العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ

غالبية البحرينيين يؤيدون التعايش

مبادرة «وطن يجمعنا» تعلن من المحرق:

أكد القائمون على مبادرة «وطن يجمعنا» أن «غالبية البحرينيين يؤيدون التعايش فيما بينهم، ويرفضون دعوات الاحتراب الطائفي والمذهبي».

وشددوا في لقاء عقد في مجلس الدوي السبت (28 أبريل/ نيسان 2012) مع أهالي المحرق أنهم «يسعون من خلال مبادرتهم إلى توطيد وحدة وطنية جامعة لكل مكونات هذا المجتمع، ونبذ الفرقة والشقاق والتمييز والإقصاء».

وأوضحت منسقة المبادرة هدى المحمود أن «مبادرة مؤسسات المجتمع المدني تعنى بالشأن الاجتماعي والاقتصادي، حيث تهدف إلى الوحدة الوطنية تحت شعار «البحرين وطن يجمعنا» من خلال تحقيق المبادئ المتمثلة في ترسيخ مفهوم الانتماء والمواطنة، وإشاعة روح الأخوة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، وتعزيز روح التعايش السلمي وثقافة وقيم التسامح بين مكونات المجتمع، توجيه طاقات مؤسسات المجتمع المدني نحو ممارسة دورها الوطني في دعم الوحدة».

وأضافت «في ظل الظروف الخطيرة والتي من أهمها الاحتقان الطائفي الذي بدأ يتناول القناعات الفردية، ويهدد روابط ووحدة نسيجه المجتمعي، الذي تميزت به البحرين وحرصت على تعزيزه أجيالها المتعاقبة على امتداد التاريخ الحديث فإن الجمعيات المدنية وانطلاقاً من الإحساس بالمسئولية الوطنية، أطلقت هذه المبادرات للإسهام بكل إمكاناتها وطاقاتها في توطيد وحدة وطنية جامعة لكل مكونات هذا المجتمع».

ولفتت إلى أن «المبادرة تهدف إلى استقطاب المزيد من مؤسسات المجتمع المدني لما تشكله من منظمات أهلية مؤهلة أكثر من غيرها، بحكم تركيبتها وأهدافها، لأنها تؤسس تياراً واسعاً وذا صدقية وقدرة على التصدي لكل محاولات زعزعة السلم الاجتماعي»، مبينة أن «جميع المبادرات التي أطلقت سابقاً كانت تطلق من قبِل مواطنين لا يمثلون إلا أنفسهم ويشعرون بحس المسئولية اتجاه الوطن».

وذكرت أن «خيار العنف هو الخيار الذي لا يوجد فيه عقل ولا تفكير، وأية جمعية أو مؤسسة مجتمع مدني تتقاعس عن القيام بواجباتها ولا تؤدي أي دور ولو كان صغيراً، ولا تتكاتف مع مؤسسات المجتمع المدني فإن التاريخ لن يرحم هؤلاء، لأنه لا يمكن أن تنظر أية جهة إلى مجتمع ينقسم وهي تتفرج وتقول يدي قاصرة عن تقديم أي عون».

وواصلت «نحن من عدة أشهر بدأنا في هذه المبادرة وهناك استجابة بطيئة، نحن لا نريد أن نحاضر في الناس، نريد أن نتحاور معهم، ونقول لهم إن بلدنا مثل أي بلد آخر، لديهم مطالب واحتياجات وقد يختلفون في كيفية تحقيقها، ولكن لا يجب أن يتواجهوا، وينسوا ماذا يريدون في الأصل». وأشارت إلى أن «برامجنا في الأساس تعتمد على اللقاءات والحوارات، لأن أية مشكلة في العالم لا يمكن أن تحل بالصراخ والانفعالات، وعدم معالجتها بعقلانية يؤدي إلى تفاقمها».

وذكرت أن «البعض يقول إن حراكنا لن يؤثر في قناعات البحرينيين، لكنني أعتقد أنه سيؤثر، نحن لسنا مثالاً متفرداً، نحن سلسلة متصلة في حلقة، الصراعات التي حدثت في العالم وقعت فيها ضحايا كثيرة، لكنها في النهاية جلست القوى المختلفة مع بعضها البعض».

