العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ

شعب لا يقبَل بالصدام الاجتماعي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

صرّحَ ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة يوم الأربعاء (29 أبريل/ نيسان 2012)، أنّ شعب البحرين لا يَقبَل بالصدام الاجتماعي بين الأسرة الواحدة التي تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ونحن نؤيّد هذا التصريح، بل ونحاول في كل يوم تنوير الشارع البحريني بأهمّية عدم الانخراط في الصدام الاجتماعي، وعدم الالتفاف نحو المؤجّجين، ممّن يتمصلحون من الموقف الحزين لحبيبتنا البحرين.

للأسف الشديد، هناك فئة متشرذمة من أطياف المجتمع، ممّن تحاول الاندساس بين الصفوف، لتزيد الاشتعال الموجود بين أطياف المجتمع، وتقوم هذه الفئة المتمصلحة بزيادة التأجيج وزرع الكراهية بين الناس.

وتجدهم في كل مكان، واحداً أو اثنين على الأقل، يتكلّمون عن الطأفنة وكراهية الآخر، متجاهلين أهمّية عدم الصدام الاجتماعي بين الجماعات، وهناك آذانٌ صاغية لهؤلاء المتشرذمين، تعجّبنا من انخراطهم في زرع الصدام.

ولكن مهما حاول المتمصلحون بمعيّة مؤيديهم، فإنّ الحق لابد أن يُحق، فالمجتمع لا يستطيع العيش منقسماً، وحتى يحدث الامتزاج لابد لنا من قبول أحدنا بالآخر، فلا فضلَ للون أو طائفة أو مستوى على أحد، لأنّ الجميع متساوٍ في الحقوق والواجبات. الأمر الآخر الذي يجب وضعه في الحسبان أنّه من اللازم علينا تحمّل مسئولية أخطائنا، سواءً من جانب الحكومة أو من جانب المعارضة، فالأخطاء وردت، والكوارث حصلت، ولا نستطيع تغييرها، ولكنّنا نؤمن بحل هذه المصيبة عن طريق الاعتراف بها، وتحمّل المسئولية عنها، وإيجاد الحلول الاجتماعية أو السياسية الحقيقية الصحيحة من أجل إنجاح الشراكة المجتمعية ومبدأ المسئولية الاجتماعية، وكذلك من أجل عدم وصولنا إلى ذلك الباب المسدود الذي يخشاه المحلّلون في كلّ مرّة يتكلّمون فيها عن البحرين.

لنقرأ التاريخ، ولنعلم بأن من صالحنا عدم خلق الصدام الاجتماعي، فالصدام السياسي مازال في الساحة، وإذا ما عُزّزَ بالصدام الاجتماعي، فإنّه سيزيد الفوضى الموجودة حالياً، ولن نخرج منها بسلام، والأمر متوقّف على الشارع السني والشيعي وعلى الحكومة، فالوعي الكامل بخطورة هذه الأسلحة التي لا تُرى بالعين المجرّدة، يجعلنا نقلّل من فتكها بالبحرين.

لا ننكر وجود التقسيم، ولا نقبل به قلباً ولا قالباً، ومهما كانت مذاهبنا وأطيافنا وانتماءاتنا، فإنّ البحرين لابد أن توحّدنا، فهي بلد الجميع، وهذا كلام لم يأتِ من فراغ، والدليل ما رأيناه من حال مأساوي، وما نشاهده لدى البعض من الإصرار على التحدّث عن الطائفية وعن سياسة «نحن» و «هم».

لا أحد يريد لبلده ولا يتمنّى له التقسيم والتشتيت والتأجيج الطائفي، بل الجميع يهتف للوطن، سواءً المعارض أو الموالي، ونجد اليوم الكثير من الأحرار البحرينيين ممّن يحاولون التصدّي لظاهرة الصدام الاجتماعي، وهم مشكورون على ما يقومون به من جهد عظيم.

يكفينا أنّ واحداً منّا يقول لا نقبل بالصدام الاجتماعي، وآخر لا يقبل بالصدام السياسي، ومن بعدهما سنجد الكثير يفكّر ويردّد لا للصدام، ونعم للوحدة، ونعم لبحرين المستقبل، التي ستنهض من جديد، وسترينا وجهها الآخر المشرق مرّة أخرى.

اللهم احفظ وطننا، اللهم لا تسلّط المتمصلحين علينا، اللهم لا تجعلنا جماعات متفرقة، ووحّدنا ولا تفرّقنا... إنك أنتَ أرحم الراحمين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3524 - الإثنين 30 أبريل 2012م الموافق 09 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 3:59 م

      أخي في الله زائر 12

      هل سمعتَ أو رأيت أن شيعياً في البحرين سب الصحابة رضي الله عنهم؟ إذا كان الجواب نعم فأرجو إفادتنا. ثم أن صحابة رسزل الله قدرهم محفوظ، و لن شتم سفيه-إن وُجد- عليهم و على مقامهم. و نحن نعيش اليوم، و نعيش هذه الأزمة التي ألمّت ببلادنا، نسمع و نشاهد بالصوت والصورة إخوةً لنا في الدين والوطن-و معظمهم مشايخ للأسف الشديد- يصفوننا بأقبح الأوصاف و أبشع التسميات. أما المخربين(حسب وصفك)، فإنهم يترفعون عن معاملة إخوانهم بالمثل، أو سب مذهبهم كما يفعل شيوخ الفرقة والفتنة. أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا و يهدينا

    • زائر 14 | 8:50 ص

      الى زائر

      يا اخي او أخنى ممكن بس تعدينه فيديو واحد او دليل واحد انه احد سب ولا شتم طائفه او احد اصحاب الرسول عليه السلام بسكك سداجه

    • زائر 12 | 6:47 ص

      الاخت مريم مع التحية

      اذا كنت تتكلمين عن المتمصلحين واصحاب الفتن فلا بد ان تكوني منصفه وتتكلمين عن المخربين وسبابة اصحاب رسول الله وامهات المؤمنين اليس هؤلاء مسيئين والا هذا خط احمر في هذه الجريدة.

    • زائر 11 | 5:13 ص

      الكاتبه الفاضله مريم الشروقي

      سيدتي الكريمه من قال هناك تصادم من هذا القبيل؟؟؟من قال هناك بعض التجمع حدث سابقا في دوار البا وكانو يضربون الماره على الهويه؟؟؟من قال هناك تكسير لمحلات جواد؟؟؟من قال هناك اعتداء على الناس مثل داركليب وبوري وغيرها من المناطق؟؟؟انا انسان بسيط وهناك شيء يحيرني جدا وهو محلات جواد تعرضت للسرقه والتكسير بوجود قوات الامن ومن معهم والفيديو واضح.بعدها نسمه انه اسيوي وايضا حكم بسيط..هل الفيديو مفبرك؟؟بدانا نشك بانفسنا باننا مفبركين..هناك رصاص يضرب على بعض المحلات وهجوم على صرافه بلاسلحه..هل هذه تكساس؟؟؟؟

    • زائر 10 | 4:29 ص

      المتمصلحون لايريدون السلام لهذا الوطن

      يا اابنتي المتمصلحون يريدون الانشقاق فبعد ما غنموا ا لغنائم على جراحات اخوانهم واهاتهم ودماء شهدائهم وكيف تريدين ان يتحدوا وهذا التميز قائم انظرى يعينك واحكمي من هو المتميز في كل شيء ومن هو المغضوب عليه يحاربونه في رزقه ولو ان الرازق هو الله ابعد ذلك تميز وجهي كلامك لشيوخ الدين الذين يقذفون الطائفة الكريمة التى تابى الذل باقبح النعوت في خطبهم المقيتة التي تفوح منها الطائفية وبس بعد ما اقدر اعدد اكثر قلوبنا ذابت

    • زائر 9 | 4:00 ص

      رغم الكيد ورغم الفتنة الشيعة اخوان السنة

      نعم شعب البحرين بطبيعته شعب طيب لا يقبل بالصدام فهو شعب عرف رشده شعب واع ومتحضر

    • زائر 8 | 3:56 ص

      خاصة الأ علام الرسمي

      حينما يظهر الأم مع ولدها شافهما الله مما اصيبوا به ، ويترك أم علي بداح الطفل الذي قتل في سترة تأن ليل نهار على فقد ولدها غدرا ولا أحد يلتفت لها ، وتعظيم حرق تاير من فتى واظهاره على انه ترويع ، بينما امهات شهداء وآباء لمعذبين واستهداف قرى يغيب عن الأعلام لأنه يطال فئة معينة هذا ما يزيد من الأحتقان بينما يعطى المتشرذمين الفرصة لبث كراهيتهم علنا ، لعل تصريع ولي العهد يدق ناقوس الخطر من تلك الأفعال وبث الكراهية ، كما نريد من الأجهزة الرسمية التقاط تلك التصريحات والبناء عليها لا ان تتجاهلها .

