العدد 3521 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ

خصخصة التحريض

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يقول المفكر والباحث والداعية الإسلامي طارق سويدان «أعلم يقيناً أن عدة دول خليجية وغيرها لديها غرف عمليات إلكترونية للكتابة في (تويتر) وغيره وأحياناً بأسماء نسائية لتمجيد أنظمتها وتشويه الآخرين».

قبل عام تقريباً كان التحريض على المواطنين المطالبين بالحرية والديمقراطية رسمياً وعبر جهات رسمية ووسائل إعلام حكومية بلا استثناء ولا استحياء، عبر برامج ومحاكمات علنية شارك وساهم فيها نواب وإعلاميون، حاكموا فيها مباشرةً مواطنين وأطباء ومعلمين ورياضيين ومثقفين، وغيرهم من أبناء هذا الوطن.

تلك المحاكمات التلفزيونية تطرّق لها تقرير لجنة تقصي الحقائق بشكل واضح وجلي حتى أفرد لها توصية خاصة، وهي التوصية رقم (17) حيث أكد أن اللجنة خلصت إلى أن «معظم المواد المذاعة على التلفزيون احتوت على لغة مهينة وتغطية مثيرة للأحداث، وأن بعضاً منها كان مسيئاً للسمعة، ولكن اللجنة لم تعثر على أدلة حول تغطية إعلامية تنطوي خطاب مفعم بالكراهية. وإن كانت اللجنة قد انتهت إلى حدوث حالات تشويه للسمعة ومضايقات، بل وتحريض في بعض الأحيان من خلال مواقع الشبكات الاجتماعية. وقد استُهدف الصحافيون الموالون والمعارضون للحكومة على حد سواء من خلال هذه المواقع».

الآن وبعد تقرير لجنة تقصي الحقائق وما خلص إليه، لم يكن لدى التأزيميين سوى الهروب من هذا الأمر إلى خصخصة التحريض، ونقل المهمة من الإعلام الرسمي إلى الجهات الخاصة ووسائله المتعددة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الخاصة. والشواهد كثيرة وأصوات النشاز مازالت مستمرة ولكن عبر قنوات إعلامية ليست رسمية بل أهلية.

الشخوص المؤزّمة والمحرّضة ذاتها في مرحلة ما قبل تقرير لجنة تقصي الحقائق مازالت موجودة، وتلعب الدور ذاته ولكن عبر نقلها لمؤسسات وجهات خاصة. والمعلومات المتناقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطراف السابقة ذاتها مازالت تعمل بالمنهجية ذاتها، فهي تحصل على موادها الإعلامية عبر قنوات «مجهولة»، لكنها واضحة المعالم، فبعد وقوع الحدث بلحظات وقبل أن تعلن الجهات الرسمية عنه، تجدهم سردوا القصة كاملة، بكل تفاصيلها، بل في بعض الأحيان يشيرون للمتهمين فيها أيضاً!

تلك المعلومات «السرية»، لا تصدر من شخوص عادية، بل لها ارتباط وثيق بالجهات «المجهولة»! مقاطع مصورة تنشر لا يمكن تصويرها إلا من خلال أجهزة إعلامية محترفة، قادرة على الوصول إلى هذه الزاوية من الحدث.

ربما خير دليل على ذلك التعاون مع ما بثه موقع إلكتروني لحادثة نساء «الستي سنتر» وكيف كان تصوير عملية اعتقال النساء وكيف كان المصور يسير مع رجال الأمن، ومن ثم يبث التسجيل عبر مواقع إلكترونية خاصة.

مقاطع جديدة بثت مؤخراً على الموقع ذاته، أعادت لنا ذاكرة برامج «الدوّيحات»، حيث توضع دوائر على صور من يشارك في المسيرات أو تواجد في دوار «اللؤلؤة»، ها هي تعود من جديد بحلة جديدة عبر مواقع «أهلية»، ولكن بالمنهجية ذاتها، ولكن بتسجيلات ومقاطع مصورة بصورة «محترفة»!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3521 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 3:31 م

      أشكرك أيها الصحفي المبدع

      سلمت الأنامل التي كتبت هذه السطور. نعم كما كتبت وحللت خصخصة التحريض ، ولكن لنا نصيحة للمحرضين: اتركوا التحريض لأن التاريخ لنا يسامحكم.

    • زائر 22 | 6:51 ص

      في الصميم

      أبدعت في التحليل و المقال بشكل عام... بارك الله فيك و يكثر من المخلصين أمثالك لإنتشال البلد من الوضع المزري - إن موعدهم الصبح! أليس الصبح بقريب؟

    • زائر 21 | 6:51 ص

      قال أحدهم

      قال أحدهم وهو يحقق مع أحد موظفي وزارته

      تلك صورتك وهذا خاتمك فلا تنكر بانك ذهبت للدوار


      وأي جريمة تلك ذهابك للدوار ونسي أن جرمه أعظم وأكبر بتحوله الى محقق في وزارة ,,, تاركا مهامه الوظيفية

    • زائر 20 | 6:42 ص

      على قاعدة تلفون العملة

      نعم يخفون صورهم وراء وجوه كالحة باهتة


      ولا يملكون الشجاعة للظهور مباشرة


      استبدلوا السئ بالاسوأ

      وهذا نمط أخذت به الدول الشبيهة

    • زائر 19 | 6:22 ص

      يامنتقم

      اللهم انتقم من كل ظالم املنا في الله سبحانه وتعالى كبير وهذا الامل هو الذى يدفعنا الى الامام

    • زائر 17 | 3:53 ص

      دواويح دواويح !

      دواويحكم بتخلص والشعب ما بخلص لأن الشعب كله في الشارع فزيدوا من دواويحكم يرحمكم الله !

    • زائر 16 | 3:49 ص

      التحريض من جهة معروفه ومعلومه

      هولاء يدفع لهم من خلال التحريض لم ننسى الشيكات المطبوعة التى تم الكشف عنها هذة الجهة مموله بالكالمة ولها مكافات كل مازاد الكذب والدجل على الناس زاده المكافات التي تدفع لهم مع مزايا لم يكونو يحلمون بها قببل هذة الاحداث الان يرقصون على التحريض والفتنة لعن الله من اشعل الفتنة واصحاب الفتن ودافع الى المفتنين

    • زائر 15 | 3:30 ص

      الدويحات

      مقال جميل ومحلل ممتاز لك كل التقدم بعون المولى

    • زائر 14 | 3:27 ص

      شكرا هاني...

      لقد اختزلت مايدور في خلد هذا الشعب الذي لن ينسى مواقفك ومواقف كتاب الوسط وأنوه هنا بالاخت مريم الشروقي وسلمتم جميعا لهذا الوطن.

    • زائر 12 | 1:35 ص

      خصخص بتعاون رسمي النص بالنص

      صحيح نقل بعض التحريض لوسائل خاصة ولكن الأعلام الرسمي أيضا لا زال مستمر في التحريض كلما سمحت الفرصة لدلك ، والخبر الدي اديع عن الأسلحة كان شاهدا على دلك حيث لم يترك المديع وصفا مشين الا وقاله وذهب الى سحب الجنسيات ، المشكلة ان المؤزمين لا زالوا موجودين في تلك الوسائل الرسمية فلن يتغير الوضع الا بتغيير الوجوه فمن كان محرضا أبان الأزمة لن يكون حملا وديعا الآن ، لنصل الى ان الأعلام الأهلي والرسمي متعاون على فئة من المجتمع لأقصائها بأي طريقة فقط أنهم طالبوا بحقوقهم

    • زائر 11 | 1:20 ص

      أساليب عقيمة لم تنفع طوال العام المنصرم ولن تنفع في المستقبل

      محاولات يائسة لكسر عزيمة هذا الشعب لم ولن تفلح وكما يقول المثل اللي بيجرب مجرب عقله مخرّب بل ونقول اكثر من ذلك إذا كان البعض فلت من العقاب في الماضي فهل يضمن ان تطاله يد العدالة في المستقبل؟
      كلا وألف كلا هناك يد العدالة الإلهية وهذه نحن على يقين سوف تأخذ الحق ربما تؤجل بعض العقوبات وربما تؤجلها حسب ما تقتضيه الحكمة ولكن القصد العدالة الانسانية التي سوف تطال من يعبث بأمن البشر إن لم يكن اليوم فغد وتلك سنة الحياة وسنة تداول الايام
      (وتلك الايام نداولها بين الناس)

    • زائر 10 | 1:17 ص

      ياسلام عليك

      انا والله ضد الحكومه في الكثير من مماتفعله ومن من يأيدها بالمطلق. ولكنني في نفس الوقت لاأعتقد انك تختلف عنهم كثيرا وانا هنا لاأتهمك بالضلم ولكني اتهمك بالنظر بعين واحده فقط للامور وكانك تقول وتنظر ان جميع مايسمى بالمعارضه ومن يأيدهم منزيهين عن الخطا. انا برأي المتواضع ان هناك جرائم ارتكبت ولكن يجب ان نتحدث عنها بتصرف.







      انا والله اريدها لا سنيه ولاشيعيه حقيقه

    • زائر 9 | 1:06 ص

      نعم

      لو كان الظلم يستمر من دون نهاية لكفر الناس بعدالة السماء .. و لكن الله يمهل و لا يهمل ..

      شكراً من القلب للإعلامي المميّز و الصادق هاني الفردان .

    • زائر 7 | 12:01 ص

      مقال رائع

      على أنه مختصر الا أنه يفي بالمطلوب

    • زائر 6 | 11:47 م

      الداخلية تصور كل شي

      و تظهر للاعلام ماتريد و تخفي ما تريد.

      الم تشاهد مصور الداخلية و هو يصور من يسرقون و يساعدهم و يرشدهم لكسر كيمرة المراقبة

    • زائر 5 | 11:45 م

      الزائد والناقص لدى برناردشو!

      لم ينتشر عن برنارد شو أنه داعية، لكن من بديهيات برناردشو الكثيرة منها واحدة تقول:
      "كل يبحث عن ما ينقصه".. فلا يبدو أن المطالبين بالحرية ، والديمقراطية لديهم زيادة ويحاولون تصديرها للخارج. لكن السؤال الاهم والاعم هو ما ينقص من لا يعترف بأن المطالبين بالديمقراطية والحرية يعانون من نقص فيتامين د وفيتامين ح؟؟

    • زائر 4 | 11:38 م

      هؤلا لايستحون يا ولد الفردان

      أن القوم أستحوذ على قلوبهم الشيطان فأنساهم ذكر الله فهتكو الحرمات وقتلو وجرحو واعتقلو وعذبو الابرياء وهتكو الحرمات وهدمو المساجد وهتكو الاعراض وحرقو القراءن وشهرو بالرجال والنساء في التلفزيون والانترنت دون حياء.

      مادمنا على الحق .. فلا نبالي

    • زائر 3 | 11:37 م

      في الصميم

      مقال ممتاز يشخص الحالة تشخيصا دقيقا فلك الشكر ايها الكاتب القدير ، لطالما أعجبتني كتاباتك واتمنى أن تستمر فيها.



      أحسن كلمة في المقال أعجبتني وأضحكتني كثيرا في نفس الوقت هي كلمة (الدويحات)لأنها ذكرتني بالدويحات في شهادة المدرسة أيام زمان



      الله ينجينا من شر (الدويحات) خاصة اللي على الصور



      تسلم يا أخي هاني يا كاتبنا القدير

    • زائر 2 | 11:36 م

      مواد اعلامية حكومية

      اقتطافا من المقال:حيث توضع دوائر على صور من يشارك في المسيرات أو تواجد في دوار «اللؤلؤة»، ها هي تعود من جديد بحلة جديدة عبر مواقع «أهلية»، ولكن بالمنهجية ذاتها، ولكن بتسجيلات ومقاطع مصورة بصورة «محترفة»!
      التعليق:وهكذا في نظرهم تبعد الشبهة عن أية مصادر حكومية أو استخباراتية وحتى لو معلومة المصدر مثلما حدث العام الماضي فالفاعلين لم يتخذ ضدهم أي إجراء.
      نحن كمواطنين نعلم ذلك جيدا ونعلم أنه عار على الفاعلين عبر الذين يسربون المواد الاعلامية جاهزة أو مفبركة

اقرأ ايضاً