العدد 3519 - الأربعاء 25 أبريل 2012م الموافق 04 جمادى الآخرة 1433هـ

الأبواب سدنة الرائحة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

هل كانت تعي تلك الأبواب أنها ستكون مصدراً للوقوف على جرح؟

تلتحم رؤاها قرب مرابعنا وتموت قطرات الصدأ فوق مزلاجاتها...

أبواب بنت على عروشها مواعيد وأحلام، وتناسلت من أقفالها حكايات الصبايا الباحثات عن المحبة...

هناك تحيلك الأبواب للنص،

تستنفذ ما بك من أغنيات وتشرع في تقصي نبض مرتجف عند الرعشة الأولى للكتابة

تؤثث رؤاك بأبجدية ما كنت تعيها قبل استعار الصدأ...

رسم الهواء مواعيد على حديدها فانتثر خشبها محاطاً بالأخضر المدان.

لدق المسامير في أحشائها انتفاضة القلق، وكلما ازدادت ازداد تلونها بالقسوة.

***

تلصص... هم هناك ينتظرون قفلك ومفتاحهم الذي لن يجيء.

تلصص...

فأوان المباغتة يجرك نحو غروب لا يتملق شمسه.

تنحني كلما ازداد خفقان الضوء وتترهب كلما استعار الشفق مزاجك نحو الماء.

تلصص...

أنت في مواربة النهار واشتعال الليل ضيفاً أو زيفاً،

وكلما انتحبت الأعمدة على الأبواب غنّ لها: «ولهان يا محرق».

****

موصدة وتلك الأقفال تنتحب وكل الرؤى تحال زخرفاً،

تنسى أن للمفاتيح سطوة على أسرارها فترزح في حلقاتها دون هروب...

أقفال ومفاتيح وأنت في المهب

تستغرقك الغفلة والصحوة توحي لك بالمغامرة ...

هل أنت الذي كنت هنا ذات شرق؟

تغني الجنون وتسفر أحلامك نحو وطن مثخن بالحب،

الروح فيه أولى الكلمات ألقاً، والقلب فيه آخر الأعضاء تعباً...

هاأنت غرَّبت الخطى ونادمت الروح ألماً...

عندما كانت الأبواب بيننا شاهداً على جميل الوصل،

اعشوشبت الأرواح وغازل نداك كفين ينشدان رائحتك،

أنت الذي أسست الغواية ورحلت...

***

الأبواب شاهد على وطن اغتيل عنوة بيد من لا يريدون له غير الضياع

أبواب ترسم من بقايا الوطن هباء منثوراً لكنها ما تلبث أن تشرّع أبوابها للقادم من الشرق حضناً لا يتوقف عن تقديم ما لا يحق لهم...

وعندما تتعاظم الغربة في الوطن تغلق الأبواب أقفالها على الأحلام ويشتعل صريرها عالياً.

***

الأبواب دليلك نحو المسافات، فكلما ارتفعت قاماتها، كلما كان من الصعب الوصول لما وراء قلبها...

قف عند بابها وردة وتنحَ عن كل الأشواك

ارتدِ أقفاله ميزاناً للحقيقة وانثر من خلفها الخيالات...

***

كانت الأبواب طريق القلب نحو البداية...

فيما هي الآن تحيلنا للمرور بالنهاية...

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3519 - الأربعاء 25 أبريل 2012م الموافق 04 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:19 م

      السفينة والرياح العاتية

      من المواقف المعروفة ..
      قبطان السفينة يأمر بتحريك الدفة درجة لليمين أو للشمال لتوجيه السفينة بناء على البوصلة التي يعلم أنها توصله الى بر الامان. لكن عند ما ضاعت البوصلة بسسب العاصفة.. فالى أين يوجه القبطان السفينة؟؟

    • زائر 4 | 4:34 ص

      أكثر ما أعجبني ..........ز

      الأبواب شاهد على وطن اغتيل عنوة بيد من لا يريدون له غير الضياع

      أبواب ترسم من بقايا الوطن هباء منثوراً لكنها ما تلبث أن تشرّع أبوابها للقادم من الشرق حضناً لا يتوقف عن تقديم ما لا يحق لهم...

      وعندما تتعاظم الغربة في الوطن تغلق الأبواب أقفالها على الأحلام ويشتعل صريرها عالياً

    • زائر 3 | 4:01 ص

      as usuall

      Great poem dear sawsana this is U as we knew U always great and shining
      Keep it up baby

    • زائر 2 | 3:35 ص

      رائعة كعادتك

      رائع رائع ،، لم نقرأ منذ زمن طويل خلجات نفسك ، فقد انغمست في السياسة وحرمتينا من كلماتك الجميلة
      شكرا لك على هذا البوح الجميل الذي أعطانا جرعات من الجمال منذ الصباح الباكر .
      نجبك جدا فواصلي دربك الجميل اختي العزيزة سوسنة


      أم عيسى

اقرأ ايضاً