العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ

الفشل والنجاح

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

شاءت الاقدار ان يلعب شيخ المدربين جاسم المعاودة بشكل أو بآخر دوراً كبيراً في تعلقي وشغفي بكرة القدم، وبالنجوم الكبار الذين تربعوا ردحاً من الزمن على عرش كرة القدم العالمية، وامتعونا بفنهم الرفيع ومهاراتهم العالية وأجادتهم التهديف... فما زالت الذاكرة تحفر الكثير من الاهداف الجميلة للنجوم بوشكاس وديستيغانو وبوبي شارلتون... فمن حسن حظي بعد انتقال العائلة من فريج الفاضل «ملفى الاجاويد» ان نسكن بالقرب من مقر نادي النسور «الأهلي حالياً» وكان المعاودة بما عرف عنه من حب لكرة القدم العالمية، يحرص اثناء سفراته السنوية على جلب احدث المباريات العالمية والتي كان يعرضها بين الفنية والاخرى في مقر النادي بعد ان يتم الاعلان عنها في لوحة الاعلانات والتي كانت بمثابة اهم مدخل ومعرفة بكل ما يدور داخل نادي النسور... وحينما شد عودنا وبدأنا نتابع مباريات الدوري كان الكثير منا يحرص على مراقبة تحركاته داخل الملعب وتقليد مهاراته، وما كانت اجملها فقد كان فعلاً «اللاعب الانيق» والمثل الاعلى للتفاني والاخلاص، قلما يجود الزمان بأمثاله...

لذلك فقد كنت مسحوراً منذ الصغر بنجوم كرة القدم العالمية وكنت مثل اقراني اعشق السحر المنتخب البرازيلي القادم من أميركا الجنوبية، وكان السبب الرئيسي في تحولنا من عشق الكرة الاوروبية إلى البرازيلية المهارات الفردية العالية التي كان يتحلى بها نجومه الكبار بالإضافة إلى تأثير السياسة وتعاطفنا مع الشعوب المستضعفة في الارض كما يقول كاتبنا الاستاذ قاسم حسين.

واتذكر سعادتنا بفوز البرازيل بمونديال المكسيك عام 1970 وعلى رغم خسارتها أعوام 82 و86 الا اننا كنا فخورين بنجوم «السامبا»، ولم تؤثر هذه الخسارة في شعبيتهم وحينما سطع اسم منتخب الارجنتين بقيادة المدرب مينوتي وروعة اداء كامبس ثم مارادونا، زحف الكثير من عشاق «السامبا» إلى «التانغو» ولكن لم يتأثر الكثير بهذا الزحف فالفوز والخسارة سيان مادام المنتخب الذي تعشقه يقدم أرقى الفنون... ويصدر للعالم أفضل النجوم...

ولكن قبل انطلاقة مونديال المانيا كان لدي شعور قوي بان المنتخب الحالي «السامبا» سيخدل احلام محبيه وسيكون الاسوأ لأنه لسبب بسيط يملك أكبر خلطة سحرية يستعصي على صاحب الصندوق الاسود «مع احترامنا للكابتن رياض الذوادي» فالذي اقصده مدرب منتخب البرازيل كارلوس بيريرا ان يفك رموزه ويخلق فريقاً متجانساً... فهذا المدرب وكما اتضح من المعسكر التدريبي انصاع لأوامر اللاعبين في اقامة معسكر مفتوح فشتان بين معسكر المانيا المغلق الذي كان يعد من أقسى المعسكرات قوة واعداداً بدنياً وبين معسكر البرازيل المنقول على الهواء مباشرة.

وحينما قدم البرازيل أسوأ عروضه أمام كرواتيا واستراليا كان المدرب يبرر ذلك بأن التاريخ ولا يعترف إلا بالنتائج والارقام... والبرازيل سجلت رقمين تاريخيين لكافو ورونالدو... والشعب البرازيلي لم يغفل سوء هذا المدرب أو فشله، فقد أقر قبل كأس العالم في الاستفتاء الشعبي بان كارلوس بيريرا قدم أسوأ منتخب برازيلي في كأس العالم العام 1994 على رغم فوزه بكأس العالم... أما أفضل منتخب فقد كان العام 1982 على رغم خسارته الكأس.

وهكذا فان لعبة كرة القدم مثلها مثل أية لعبة أخرى اضحت لا تعترف بالنجوم أو باسم اللاعب... نعم الخبرة مهمة وتلعب دوراً حيوياً ولكن عنصر الشباب والقوة والحماس بالإضافة إلى عنصر الخبرة ستخلق فريقاً متكاملاً كما فعل المدرب سكولاري في البرتغال وقدم أفضل منتخب مثل البرتغال في كأس العالم...

لذلك فشل المدرب البرازيلي بيريرا مع أفضل منتخب في العالم ومنح المدرب البرازيلي سكولاري في خلق منتخب أوروبي برازيلي كان الاجمل في كأس العالم..

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً