أصبح ميامي هيت على بعد فوز واحد من بلوغ نهائي المنطقة الشرقية للمرّة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه القصير نسبياً (بدأ مشواره موسم 1988-1989)، وذلك بعدما اكتسح إنديانا بيسرز بفارق 32 نقطة 115/83 أمس الأول (الثلثاء) في الدور الثاني من «بلاي أوف» الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة.

فعلى ملعب «أميركان إيرلاينز أرينا» وأمام 20097 متفرّجاً، استفاد ميامي على أكمل وجه من عاملي الأرض والجمهور لكي يصبح على بعد فوز واحد من تخطّي إنديانا الذي يخوض غمار الدور الثاني من البلاي أوف للمرّة الأولى منذ 2005 (خسر حينها أمام ديترويت بيستونز 2/4)، وذلك بعدما هيمن على المواجهة الخامسة بين الفريقين بشكلٍ تام بفضل نجاحه المُلفت في الهجمات المرتدّة التي أثمرت عن 22 نقطة (مقابل سلة واحدة لإنديانا).

كما تألّق ميامي في التسديد من جميع المسافات، إذ تمكّن من تسجيل رقم قياسي شخصي له في الأدوار الإقصائية، بعدما نجح في 61 في المئة من تسديداته، وكان الثنائي ليبرون جيمس ودواين وايد الأفضل كالعادة بعدما سجّل الأوّل 30 نقطة مع 10 متابعات و8 تمريرات حاسمة والثاني 28 نقطة، فيما أضاف شون باتيير 13 نقطة ويودانيس هاسلم 10 نقاط مع 6 متابعات في لقاء تسيّده فريق المدرّب إيريك سبويلسترا منذ صافرة البداية ولم يتخلّف فيه بتاتا.

وفي الجهة المقابلة، تأثّر إنديانا، الطامح لبلوغ نهائي المنطقة الشرقية للمرّة الأولى منذ 2004 (خسر أمام ديترويت 2/4) والدوري للمرّة الأولى منذ العام 2000 (خسر أمام لوس أنجليس ليكرز 2/4)، تأثّر بتعرّض نجمه داني غرانغر لالتواء في كاحله الأيسر في بداية الرُبع الثالث واضطراره لترك المباراة عندما كان فريقه متخلّفاً بفارق 11 نقطة فقط، ثم انضم إليه ديفيد وست في أواخر الرُبع عينه لإصابة في ركبته اليسرى، ما مهد الطريق أمام ميامي لكي يوسّع الفارق ويبتعد على أقله بفارق 21 نقطة لما تبقّى من اللقاء الذي تجنّب فيه صاحب الأرض سيناريو المباريات الأربع السابقة، إذ عانى في بدايتها، وذلك من خلال دكّ سلة ضيفه باكرا وتقدّمه 19/8 بفضل 3 تسديدات ثلاثية من باتيير.

وتنتقل هذه السلسلة التي تميّزت بالأداء العنيف آخر فصوله أمس الأول حين اضطر الحكم إلى احتساب 3 أخطاء متعمّدة أولها على تايلر هانسبرو، بعد أن تسبّب بإصابة وايد في جفنه، إلى ملعب «بانكرز لايف فيلدهاوس» اليوم (الخميس)، إذ فاز ميامي بالمباراة الرابعة 101/93 ما سمح له بإدراك التعادل، معوضاً خسارته المباراة الثانية على أرضه وبين جمهوره.

وأطلق لاعبو بيسرز تصريحات نارية قبل المباراة وخصوصا من قبل داني غرانغر إلا انه وكما كان الحال في المباراة الثالثة اظهر ميامي انه الفريق الأفضل عندما تتم استثارته. وبغض النظر فان رابطة الدوري يحتمل أن تنظر في العديد من الوقائع في المباراة خصوصا الأخطاء العنيفة من قبل لاعب هيت ادونيس هاشليم والضربة القوية بالمرفق التي وجهها زميله ديكستر بيتمان إلى لانس ستيفنسون. وشهد اللقاء صراعا بدنيا في بعض الأحيان إلا أن العنف وادعاء السقوط لم يخرج هيت عن مساره على الإطلاق إذ تفوق على بيسرز في الهجمات المرتدة مسجلا 22 نقطة مقابل نقطتين للمنافس. وفي حال تمكّن إنديانا من معادلة النتيجة مجدّداً فستنتقل المواجهة إلى ملعب ميامي السبت المقبل، علماً بأنّ الفائز سيلتقي في نهائي المنطقة بوسطن سلتيك أو فيلادلفيا سفنتي سيكرز (يتقدّم الأول 3/2). وتقدم ميامي 49/40 بحلول نهاية النصف الأول من المباراة الذي أنهاه بتصويبتين رائعتين من جيمس وهو ما شكل إشارة على ما هو قادم في النصف الثاني من المباراة الذي جاء من جانب واحد. وكان لزاما على اللاعب المميز غرانغر الخروج من المباراة مع نهاية النصف الأول بسبب التواء في الكاحل عانى منه في نهاية الربع الثاني ومن دونه لم يستطع إنديانا التأقلم مع جيمس المتألق.

وكان أداء ميامي سريعا كما اتسم بسرعة تحويل مجريات اللعب ولم يكن هناك أي إشارة لإمكانية تكرار الفوز الذي حققه بيسرز خارج أرضه في المباراة الثالثة والتي أثارت التساؤلات بشأن إمكانية تأهل هيت من دون وجود المصاب كريس بوش. واستطاع جيمس أفضل لاعب في الدوري والذي تمكن من استعادة تفوق ميامي على أرضه بتسجيله 40 نقطة يوم الأحد الماضي أن يحصل على بعض الراحة في بداية ونهاية الربع الرابع. ووجه مشجعو ميامي بعض الانتقادات إلا أن المهاجم شاني باتير استطاع ضبط الإيقاع بثلاث رميات ثلاثية وأنهى المباراة مسجلا 13 نقطة بينما سجل هاشليم عشر نقاط واستحوذ على 10 كرات مرتدة.

وعلى الرغم من الفوز الكبير بفارق 32 نقطة بدا مدرب هيت إيريك سبويلسترا واثقا من أن فريقه سيواجه اختبارات شديدة الصعوبة في المباراة المقبلة خارج أرضه. وأضاف «انه انتصار جيد. لا اعتقد إن النتيجة تحمل أي دلالة على شيء حقيقة. التحدي الأكبر بالنسبة لنا الآن أن نتركها خلف ظهرنا». وتابع «يجب أن نركز على المباراة المقبلة وان نلتزم حقا بإبقاء هذا التفوق الذي حققناه في آخر مباراتين مدركين إننا سنخوض المباراة المقبلة في ظل أجواء عدائية». كما يطمع مدرب بيسرز فرانك فوجيل في المضي قدما. والى جانب إصابة غرانغر في كاحله سيأمل بيسرز أيضا في تعافي لاعبه ديفيد وست من إصابة في الركبة قيدت مشاركته في النصف الثاني من المباراة لتنحصر في عدة دقائق.