وبينت أن «كل طرف يتهم الأخر من دون مبرر، نحن بلد مر عليه 120 عاماً من التعليم، فهل ننسى تاريخنا المشرف ونتحول إلى سبابين ولعانين».

وأكدت أن «لقاءاتنا ستستمر، بدأنا في البلاد القديم، وشددنا على أن يقام اللقاء الثاني في المحرق، بعدها قد يكون اللقاء الثالث في سترة أو عالي، نحن نريد أن نتواصل مع المواطنين لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع غير الطبيعي إلى ما لا نهاية».

من جهته قال المحامي محمد فتيل: «هذا هو اللقاء الثاني من مبادرات مؤسسات المجتمع المدني الذي نعقده مع المواطنين، بعد أن بات من الواضح أن هناك أصوات ارتفعت وبرزت ومازالت، من أجل النيل من لحمة هذا الشعب، تحت شعارات طائفية، وهؤلاء ليسوا أطفالاً بل هم كبار ولهم مواقعهم المؤثرة في البلد».

وأضاف أن «الفعل الذي يقوم به هؤلاء هو فعل خطير ومجرم في كل القوانين التي تدعو إلى نبذ التمييز، وقد باتت الحاجة ملحة لتجريم هذه الأمور». وتابع «نحن نستغرب موقف مجلس النواب برفضه تمييز التجريم، لأن هذا القانون كان سيصبح بمثابة صمام أمام لكل من تسول له نفسه النيل من وحدة هذا الشعب».

وأكمل «نحن ندعو إلى التصدي إلى ذلك وسن تشريع يجرم التمييز ويقدم هؤلاء إلى العدالة، لان ما يقوم به هؤلاء مجرم».

وفي كلمتها أبدت عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، عضو مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال ممثلة عن الملتقى الاجتماعي الوطني أفنان الزياني فخرها بالهوية البحرينية النابعة من تنوع وفسيفسائية هذا الشعب الممتدة منذ قرون.

وقالت: «لا يمكن أن تكون هناك علاقة مترابطة بين الشعب متواصلة من قرون وتتلف في عام واحد، فلا يمكن أن تكون هويتنا كاملة».

وأضافت «اليوم ظهرت أصوات نشاز لا تتفق مع الهوية البحرينية، ليس لأنها الأكثرية بل لأن صوتها عالٍ ومنظم، نحن الأغلبية الذين نريد أن نتواصل، فعلى رغم أننا الأغلبية لكن صوتنا غير ظاهر، غالبية البحرينيين يريدون أن يتعايشوا».

وشددت الزياني على أن «النبتة والبذرة الطيبة موجودة، لكن بأقل شرارة يحدث استقطاب للجهات المتشددة، ونحن علينا أن نكون صوت العقل والحكمة».

وواصلت «نحن جمعية سيدات الأعمال فخورون أننا خلال الأحداث بقينا يداً واحدة، وحاولنا أن نوجد حلولاً لما يجري وكثفنا اجتماعاتنا، وأنا افتخر أنني ما فقدت ولا صديقة».

وأردفت «ومن جهة أخرى فأنا أمثل الملتقى الاجتماعي الوطني وهو يتكون من أفراد وليس مؤسسات، وكنا نجتمع في مجلس عبدالله فخرو كل سبت، وقد قمنا بفعالية مشي في دوحة عراد، وسنقوم بالفعالية ذاتها في ممشى الاستقلال، وفعالية غداء للأسر المختلطة». وتابعت «كما أن جمعية سيدات الأعمال تسعى لتنظيم حملة تبرع بالدم تحت شعار «دمنا واحد» ونتمنى أن تكون تتويجاً لجهودنا في التعايش والتقارب، حيث قدمنا رسالة إلى وزير الصحة وهو وعدنا أن تقام هذه الفعالية في عدة مراكز صحية».

وأشارت إلى أن «الكل خاسر في هذه الأزمة، وعلينا أن نعمل بجد لكي لا يتهدد الأمن الاجتماعي، تصوروا معي لو وضعنا يدنا في يد بعضنا البعض ما الذي يمكن أن نحصده».

وأكدت «نحن فخورون أننا بحرينيون، هناك تجارب جميلة موجودة، نحن نريد الإصلاح ولا نريد الفساد، لكن لا يجب أن ننظر إلى الجزء الخالي من الكأس، بل إلى الجزء الملآن فيه». وختمت بقولها: «الكلمة مسئولية والفتنة جريمة، لأن كلمة واحدة يمكن أن تفجر فتنة، وكلمة واحدة ممكن أن توحد الناس، لكن الأهم هو أن نحتكم إلى القانون ونطبقه وفق الأسس العالمية لحقوق الإنسان».

وفي مداخلات الحاضرين قال عبدعلي الغسرة: «من الجيد أن تخرج المبادرات أهلية ويبدو أن هناك العديد منها ولديها الروح الوطنية نفسها والرغبة في العمل نفسها، لكن كثرة المبادرات تشتت الجهود، نتمنى أن تلتئم هذه المبادرات في تجمع واحد، بدلاً من التشتت».

وأضاف «لدينا رجاء من جميع التجمعات الوطنية أن تجتمع وتقوم بفتح مكاتب لها، كما أن التربية الوطنية يجب أن تبدأ من الأسر، نحتاج إلى تربية وطنية وليس تربية طائفية، لأن الظروف التاريخية هي التي صنعت الطائفية، فهذه الأحداث جعلت البحرين مجتمعاً متنافراً، نحن نحاول حل الأمور».

ومن جهتها أبدت رئيس اللجنة المركزية بجمعية العمل الوطني الديمقراطي منيرة فخرو ترحيبها بالمبادرة ذاكرة أنها «لاتزال في أولها ونتمنى أن تكبر».

وقالت في مداخلتها: «الربيع العربي لم يبقَ في الوطن العربي، اليوم شعب ماليزيا يتظاهرون ضد الفساد وطلب الإصلاح».

وقطعت فخرو بأن «ما حدث في البحرين كانت حركة إصلاحية، ولكن كيف تحولت إلى مواجهة بين السنة والشيعة، نعتقد أن من حولها لذلك كان بعض القوى من النظام».

وذكرت أنه «في العام 1956 كان هناك عداء طائفي، غير أن قيادات السنة والشيعة تفاهمت مع بعضها البعض، وكانوا جميعاً يداً واحدة ، حيث تشكلت القيادات من التجار، ولكن تم القضاء على الحركة الوطنية حينها».

وأوضحت أن «حركة العام 1965 قام بها العمال والطلبة لأن كل حركة تقوم بها فئة معينة، وفي التسعينيات رأينا كيف كانت الأحداث، وجاء الملك بإصلاحات في العام 2001، وصبرنا مدة 10 سنوات، ولكن الشرارة انطلقت مع بداية الربيع العربي، وأؤكد نحن جزء من الريع العربي».

وأشارت إلى أن «الإعلام ساهم في الفرقة، وأنتم تتذكرون برنامج الراصد، نحن نشجب العنف واستهداف الآمنين، ولكن نشجب أيضاً الاستخدام المفرط لمسيلات الدموع والإعلام المغرض».

وختمت فخرو بقولها: «هناك نظام قوي يحكم من عشرات السنوات ونحن نقول لهم كفوا عن هذا الإعلام، ونحن نشجع الأشخاص المعتدلين في النظام، لأننا نرى أن السلطة ليست طرفاً واحداً بل أطراف متعددة».

العدد 3523 - الأحد 29 أبريل 2012م الموافق 08 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:06 ص

      وطن يجمعنا!!

      نعم يجمع البحرينييين فقط ومب كل من هب ودب قال أنا بهريني يبي يتجمع معانا، نحن ننبذ الطائفية وكنا وسنكون أخوان سنة وشيعة في هذا البلد الطيب، ومشكلتنا هي مع الدخلاء

    • زائر 3 | 4:15 ص

      وطن يجمعنا

      كيف نفرح بوطن يجمعنا و إخواننا و آبائنا و أهالينا و أقربائنا في السجون او مفصولين عن العمل او ينتظرون المحاكم و ... فقط لانهم يريدون التغيير الى الافضل

اقرأ ايضاً