العدد 3561 - الأربعاء 06 يونيو 2012م الموافق 16 رجب 1433هـ

الفلسطينيون والإسرائيليون يترقبون نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية

تختلف مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس في كثير من القضايا لكن موقفيهما من الانتخابات الرئاسية المصرية متطابقان تقريباً. ويفضل الاثنان فوز أحمد شفيق، القائد السابق للقوات الجوية وآخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق، حسني مبارك على مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي في جولة الإعادة المقررة في يومي 16 و17 من يونيو/ حزيران.

وبالنسبة لإسرائيل سيوفر فوز شفيق في الانتخابات بعض الطمأنينة بعد شهور من القلق بسبب الإطاحة بمبارك وهي فترة من انعدام اليقين أثارت شكوكاً بشأن قابلية استمرار اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل الموقعة في العام 1979.

أما بالنسبة للزعماء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة فإن فوز شفيق سيمثل دعماً لهم في الصراع الطويل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي انبثقت عن «الإخوان المسلمين» والتي تسيطر على قطاع غزة.

لكن في ظل هيمنة الإسلاميين بالفعل على البرلمان المصري بعد الانتفاضة التي أطاحت بمبارك يدرك نتنياهو وعباس أنه لن تكون هناك عودة للوضع الذي كان يتبناه مبارك وكان يوفر لهما غطاء قويا في الداخل والخارج.

وقال طلال عوكل المحلل السياسي الفلسطيني الذي يعيش في قطاع غزة «الإخوان المسلمون أصبحوا طرفاً قوياً في المعادلة السياسية المصرية ولا أحد يستطيع أن يتجاهلهم بما في ذلك رئيس ليس من لونهم».

وعززت مكاسب الإسلاميين في مصر إحساس إسرائيل التي تملك جيشاً قوياً بأنها محاصرة. وإسرائيل مشغولة حالياً أيضاً بطموحات إيران النووية. وتعززت استراتيجية إسرائيل الإقليمية باتفاقية السلام مع مصر والتي مكنتها من خفض موازنتها العسكرية بدرجة كبيرة وساعدتها على احتواء علاقاتها المضطربة مع الفلسطينيين.

وكانت مصر في عهد مبارك تمد إسرائيل أيضاً بنحو 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز. لكن هذا الاتفاق ذهب أدراج الرياح الآن. ولا يتوقع أحد أن يلغي مرسي في حالة فوزه بالانتخابات اتفاقية السلام؛ لأن الكثير من المساعدات الخارجية التي تقدم لمصر تتوقف عليها. وعلى نفس المنوال لا يتوقع أحد في إسرائيل أكثر من علاقات فاترة من رجل نقل عنه وصفه للإسرائيليين بأنهم «مصاصو دماء».

وقال افرايم أنبار وهو رئيس مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة بار إيلان «يعتقد البعض أن الإخوان سيصبحون أكثر نزوعاً إلى النهج العملي بمجرد وصولهم للسلطة لكن هذا أمر مشكوك فيه. نفضل النظام القديم الذي يمثله شفيق».

وترى إسرائيل أن من بين المزايا الكبيرة لمبارك أنه ساعد على الحفاظ على حصار قاس على قطاع غزة. وتأمل حماس أن يؤدي فوز مرسي بالرئاسة إلى تخفيف القيود الاقتصادية للحصار الذي تقول إسرائيل إنه يهدف لوقف تدفق الأسلحة على غزة.

وتعتقد «حماس» أن تولي «الإخوان» كل السلطات في القاهرة يعني تعزيز موقفها في الصراع الداخلي مع عباس المدعوم من الغرب. وقال عوكل «الإسلاميون في فلسطين ربطوا مستقبلهم إلى حد كبير بفوز محمد مرسي الذي سيكمل دائرة السيطرة ويجعل الإسلاميين يسيطرون بشكل كامل على النظام السياسي بأكمله في مصر».

وكانت إسرائيل هدفاً سهلاً في الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة المصريين الذين استفادوا من كراهية المصريين لإسرائيل ووعدوا بمراجعة اتفاقية السلام. وعلى الرغم من استبعاد مسئولين إسرائيليين لأي مراجعة شاملة للاتفاقية فقد تكون هناك مساحة للمناورة بشأن الملحق العسكري الذي يسمح لمصر حالياً بإبقاء 230 دبابة فقط وكتيبة مشاة واحدة في شبه جزيرة سيناء.

وتقول إسرائيل إن غياب القانون يزداد في شبه جزيرة سيناء منذ الاطاحة بمبارك ويعتقد بعض المحللين أن تعزيز الوجود الأمني هناك يصب في مصلحة الجميع. وقال عوديد اران وهو دبلوماسي سابق وباحث كبير في معهد دراسات الأمن الوطني في إسرائيل: «إذا طلبت مصر إعادة فتح الاتفاق العسكري فمن المتوقع أن يوافق الاسرائيليون على تعديلات مادامت معقولة». وأضاف «سيمنح هذا الأمر الاتفاقية روحاً جديدة تحت رعاية الإخوان المسلمين». وحتى إذا حدث مثل هذا التعاون فإنه لن يبدد المشاعر المعادية لإسرائيل بين المصريين. ويقول البعض إن هذه الكراهية التي بدت جلية في اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في سبتمبر/ أيلول مرتبطة بعدم إبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين حتى الآن. لكن إسرائيليين عاشوا في مصر التي خاضت أربع حروب ضد إسرائيل يقولون إن الكراهية لها جذور أعمق من هذا بكثير ولا يرون حلاً سريعاً لها بغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات. وقال ايلي شاكيد وهو سفير إسرائيلي سابق في القاهرة «أينما ذهب المصري فهو يتشرب الكراهية لإسرائيل» واشتكى من تفشي ما وصفها بمعاداة السامية في المدارس والاعلام في مصر. وأضاف «شجع نظام مبارك هذا الاتجاه... واستغله للتنفيس عن مشاعر العامة وصرف انتباههم عن الفقر والتخلف في مصر. سيبقى هذا قائماً لأنه لا توجد نهاية لهذه الكراهية».

العدد 3561 - الأربعاء 06 يونيو 2012م الموافق 16 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً