العدد 3560 - الثلثاء 05 يونيو 2012م الموافق 15 رجب 1433هـ

تونسيون يضربون عن الطعام دفاعا عن حرية الصحافة

أعلنت مجموعة من المدونين في تونس يوم أمس الثلثاء (5 يونيو/حزيران 2012) بدء إضراب عن الطعام احتجاجا على قيود على حرية الصحافة. وقال مدون يدعى رمزي يشارك في تحرير مدونة "نواة" على الإنترنت إنه بدأ الإضراب عن الطعام قبل سبعة أيام بعد أن صادرت الرطة العسكرية معدات للتصوير كانت بحوزته خلال محاكمة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي و22 متهما آخرين يوم 21 مايو أيار. وأضاف أن الشرطة العسكرية منعته من تصوير إفادات المتهمين بقتل المتظاهرين خلال انتفاضة يناير كانون الثاني 2011.

ووصف رمزي محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين بأنها "مهزلة فضائية". وتشير المواجهة بين الإعلام الذي يغلب العلمانيون على العاملين فيه وبين الحكومة التي يقودها إسلاميون معتدلون إلى صراع أوسع نطاقا على الهوية في تونس. وقال المدون رمزي إن احتجاجه ليس موجها إلى الجيش بل يهدف للتحذير من المخاطر التي تتعرض لها حرية الصحافة. وكان إسلاميون متشددون قد هاجموا مقر قناة نسمة التلفزيونية التونسية في أكتوبر تشرين الأول بعد أن اتهموها بتأجيج الاضطرابات في البلد عشية أول انتخابات بعد ثورة يناير كانون الثاني. وألقت الشرطة القبض على الفاعلين لكنها قدمت أيضا رئيس القناة إلى المحاكمة بعد أن وجهت إليه عدة اتهامات منها الإساءة إلى المقدسات. وفي فبراير شباط حكم على ناصر الدين بن سعيدة رئيس تحرير إحدى الصحف الشعبية التي بدأت الصدور بعد الثورة بالسجن ثمانية أيام بعد أن نشر صورة على الصفحة الأولى للاعب ألماني لكرة القدم من أصل تونسي مع صديقته العارية. ويحشى الصحفيون والعلمانيون في تونس أن يكون ذلك إشارة إلى نية الحكومة الانتقالية تقليص المكاسب التي تحققت بعد الثورة في مجال حرية التعبير. وقال مدون آخر يشارك في الإضراب يدعى حسام حجلاوي أن القضية أكبر من مجرد مجموعة حوادث متفرقة تمس الصحافة والإعلام. والتقى عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإمسان بالمدونين المضربين يوم الثلاثاء ووصف احتجاجهم بأنه عمل مشروع. وقال بن موسى إن ثمة جانبا خطيرا لمصادرة معدات التصوير من المدون رمزي هو محاولة الحد من حرية الصحفيين في الحصول على المعلومات. وحضر اللقاء مع المدونين المضربين أنور الباصي المحامي الذي قال إن الوقائع التي استهدفت الصحفيين في تونس منذ الثورة أكثر عددا من الحوادث المماثلة خلال الأعوام الثلاثين التي قضاها بن علي في الحكم. ويساور القلق كثيرين في تونس من أن معظم الإجراءات القانونية يركز على الآداب العامة ويتجاهل قضايا بالغة الأهمية في مجال العمل الصحفي مثل التشهير ونشر معلومات نقلا عن مصادر لا يعتد بها. وتنفي الحكومة أنها تسعى لتقييد حرية الصحافة. وقال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية المعتدلة التي ينتمي إليها رئيس الحكومة حمادي الجبالي ردا على سؤال عن تزايد القيود على حرية الصحافة إن الصحافة جمحت وباتت تساهم في استفطاب الجدل السياسي مضيفا أن الحكومة تريد أن تكون الصحافة محترفة وموضوعية. وانطلقت مدونة "نواة" في عام 2004 لكن موقعها الالكتروني حجب في تونس بعد وقت قصير من ذلك. ونشرت المدونة موضوعات عن الاحتجاجات الشعبية على حكم بن علي قبل الإطاحة به.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً