العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ

مكتب سمو رئيس الوزراء

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه لديه مكتب عجيب وغريب... وسموه يختار الناس الموظفين فيه (رجالاً ونساء) بعناية فائقة... وهم جميعهم (من درجة الوزير إلى الموظف) يعملون بكل جد ونشاط مثل خلية النحل، وكل يعرف واجبه ويقوم به بعناية فائقة أوصلت هذا المكتب إلى أن يكون من أحسن المكاتب المسئولة في مملكة البحرين...

صاحب السمو رئيس الوزراء يبدأ يومه بقراءة جميع الصحف البحرينية... صفحة صفحة، من أخبار محلية وأخبار خارجية وأعمدة ومقالات، وهو يركز على بريد القراء ويتفاعل مع مشكلات الناس... ثم يتجه إلى الصحف العربية والأجنبية... ولأن سموه دقيق وسريع في إصدار التوجيهات، فإن هذا الشيء هو الذي يجعل جميع الموظفين في مكتب سموه يقرأون كل ما يقرأه في الوقت نفسه تقريباً، حتى يكونوا على بينة من الأمور التي سيسألهم عنها، أو يأمرهم بإنجازها...

المثل يقول إن الخيل تعرف قائدها... وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل جميع الموظفين في مكتب سمو رئيس الوزراء على درجة عالية من الأخلاق، والحرفنة في إنجاز الأعمال التي يوكلون بها، والسرعة البديهية في اتخاذ القرارات الصائبة وإيجاد الحلول السهلة لغالبية المسائل التي يعتقدها غيرهم معقدة ولا تحل... ذلك لأنهم يعرفون قائدهم حق المعرفة، وهو الذي اختارهم وعودهم على أحسن الأساليب في التعامل مع جميع ما يصدر عنه من أوامر شفهية أو تحريرية، ومع مرور الأيام أصبحوا على مستويات عالية من الكفاءة التي مكنتهم من أن يعرفوا من نظرته ماذا يريد، ومن بسمته ماذا يريد، ومن إشارته ماذا عساهم يفعلون، ومن إيماءته أين عساهم يذهبون...

في المقابل... وإذا طبقنا المثل بأن الخيل تعرف قائدها... فسنجد أن غالبية المكاتب الأخرى، إن لم تكن جميعها، هي مكاتب بلا حياة أو حيوية، ولا يتفاعلون مع الحدث... الوزير أو المسئول الكبير لا يقرأ ولا يعرف ماذا يدور حوله، الناس تشتكي وتلطم، والكتاب يكتبون عن مشكلات القوم والمجتمع، وبريد القراء في الصحف البحرينية يمتلئ بالشكاوي الصادرة من أناس فقراء وصادقين... وأخينا خبر خير... ولا كأن الأمر يعنيه لامن قريب ولامن بعيد، وعندما تجده في مكان وتسأله إن كان قد قرأ الموضوع الفلاني الذي يحكي مشكلة مواطن بيده حلها، يكون جوابه الجاهز دائماً...

لا فأنا مشغول جداً هذه الأيام... مشغول، أم فقط تعتقد أنك مشغول؟... وهذا يذكرني بالمثل المصري (أم العروسة مشغولة ومش مشغولة) لأنه في حفلات الزواج التي تقام في مصر، وبحسب العادات والتقاليد هناك، فإن الوحيدة التي ليس لديها عمل في تلك الليلة هي أم العروسة، ولكنها لا تريد أن تكون صفراً على الشمال في ليلة زواج ابنتها، لذلك تتخيل أنها مشغولة...

عندما كنت موظفاً في الحكومة، كنت أرى الكثير من أمثال أم العروسة الذين كانوا يعتقدون أنهم مشغولون، ويجلسون في مكاتبهم إلى ما بعد ساعات الدوام بفترة طويلة، ومن ثم يأخذون معهم حقيبة مليئة بالأوراق إلى منازلهم، ويأتون في اليوم التالي وعيونهم حمراء... لا هم الذين أنجزوا في ساعات الدوام، ولا هم الذين أعطوا عائلاتهم حقها في وقتها، ولا هم الذين أعطوا أجسادهم حقوقها في النوم... يعني معفوسين على لاشيء... وأمثال هؤلاء الكثير من الوزراء والمسئولين في مملكة البحرين، وهم بهذه الأفعال يؤثرون على مديري وموظفي مكاتبهم لنجد أن غالبية المكاتب لا تقرأ ما يكتب في الصحف، ولا تجد الحلول لمشكلات أبناء الشعب التي تنشر في الصحف، وعنما تتصل وتسألهم عن المشكلة الفلانية فإن الجواب الجاهز دائماً هو أننا لم نقرأها لأننا مشغولون...

الطيور على أشكالها تقع... والمسئول الذي لا يقرأ الصحف ولا يعرف مشكلات الناس التي حلولها تكون في يده ومختصة بها وزارته، هذا المسئول دائماً ما يختار مدير مكتب وموظفين يكونون من طينته نفسها... ويمكن بعضهم لا يعرف القراءة أو كيفية تصفح الصحف... بسبب أنهم جميعاً أم العروسة... أما مكتب طويل العمر سمو رئيس الوزراء... فهو غير وغير... هو خلية نحل تعمل بكل جد ونشاط... الله يعطيهم العافية..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1401 - الجمعة 07 يوليو 2006م الموافق 10 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً