريل/ نيسان 2012).

وأعلن الدوسري أن هيئة تنظيم الاتصالات ستطلق خلال الأسابيع القليلة المقبلة برنامج «إنترنت آمن»، بخمس لغات (العربية، الإنجليزية، الهندية، الأوردو والبنغالية)، ومن المقرر أن يوزع على جميع المدارس في البحرين، على قرص مدمج (CD)، وهو في مرحلة طباعته حالياً، بحسب ما أعلن الدوسري، مشيراً إلى أن هذا البرنامج يأتي بعد مراجعة وضع السلامة على الإنترنت، التي أجرتها الهيئة في العام (2010). وذكر أن هذا البرنامج سيعطي نوعاً من الحماية لدى الأطفال، وفيه إرشادات وتطبيقات مختلفة.

وكشف الدوسري أنهم أجروا استطلاعاً نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي (2012)، وشارك فيه نحو ألف شخص، تبيّن من خلاله أن 70 في المئة من مستخدمي الإنترنت في البحرين يستخدمونه في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، و69 في المئة منهم يستخدمون الإنترنت لإرسال واستقبال الرسائل الإلكترونية.

وتحدث الدوسري عن المضايقة الإلكترونية «التنمر»، واعتبر أن «المفترس الافتراضي، خطر حقيقي، إذ لدينا عوامل تفاقم المشكلة، وخصوصاً مع وجود أشخاص يبحثون عن الأطفال لافتراسهم عن طريق الإنترنت».

وقال إن: «هناك حقائق عن المفترس الافتراضي، إذ إن هؤلاء المفترسين يقومون بزيارة المواقع والخدمات التي يزورها الأطفال، ويبحثون عن ضحية جديدة بحسب الموقع والاهتمام. كما يقومون باختلاق هويات مزورة على المواقع الاجتماعية نفسها».

وذكر أنه «يمكن لأولياء الأمور التأكد ما إذا كان الطفل على اتصال بمفترس على الإنترنت من خلال ملاحظة أن الطفل يكون كتوماً ولا يتحدث، ويغضب عندما لا يتصل بالانترنت، أو من خلال قيامه بفتح نافذة جديدة على الإنترنت عندما يشعر بدخول شخص بصورة مفاجئة».

وفي حين رأى الدوسري أن هناك «فراغاً في التشريع والقوانين في البحرين»، أشار إلى أنه «عما قريب سيتم تمرير قانون الجرائم الإلكترونية من مجلس الشورى، وبعد متابعتي تبيّن أن آخر اجتماع عُقد لهذا القانون كان يوم الأحد الماضي».

وتطرق الدوسري خلال حديثه في الملتقى إلى «قواعد السلامة على الإنترنت»، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك علاقة قوية مبنية على أساس الثقة بين الطفل ووالديه».

وذكر أن قواعد السلامة هي «ألا تخبر أحداً بمعلوماتك الشخصية، لا تضع معلومات تخص عائلتك أو منزلك على الإنترنت، لا ترفع صورا وتسجيلات خاصة على الإنترنت، لا تحمّل أي برنامج أو غيره قبل استشارة والديك أولاً».

وأضاف «لا تتصادق مع أناس غرباء حتى لو كانوا محبين ومرحين، وعامل اسم المستخدم الخاص وكلمة السر مثل فرشاة أسنانك، هل تحب أن يستخدمها غيرك؟».

وتابع «لا تتفق على لقاء شخص تعرفت عليه لأول مرة على الإنترنت، إلا إذا كان أحد والديك معك في أول لقاء. لا ترد على أسئلة تضايقك، وقم بالتحدث مع شخص كبير في السن إذا واجهتك مشكلة».

وفي سياق آخر، أجاب الدوسري على تساؤل من أحد الحضور في الملتقى عن الجدوى من قرار حجب المواقع الإلكترونية، وخصوصاً في ظل وجود البرامج التي يمكنها فتح المواقع المحجوبة، وبيّن الدوسري في إجابته «فوجئنا بعد تطبيق قرار حجب المواقع الإلكترونية في شهر يناير من العام (2009) أن أكثر الشكاوى كانت عن عدم التمكن للدخول لمواقع القمار، وكانت هذه الشكاوى أكثر من عدم التمكن من الدخول للمواقع السياسية أو الإباحية»، مشيراً في معرض إجابته إلى وجود 14 شركة تقدم خدمات الإنترنت في البحرين.

إلى ذلك، ذكرت رئيس شبكة المهنيين العرب للوقاية من العنف ضد الأطفال فضيلة المحروس، أن هناك فرصاً تخلقها شبكة الإنترنت للأطفال وهي «التعلم الذاتي، الوصول فائق السرعة للمعلومات، توسع الآفاق والنضج المبكر، تسهيل البحث العلمي والدراسة عن بعد، التواصل مع المعلم والهيئة التعليمية، والتواصل المفتوح مع العالم والوعي الصحي والعلمي».

وبيّنت أنه «كما ان للإنترنت مخاطر على الأطفال، تتمثل في مشكلات صحية تتعلق بالوزن والإدمان والتنمر والمخاطر النفسية، وهذه المخاطر الصحية والنفسية تتمثل في إشعاعات المايكروويف، كما انه ثبت إصابة مستخدمي الإنترنت اللاسلكي (wi-fi)، بالصداع وعدم القدرة على التركيز، كما إن هناك قلقا حول الإصابة بالأوراق والخرف المبكر بسبب إدمان الإنترنت».

وفي سياق عرضها، الذي قدمته خلال الملتقى، لفتت المحروس الى أن «2- 18 في المئة من الأطفال والمراهقين في العالم لديهم إدمان الإنترنت، وقد يعبر ذلك عن خلل في التواصل الأسري والاجتماعي، وقد يخفي خلفه اكتئابا أو قلقا، وخصوصاً لدى الإناث، ما يؤدي إلى مشكلة قلة النشاط الحركي والرياضة، وبالتالي يؤدي إلى زيادة الوزن، والإصابة بمشكلات صحية، وآلام الظهر والمفاصل بسبب الجلوس الخاطئ، ونقص فيتامين (د) وتبعاته الصحية، والسهر وتأثيراته الصحية الجسدية والنفسية، وخصوصاً خلال الإجازة الصيفية، إذ يسهر الأطفال طوال الليل وينامون خلال النهار، في حين أن هرمونات النمو تفرز عند النوم».

وأضافت «كما انه لوحظ وجود تدن في الأداء المدرسي لدى الأطفال المدمنين على الإنترنت، ولديهم سلوك عدواني».

وأوضحت أن «مؤشرات إدمان الإنترنت هي، تدني الاهتمام بالنشاطات الأخرى، والشعور بالضيق والقلق عندما لا يستطيع استخدام الإنترنت»، مشيرة إلى أن التصدي لإدمان الإنترنت لدى الأطفال يتم عبر «وضع وقت زمني لاستخدام الإنترنت، والمشاركة في المجموعات الاجتماعية، ووضع الكمبيوتر في مكان عام، على رغم أن هذا من الصعب تحقيقه، وخصوصاً في ظل وجود الهواتف الذكية المزوّدة بخدمة الإنترنت، تشجيع النشاطات الرياضية والاجتماعية، ذلك إلى جانب قضاء وقت نوعي مع الطفل، ومتابعة نشاطه على الإنترنت، وتنمية المهارات الاجتماعية». واعتبر المحروس أن «إدمان الإنترنت جائحة القرن الواحد والعشرين».

وتحدثت رئيس شبكة المهنيين العرب للوقاية من العنف ضد الأطفال، عن «التنمر عن طريق الإنترنت»، وهو ما وصفته بـ «البلطجة الإلكترونية، ويتم ذلك عبر تهديد الآخرين والتسخيف بهم، وإرسال معلومات شخصية عن الطفل، وضع صور الطفل على وجوه حيوانات أو مواقع إباحية».

وقالت إن دراسة أميركية أجريت على أطفال عمرهم 12 عاماً، أثبتت أن نسبة 42 من الأطفال تعرضوا للتنمر على الإنترنت، لافتة إلى أن «هناك حالات انتحار لأطفال، بسبب التنمر».

وأفادت بأن مواجهة التنمر على الإنترنت تتم من خلال «عدم إعطاء المعلومات الشخصية على الإنترنت، وعدم إعطاء كلمة السر الشخصية، وعدم الرد على أية رسالة تهديد، وعندما تأتي رسالة التهديد أن تتم طباعتها، إضافة إلى عدم فتح أي بريد إلكتروني من شخص غير معروف، فضلاً عن عدم فتح أي بريد إلكتروني من شخص معروف بالتنمر، وعدم إرسال معلومات شخصية لا تود معرفتها من قبل أقرانك».

وأشارت المحروس إلى أنها «خلال السنوات العشر الأخيرة، صادفت أطفالا تعرضوا لاعتداءات جنسية عن طريق الإنترنت، وهناك حالات لفتيات مراهقات التقين بشباب خارج البحرين وتعرضن إلى اعتداءات جنسية»، مؤكدة أن الأطفال والمراهقين معرضون للاعتداءات الجنسية عبر الإنترنت.

وبيّنت أن «الاعتداءات الجنسية عبر الإنترنت تتم عبر انتحال شخصية طفل أو مراهق، والحوارات ذات الطابع الجنسي، طلب معلومات شخصية، وطلب صور شخصية قد تكون عارية، وإرسال أو طلب صور للأعضاء التناسلية، الاستثارة أو الممارسة الجنسية عن بعد، ولقاء الطفل والاعتداء الجنسي داخل وخارج المنزل».

وذكرت أن «إحدى قصص الاعتداءات الجنسية في البحرين، طفلة عمرها 12 عاما، تواصلت مع شخص عمره 35 عاماً، وصار هذا الشخص يأتي للفتاة ليلاً، واكتشف الأب هذه المشكلة».

وأكدت أن التصدي للاعتداءات الجنسية عبر الإنترنت، يتم من خلال متابعة ما يقوم به الطفل على الإنترنت، وتوعية الطفل بهذه المخاطر، وإبقاء الثقة عالية مع الطفل، إذ لابد أن يشعر بالثقة عند التحدث مع الوالدين، إلى جانب عدم معاقبة الطفل، بغض النظر عن أي شيء، لأنه طفل وهو ضحية. ولابد من وجود قوانين رادعة».

وفي سياق متصل بالإنترنت، ذكرت أن هناك سلبيات كثيرة لمواقع التواصل الاجتماعي، مبينة أنه «في السابق كانت العائلات البحرينية تجتمع في يوم الجمعة وتناول وجبة الغداء ويتبادلون الأحاديث، إلا أنه ومع انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل أصبحوا يتواجدون بأجسادهم فقط».

العدد 3513 - الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً