العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ

الإعلام العربي: تراجع للصحافة المطبوعة والإنفاق الإعلاني وصعود للإعلام الجديد

أظهر تقرير «نظرة على الإعلام العربي 2011-2015» الذي أصدره نادي دبي للصحافة تراجعاً حاداً في الإنفاق الإعلاني في خضم الربيع العربي وانحساراً متزايداً للصحافة المطبوعة مقابل صعود واضح للإعلام الرقمي.

كما أظهر التقرير أن البرامج المستوردة لاسيما المسلسلات التركية والبرامج الترفيهية المعربة مازالت تسيطر بشكل كبير على محتوى قطاع التلفزيون، بينما تشهد جماهير دول الربيع العربي، خصوصاً مصر وتونس، إقبالاً متزايداً على استهلاك الإنتاج التلفزيوني السياسي المحلي الصرف.

وذكر التقرير الذي أعده النادي مع شركة «ديلويت» العالمية للاستشارات والتدقيق، أن «صناعة الإعلام قد تأثرت بشكل حاد بتراجع ثقة المعلنين ... ولقد تراجع الإنفاق على الإعلان عبر المنطقة العربية بمعدل 12في المئة في 2011»، وذلك في خضم أحداث الربيع العربي.

وذكر التقرير الذي يشمل 19 بلداً عربياً وإنما يركز خصوصاً على مصر والسعودية والإمارات والمغرب، أن تراجع الإنفاق الإعلاني الذي يعد عصب القطاع الإعلامي بلغ نسبة 30 في المئة في مصر و45 في المئة في البحرين و45 في المئة في ليبيا، بينما سجل العراق في المقابل نسبة نمو استثنائية في الإنفاق الإعلاني بلغت 85 في المئة.

إلا أن التقرير توقع أن ينعكس التوجه ويعود الإنفاق للنمو بنسبة وسطية تبلغ 5,9 في المئة سنوياً حتى العام 2015، وذلك بدفع خصوصاً من الانتعاش المتوقع للسوق المصرية ونمو قطاع الإعلان في المنصات الرقمية.

وبحسب التقرير، سيصل حجم الإنفاق الإعلاني في العالم العربي إلى 5,95 مليارات دولار في 2015.

وقال محرر التقرير والمدير في «ديلويت» إيمانويل دورد لوكالة «فرانس برس» «إن تراجع الإنفاق محدد في الزمان ومرتبط بأحداث الربيع العربي».

وفي كل الأحوال، فإن الإنفاق على الإعلان في المنطقة العربية يبقى أقل شأناً بأشواط من الإنفاق في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.

وبلغت حصة الفرد من الإنفاق الإعلاني العام 2011 في الولايات المتحدة 466 دولاراً، وفي أوروبا الغربية 262 دولاراً، بينما حصة الفرد في المنطقة العربية لم تتجاوز 15,9 دولار.

وبلغت نسبة الإنفاق الإعلاني في العالم العربي 0,23 في المئة من إجمالي الناتج المحلي مقارنة بـ 0,97 في المئة في الولايات المتحدة.

ورأى التقرير أن الصحافة المطبوعة «تواجه منعطفاً خطراً» إذ «سجلت معدلات تداول الصحف أدنى مستوياتها في 2011». إلا أن التقرير يرى بأن وتيرة تراجع قطاع الصحافة المطبوعة أقل مما هي في الدول الأخرى، خصوصاً في الولايات المتحدة.

وقال التقرير «لقد شهدنا تراجعاً متواصلاً وطردياً في حصة الصحافة المطبوعة من إجمالي الإنفاق في الإعلان منذ العام 2007 ونتوقع استمرار هذا الاتجاه».

وتراجعت حصة الصحافة المطبوعة من الإنفاق الإعلاني من 46 في المئة في 2009 إلى 42 في المئة في 2011، فيما أظهرت المجلات، خصوصاً النسائية، قدرة أكبر على التكيف والاستمرار. إلا أن عدداً من المطبوعات نجحت في التحول إلى الرقمي في ما يعرف بظاهرة «الهجرة الإلكترونية».

وبالنسبة للإعلام الجديد، وهو إعلام التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، قال إيمانويل دورو إن حجم الإنفاق الإعلاني في هذا القطاع لايزال بمعدل 4 في المئة فقط في العالم العربي مقارنة بـ 35 في المئة في بريطانيا.

وقال «المنطقة ما زالت متأخرة جداً في هذا المجال مقارنة بدول أخرى متطورة أو أقل تطوراً». وأضاف «4 في المئة هو معدل ضعيف إلا أن هذا لا يعني أن المنطقة متأخرة عن غيرها من ناحية تبني الإعلام الجديد»، مذكراً بأن الإنترنت كان له تأثير كبير في تغذية التغيرات التي تشهدها دول عربية.

وأشار إلى وجود «تقارب متزايد في الوقت الذي يمضيه الإنسان العربي أمام التلفزيون وأمام الإنترنت». وذكر لـ «فرانس برس» إن المعادلة قد تكون ثلاث ساعات للتلفزيون مقارنة بساعتين تقريباً للإنترنت، مع العلم أن الشباب في المنطقة يشكلون نصف السكان ويميلون إلى شراء الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.

وتوقع التقرير أن يتعاظم الإنفاق في المنصات الرقمية بنسبة 35 في المئة سنوياً حتى 2015 ليشكل العام 2015 حوالى 10 في المئة من إجمالي الإنفاق.

وفي العموم، أظهر التقرير أن القنوات الفضائية المجانية لا تزال تهيمن على قطاع التلفزيون، وعددها حوالى 540 قناة، إلا أن المجموعات الأساسية مثل «إم بي سي» و «روتانا» تسيطر بشكل كبير على المشهد.

وبلغ عائد الإعلان في التلفزيون العام 2011 حوالى 1,9 مليار دولار، وتوقع التقرير أن يصل إلى 2,4 مليار دولار في 2015.

وبالنسبة للمحتوى، قال دورد إن «هناك الكثير من الاستيراد في التلفزيون، إن كان المسلسلات التركية أو البرامج الترفيهية المعربة»، فيما تشهد السينما والموسيقى تعزيزاً لحصة الإنتاج المحلي والعربي الإقليمي.

وفي كل الأحوال، وعلى الرغم من المؤشرات السلبية الناتجة عن تداعيات الربيع العربي، رأى التقرير أن التأثير الأكثر استدامة لهذه الأحداث سيكون تقدم حرية التعبير الذي يخدم قطاع الإعلام.

العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً