العدد 3535 - الجمعة 11 مايو 2012م الموافق 20 جمادى الآخرة 1433هـ

رولا الصفار... ويوم التمريض العالمي

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

تعلمنا أن الممرض ملاك رحمةٍ منذ نعومة أظفارنا، من خلال ما كنا نقرأ في كتب المدرسة وبعض محلات الأطفال، لكن الأزمة التي مرت بها البحرين منذ العام الماضي أثبتت أن الممرض أكبر من ذلك من خلال بعض الصور والمشاهد والمواقف والحكايا التي مررنا بها.

في الأحداث الأخيرة، ظهرت على الساحة أسماءٌ لم تكن يوماً مخفيّة، لكنها برقت وأينعت ثماراً لا حدود لها، فيما رأينا وجوهاً لم نكن نعرفها يوماً، واحتلت مناصب رفيعة في قلوبنا وضمائرنا.

من الأسماء التي أينعت ثماراً لا حدود لها: رولا الصفار، الممرضة التي تتلمذ على يدها الكثيرون، أكاديمياً وأملاً، وصموداً، وإرادة.

كفراشة تنثر ألوانها على كل من حولها، تجيد اصطياد الأمل نوراً لا يحرق جناحيها بل يطيلهما ليغدوا غيمةً تظلل القابعين على قارعة اليأس، فتمطرهم أملاً.

أينما حلّت تحل معها الابتسامات التي تتعطر بقوتها وبشاشة وجهها الذي لم يخلُ يوماً من ابتسامة رضا حتى في أحلك الظروف، ومن تواضعها يعبر المارون بالقرب منها مشارف الخوف ليتّحدَ القاصي والداني في سبيل المطالبة بالحق.

تؤثّث قلوب من حولها بحبٍ لم يهرم يوماً برغم ما عانته في أزمة عصفت بطواقم طبية كثيرة في البحرين. أزمةٌ أجبرت الجميع على التعايش مع التعب والألم وانتظار نورٍ تأخر في الإشراق، لكنها أنتجت جيلاً قادراً على تحمّل ما لا يحتمله جبلٌ من خلال رموزٍ كانت أمثلةً للتضحية والإخلاص للحق والصمود.

صورتها التي انتشرت في يوم الإفراج عنها كانت قشةً كادت أن تقصم ظهر البعير، لولا أن ابتسمت ورفعت راية النصر فتحولت إلى قشة إنقاذٍ لكثيرٍ من الغرقى الذين تعلموا منها معنى الصبر والتمسك بقول الحق ونصرته.

صورها في كل مسيرةٍ سلميةٍ وهي محاطة بمحبيها والمتتلمذين على يديها في دروس المحبة والانسانية، تؤكد لمن يراها بأن الحياة مستمرة برغم كل قسوتها، وأن المحبة هي عنوان المرحلة القادمة التي ستحتاج إلى الكثير من التعاضد والتعاون على الخير وتقديس الانسانية وحب الآخرين.

رولا الصفار: أميرة التمريض، التي حوكمت ولاتزال موقوفة عن العمل، لكنها غدت رمزا للمرأة البحرينية التي لا تستكين ولا تيأس.

رولا الصفار: واحدةٌ من آلاف النساء اللواتي أبين إلا أن يصمدن في وجه كل العثرات ليحولنها إلى محطات انطلاق جديدة تزين الواقع بنماذج لا يمكن للتاريخ أن ينساها. نساءٌ آثرن إلا أن يطالبن بحقوقهن وحقوق من حولهن بشتى الطرق السلمية والمشروعة والمكفولة دستورياً، ليقفن صفاً بصف، ويداً بيد مع أشقائهن الرجال إلى أن يتحقق العدل وتعم السعادة هذا الوطن.

ومضة:

في يوم التمريض العالمي لكل ممرض ألف وردة وتحية ولكل طواقم الكادر الطبي البحريني وقفة اجلال واكبار على ما قدموه وعلى معالجتهم لجميع المرضى دون السؤال عن هوياتهم وايديولوجياتهم إبان الأزمة البحرينية منذ سقوط الجريح الأول وحتى اليوم، وهو ما كنا نتوقعه وما أثبتته أقوال الشهود الذين شهدوا بالحق.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3535 - الجمعة 11 مايو 2012م الموافق 20 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 8:33 ص

      تهميش دور جمعية التمرض

      القضاء على جمعية التمريض وإفراغها من محتواها لكي يبقى الممرضون والممرضات مجرد دينامو للعمل وأداة سهلة للإستغلال وتحققت لها الفرصة مع تطبيق حالة السلامة الوطنية وهكذا بقي الكادر التمريضي في البحرين بلا جمعية أو نقابة تمثلهم وتطرح همومهم وتدافع عنهم ولكن النظام الكوني علمنا أن دوام الحال من المحال وإن غدا لناظره قريب والمشتكى لله

    • زائر 15 | 8:23 ص

      العملة النادرة

      مدرستي الغالية الأستاذة رولا الصفار يامن قدمت دروسا في التضحية والإباء وآليت على نفسك إلا أن تنصري وتؤازري أفراد الكادر التمريضي في البحرين يعز علينا أن تكوني بعيدة عن مهنتك التي تؤهل وتخرج الكفاآت التمريضية بمختلف تخصصاتها ولكن مايخفف حجم الحزن هو شموخك وإصرارك على المبادئ السامية والتي غرستينها بيديك الحانيتين على كل البشر بلا استثناء وشخص مثل بأسك وصمودك سيظل يذكره التاريخ ويسطر اسمه بأحرف من نور ؛ فسيري إلى الأمام ونحن ورائك وعلى نهجك نرسم خطنا في الحياة

    • زائر 14 | 7:49 ص

      رولا والرموز

      رائع جدا هذا المقال. فقلمك جميل وتعرفين ماذا تلتقطين لتكتبين . رولا الصفار انسانة رائععة عرفناها بقلبها الابيض الجميل جميعنا كم هي نقية وصاحبة سيرة بيضاء .

    • زائر 13 | 7:49 ص

      تحية لك

      تحية لك رولا ولكل الكادر الطبي الشريف

    • زائر 12 | 7:47 ص

      نعم

      من عطايا الأزمة أن عرفنا عظماء في بلادي والصفار احدهم\r\nشكرًا للكاتبة اذ أعطتها جزء من رد الجميل شكرًا لكلاكما

    • زائر 11 | 7:44 ص

      شكرا سوسن

      ما أجمل قلمك أختي سوسن فلقد قدمتي سوسنك اليوم إلى أروع ملاك بلباس أبيض اسمها رولا الصفار فكم هي كبيرة ورائعة

      يفتخر الوطن حينما يكون فيه مثلكن أخواتي ألف تحية من قلب يعشق الحرية

    • زائر 10 | 3:13 ص

      ملاك رحمة

      أنتي مثالا يحتذى به في مجال التمريض وقد عملتي ماهو صحيح وحق ، فنعم انتم ملائكة للرحمة وطمأنينة لكل مريض

    • زائر 9 | 3:09 ص

      شكرا لكم

      رولا الصفار مثالا للمرآة الحرة الوفية المخلصة مقال جميل جدا كجمال صاحبته ومن كتب في حقها شكرا لك ايتها الحرة ابنة الأحرار وشكرا لرولا التي علمتنا الكثير الكثير في كل مرة تخرج من المحكمة رافعة علامة النصر نعرف انها امرآة معجونة بالصمود والصبر

    • زائر 8 | 2:39 ص

      ملاك الرحمه

      رولا الصفار تعلمت منك العطاء بلا مقابل الصمود الذي الذي لا يتزعزع كل عام انت بخير وكل ملائكة لرحمه علئ العهد باقون

    • زائر 7 | 2:38 ص

      ملاك الرحمه

      رولا الصفار تعلمت منك العطاء بلا مقابل الصمود الذي الذي لا يتزعزع كل عام انت بخير وكل ملائكة لرحمه علئ العهد باقون حفظكم اااه ذخرا للبحرين واهلها

    • زائر 6 | 2:27 ص

      رولا الدكتورة الحرّة

      رولا هذه لم نكن نعرفها كما هي الآن ربما يعرفها البعض ولكن ليس الكل ولكن بعد محنتها والاهم بعد صمودها وثباتها وايمانها بعدالة قضيتها التي هي قضية وطنها
      اصبحت تحظى باحترام الناس وتقديرهم وهذا اقل من حقها لأن الانسان موقف ومن ثبت في مثل هذه المواقف لا بد ان يكون انسان عظيم.
      هذه المواقف امتحان لمعدن بني البشر فمنهم من يضعف ومنهم من يزداد صلابة وايما بعدالة قضيته

    • زائر 5 | 2:27 ص

      حقا كانوا ملائكة رحمة

      تحية اى كل ممرض و ممرضة ضمض انين الجرحى وعلى راسهم رولا والدمستانى .

    • زائر 4 | 2:14 ص

      مع خالص الحب والتقدير

      عزيزتي رولا انتي مثالا لكل الممرضات..لكل ام..لكل اخت ..تحيه حاره من اعماق قلبي..انتي رمز للحب والتضحيه والحنان..نفخر بك جميعا

    • زائر 3 | 1:54 ص

      هي اروع

      رولا الصفار اروع من رايت في حياتي وسوسن دهنيم لا تقل عنها شيئا. في كل مرة نراك يا استاذة سوسن نشعر بان السماء تضحك لنا لانك تطلين بابتسامتك الجميلة وتواضعك. كلتاكما ملاكين من الجنة . شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم

    • زائر 2 | 1:07 ص

      درس الحنان

      رولى الصفار حضن المحبة والطمأنينة .. تفرد جناحيها بالعناق على كل من يقبل عليها .. على صدرها الرحيم أجهشت قلوب متوجعة .. ورغم معاناتها لم تلمع عيونها إلا امتنانا ومحبة.

      رولى الصفار لا تعرف أن تصافح الناس إلا بالعناق.


      فضيلة الموسوي

    • زائر 1 | 10:44 م

      الصغار

      شكرا لكم يا اشرف الناس

اقرأ ايضاً