    • زائر 7 | 3:49 ص

      هناك اخطاء عمرها 40 سنة

      اختي الغزيزه الشريفة اللهم كثر من امثالك للبحرين واهل البحرين لا يحبون التصادم ونحن مع سمو الامير سلمان بن حمد ال خليفة وهو شخص محب للبحرين ولكن من يامر بتكسير المحلات التجارية و لصالح من ؟ من يوقف ويحرض الناس اليس احدهم نائب في البرلمان عندما يقول لا احد منكم يذهب في تعزية الاخوان الشيعة ولا احد يسلم عليهم ؟ تصوري اليوم اذا احد من الاخوان السنة يدخل الى مكان على سبيل المثال دكان وبة شيعة لا يسلم لهذا الحد وصلنا يا اختي .. لماذا البرلمان لم يقر قانون التميز ولا الحدث على الكراهية .. الهم احفظنا

    • زائر 6 | 2:59 ص

      المتمصلحون هم الدخلاء والغرباء

      المتمصلحون بالدرجة الاولى هم الدخلاء والغرباء حديثي العهد بالبحرين الذين لا يعرفون سوى مصالحهم

      المتمثلة في الدرهم والدينار وهم اجسام غريبة لا يقبلها الجسم البحريني

      تراهم يتغنون بما لا يقبله ويرضاه المواطن الصالح

      وبين حين واخر تستضيف احدى المحطات التلفزيونية الحاضنة لهذا الاتجاه أحدهم كي يبث سمومه الطائفية ونفسه الطائفي المفرق بين أبناء البحرين المخلصين لوطنهم لا لشئ سوى انه من الدخلاء الغرباء الذين يريدون الفتنة

    • زائر 5 | 1:55 ص

      المواطنون الأصليون

      اختي العزيزة كلامك صح والشعب ما يقبل بالتصادم والأزمة اثبتت ذلك ولكن هناك متمصلحين يعيشون فوق الجراح بس البحريني الاصلي من جميع الطوائف يعرف معني المواطنة وغيرته على وطنه لا يقبل بالظلم

    • زائر 4 | 1:10 ص

      الكلام الانشائي لا يبني المهدوم.. فطالما هناك فصل لهذا وتقريب لذاك وتوظيف لهذا وإبعاد لذاك وتكريم لهذا وصفع لذاك وتودد لهذا وشتم لذاك.. فلن يلتئم الجرح ولو كتبنا بمداد البحر أقلاما..

      فالمجتمع لا يستطيع العيش منقسماً، وحتى يحدث الامتزاج لابد لنا من قبول أحدنا بالآخر، فلا فضلَ للون أو طائفة أو مستوى على أحد، لأنّ الجميع متساوٍ في الحقوق والواجبات.

    • زائر 3 | 1:09 ص

      يادانه الحد توامان ملتصقان لايعيشان الا معا سنه وشيعه

      مهما حاول المتمصلحون بمعيّة مؤيديهم، فإنّ الحق لابد أن يُحق، فالمجتمع لا يستطيع العيش منقسماً، ولا يشتهى ان يعيش منقسما ولا يهوى ان يعيش منقسما بل لا يقوى ان يعيش منقسما نعيد ونكرر ايها الغرباء يابناء اوال بلتبني كفوا ايديكم والسنتكم واتركوا ابناء اوال الاصليين يتصافون في حضن امهم اوال مهما شطرتم وقسمتم وحرضتم فل تنالوا من هذا الشعب اخذتم ما اخذتم من خيراته وجزائه منكم التشطير ولكن لن تبلغو ا ولم تبلغوا مرادكم هذا شعب اوال العظيم الذي جمعه في احلك الظروف التمر والجريش عاش شعبك يا اوال.ديهي حر

    • زائر 2 | 1:04 ص

      ونحن نؤيد تصريح سموه ونشد على يديه، ولكن هناك كم لا يطبق هذا ويمارس بالتمييز في العمل والأعلام وغيرها مما يشق الأسرة الواحدة..

      صرّحَ ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة يوم الأربعاء (29 أبريل/ نيسان 2012)، أنّ شعب البحرين لا يَقبَل بالصدام الاجتماعي بين الأسرة الواحدة التي تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار..

    • زائر 1 | 12:47 ص

      اخوان سنة وشيعة....

      الأخت مريم كلامك مصداقا لقول الرسول(ص) في حجة الوداع: ولاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض...وهانحن نرى المتمصلحين لايريدون لهذا البلد التعافي والخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر, فمصائب قوم عند قوم فوائد, اللهم احفظ هذا الوطن وطن الجميع بشيعته وسنته ودام قلمك المخلص الشريف.

اقرأ ايضاً