العدد 3549 - الجمعة 25 مايو 2012م الموافق 04 رجب 1433هـ

القطان: المسئول المهمل لمصالح الناس «خائن للأمانة»... والعصفور: عدم معالجة الأخطاء والسلبيات يزيدها ويعقّد حلها

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الوسط - محرر الشئون المحلية 

25 مايو 2012

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، إن المسئول الذي يهمل مصالح الناس ويختبئ عنهم خلف أسوار البيروقراطية «خائن للأمانة»، مبيناً أن «المسئول يخون الأمانة، حينما يغش المسلمين ويضرب بمصالحهم عرض الحائط، حينما يحتجب عن الناس خلف أسوار البيروقراطية أو في أحضان المصالح الشخصية، ويهمل النظر في مصالحهم، حينما يضيّق على الناس، ويشق عليهم ويظلمهم حقوقهم».

وقال القطان، في خطبته أمس الجمعة (25 مايو/ أيار 2012)، إن المسئولين وأصحاب المناصب، مطالبون بالعدل بين الناس من الموظفين والمراجعين أو غيرهم، إلى جانب عدم الاستبداد بآرائهم، مشدداً على ضرورة أن يحافظ كل مسئول على منصبه، وأن يلتزم بالقَسَم الذي تلاه عند تسلمه المنصب، معتبراً أن المسئول السعيد هو الذي يذكره الناس بالخير في حياته ومماته.

وذكر أن على المسئولين الالتزام بالآداب المتعلقة بالمسئول المسلم، والتي من بينها «الإخلاص وإرادة وجه الله بالعمل، والقدوة الحسنة بأن يكون المسئولون أول الملتزمين بما يدعون إليه من النظام أو الخلق أو الأمانة».

ودعا القطان المسئولين إلى تجنب الاستبداد بالرأي، كما دعاهم إلى استشارة أهل الثقة الناصحين، والرجوع لرأي أهل العلم المحققين؛ فإنه ربما يدخل على المسئول بعض المستشارين الفاسدين، فيلبِّسون الأمور، ويزخرفون القول، ويتبنون بعض الأفكار المنحرفة أو يسعون لمصالح شخصية بقالب من المكر العظيم فالحذر الحذر».

وأضاف «على المسئولين اتخاذ الموظفين الصالحين والأعوان الناصحين، ولكل مسئول جلاس، ولكل مسئول بطانة».

وخاطب كل مسئول بالقول: «كم كان قبلك من مسئول؟ أيها المسئول، هذه المناصب والمسئوليات حلّها أقوام قبلك، ما بين محسن سيلقى جزاء إحسانه، ومسيء سيلقى عاقبة إساءته، والمسئول السعيد صاحب المعالي والسعادة الحقيقية، هو من رضي الله عنه، وذكره الناس بخير في حياته وبعد مماته، وشهدوا على أعماله النافعة في نفع الناس ونفع وطنه ومواطنيه».

وتابع «أيها المسئول: كان قبلك مسئولون بل حكام وملوك وأمراء ووزراء، سادوا ثم بادوا، ثم ماتوا، ولو قيل لأحدهم تمنَّ؟ لتمنى أن يعود إلى الدنيا ليعمل صالحاً، أو يتوب من ذنب، أو يرد مظلمة لمظلوم».

وتساءل: هل فكر المسئول في حاله إذا عُزل أو أحيل إلى التقاعد، وقد أشار نبينا (ص)- إلى هذا المصير بقوله: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ»، مبيناً أن هذا التشبيه النبوي للمسئول بالرضيع، الذي ينتفع في وقت الرضاعة بما يصل إليه من منافع دنيوية، فإذا فطم بالعزل أو التقاعد أو الموت، انقطع عنه النفع وربما تألم وبكى بسبب الحرمان».

ودعا كل مسئول إلى أن يجعل رضا الله نصب عينيه، «وهو بحمد الله لا يخالف إرضاء غيره من ولاة الأمر وعامة الناس، فإن حصل اختلاف فرضا الله المقدم، والمرد إلى شرع الله الذي هو دينك ودين البلاد والعباد».

ودعا إلى «إحسان الظن بولاة الأمر والمسئولين. فمع جملة الإعفاءات والتعيينات التي تصدر من قبل ولاة الأمر وفقهم الله، يجب على المسلم لزوم حسن الظن، والحذر من الوقوع في أعراض المسلمين أو المسئولين، إلا بدليل بين، وفي ضوء المصلحة الشرعية. ولا يجوز أن يقال إن المسئول الجديد، أظنه كذا، ويمكن أن يكون كذا، أو المسئول السابق أو الوزير فلان أعفي من منصبه لأنه فعل كذا، أو لأن ولي الأمر أراد كذا وكذا».

وفي سياق خطبته، أكد القطان أن «الكل يريد الإصلاح والتطوير والتغيير، ولكن من دون إفراط أو تفريط بل بوسطية واعتدال، ونحن في عالم متغير محتدم، وآمال وطموحات وطنية للإصلاح والتقدم، كم نحن بحاجة إلى الإصلاح والتطوير والتغيير، في ضوء الضوابط الشرعية، واضعين نصب أعيننا الالتزام بتعاليم ديننا، متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا، فديننا بحمد الله لا يقصر عن مواكبة العصر، ولا يبرر تلقي الدعوات الشاذة والمتحررة، أو التوجهات الفكرية اللادينية أو التغريبية، التي تنذر بالخطر على العقيدة وعلى النشء والأخلاق، وعلى أمن البلاد والعباد». منوّهاً إلى أن «ديننا العظيم ينشد الإصلاح والتطوير المنضبط بضوابط الشرع، كما ينشد الإخلاص والإتقان، وهو أعلى درجات التطوير».

العصفور: عدم معالجة الأخطاء

والسلبيات يزيدها ويعقّد حلها

من جهته، قال إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور إن عدم معالجة الأخطاء والسلبيات التي يواجهها الفرد والمجتمع، يجعلها تتراكم وتزداد، وهو ما يؤدي إلى استعصاء حلها وتعقيده.

وأكد العصفور، في خطبته أمس الجمعة (25 مايو/ أيار 2012) أن «الإنسان كفرد أو شخصية، أو كمجتمع أو أمة، لا يمكن أن يرتقي ويتقدم إلا عن طريق النقد والمحاسبة ومراجعة أموره وقضاياه كافة، والأمم الحية والمتقدمة وصلت إلى هذه المستويات وحققت الإنجازات عن طريق المحاسبة والنقد، بتدارك الأخطاء وإعادة الحسابات».

وأوضح أن «من الأمور الضرورية في حياة الإنسان، والتي لا غنى عنها، هي مراجعة أموره وقضاياه المختلفة، بالتأمل فيها والتفكير فيما مضى من أعماله ونشاطاتها وعلاقته، وما صدر عنه من سلوك وأفعال، فيضعها تحت مجهر المراقبة والمتابعة والمحاسبة، وهذا يدفع بالإنسان إلى التفكير الجدي والتقويم والتصحيح المستمر، ما يؤدي ذلك إلى الارتقاء بحياته ونشاطاته كافة».

وبيّن «قد يحاول الإنسان التنصل من كثير من مسئولياته، ومحاسبة نفسه وتقصيره بذريعة إرجاع الأمر إلى القضاء والقدر، أو الأمور الحتمية، صحيح أن بعض القضايا مما هو خارج عن إرادة الإنسان وقدرته واختياره، لكن الصحيح أيضاً أن كثيراً من الأمور والقضايا تحت طائلة الإنسان واختياره، وأن بإمكانه العمل أو التحرك في دائرة مساحة الاختيار، سلباً أو إيجاباً، وحتى الأمور المقدرة هي في حقيقتها متعلقة بأسباب ومقدمات، ومما روي أن أمير المؤمنين علياًّ (ع) انتقل من عند حائط مائل إلى حائط آخر، فقيل له يا أمير المؤمنين: تفر من قضاء الله؟، فقال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل».

وقال العصفور إن: «المعنى أن حركة الإنسان وأفعاله هي أيضاً من تقدير الله، فلا ينافي كون الأشياء بقضاء الله ألا يتحرك الإنسان في دفع الأخطار عن نفسه، أو يعمل في الحيلولة دون وقوع الضرر عليه، أو السعي إلى تحصيل المنافع ودفع المضار، وبالتالي حينما يواجه الإنسان أزمة أو مشكلة مهما يكن حجمها أو مقدارها؛ فإن عليه ألا يجمد على واقعه، ويترك تلمس الطرق والوسائل لحل أزمته، أو محاولة البحث للوصول إلى حلول لمشكلته.

وفي سياق خطبته، أشار العصفور إلى «الحادث المأساوي الذي وقع في قرية العكر قبل أيام، وراح ضحيته 3 من العمال أحدهم بحريني من المواطنين الأعزاء، أمر مؤسف ومؤلم للغاية، وهذا ما يتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة عدم تكرار هذه الحوادث المؤسفة في العمل. مطالباً بمساءلة الجهة المعنية عن كل قصور أو تقصير في اتخاذ وسائل السلامة والحماية للحفاظ على أرواح العمال وضمان سلامتهم».

العدد 3549 - الجمعة 25 مايو 2012م الموافق 04 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً