إدارة النادي الأهلي، ينطبق عليها المثل القائل هذا الموسم « لا طالت الشمس ولا وصلت القمر» لأنها زجَّت نفسها في مغامرة غير محسوبة، من أجل المنافسة على لعبة جماعية، لا وزن لها على صعيد بطولات النادي الأهلي . كلفت خزينته أموالاً طائلة، كان من الأجدر أن تُصرَفَ على ألعابٍ رياضية، تعتلي منصات التتويج، وتُحقق له أفضل النتائج، التي ترفع أسهمه واسمه، وتفرح جماهيره العريضة المتعطشه إلى إنجازات الأهلي الغابرة حينما كان يفوز بـ 22 بطولة رياضية في موسم واحد !

ففريق كرة القدم بالنادي الأهلي أصبح يصارع على الهبوط في ظاهرة لم تحدث إلا قبل 32 عاماً ( موسم 80 / 81 ) حينما لعب مباراة فاصلة مع الوحدة وفاز فيها 2/1.

هذا الفريق بسبب عدم وفرة الأموال هذا الموسم، فرَّط في بعض لاعبيه الذين سال لعابُهم للعروض المغرية التي أصبحت تسمَّى اليوم بـ « عالم الاحتراف « فلم يعد حبُّ النادي ذا قيمة، ولا الولاء للفانيلة يفيد. كما لم يحالفه الحظ مع محترفيه الذين تعاقد معهم على رغم أنه فرَّط في المواسم الماضية في لاعبين محترفين متميزين ما كان يجبُ أن يفرِّط فيهم لولا مطالبهم زيادة رواتبهم !

فالمكتب التنفيذي بالنادي كان الأجدر به أن يستفيد من تجربته السابقة في الموسمين الماضيين، وعدم الدخول منافساً على بطولات الكرة الطائرة وشراء العديد من اللاعبين الجاهزين الذين كلفوا خزينة النادي أموالاً طائلة قاربت الـ 100 ألف دينار .

فإدارة الأهلي بإمكاناتها ومداخيلها الشهرية تعدُّ أفضل بكثير من الأندية التي تشتكي الأمرَّين مِنْ شِحَّة الإمكانات وضعف الموارد المالية. إلا أنها بسبب إصرارها على تكرار نفس التجربة فتحت على نفسها أبواباً أكبر من إمكاناتها، كانت بمثابة المغامرة « التي قد تصيب أو تخيب أو تقطع النصيب !»

لذلك أقول لأعضاء المكتب، لو تم صرف هذه المبالغ الكبيرة على لعبة كرة اليد حاملة لقب بطولة الخليج، أو لعبة كرة السلة التي عادت إلى منصات التتويج بقوة ، أو تم صرفها على اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم التي تستحق كل الدعم، لغفرنا لهم صرف الأموال . وقلنا إنها ذهبت في مكانها الصحيح، مثلها مثل نادي المحرق الذي تتنافس فرقه على بطولات كرة القدم والسلة والطائرة . أو مثل فريق نادي الرفاع الذي يبحث عن مجد خليجي في كرة القدم . لكن الأهلاوية - للأسف - بحثوا عن سراب ضائع في لعبة - مع احترامي لمنتسبيها - لم تحقق لهم إنجازاً منذ عشرات السنين، لذلك أصبح هذا الجهاز شبيهاً بالانسان الحالم الذي كان يتمنى أن يطال الشمس و يشعَّ اسمُه منافساً في 4 ألعاب رياضية، لكنه اكتشف - في الأخير - أنه غير قادر، لاعلى طولان الشمس ولا على الوصول إلى القمر !