العدد 1402 - السبت 08 يوليو 2006م الموافق 11 جمادى الآخرة 1427هـ

عباس يعود إلى رام الله و«إسرائيل» ترفض مبادرة هنية

أكدت مصادر في مكتب الرئاسة الفلسطينية أمس (السبت) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غادر مقره في غزة متوجها إلى رام الله وذلك بعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

ورفضت «إسرائيل» دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية من أجل «التهدئة»، وطالبت بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير من دون شرط. وكان هنية أطلق مبادرة طالب فيها بـ «عودة الجميع إلى مربع التهدئة على أساس الوقف المتبادل لجميع العمليات العسكرية» والى «سحب (إسرائيل) قواتها خارج القطاع».

وفي وقت سابق، أعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية انسحبت من منطقة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، بينما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في حي الشجاعية شرق غزة فاستشهدت أم وابنتها وابنها.


استشهاد 4 فلسطينيين في القطاع وعنان يتهم «الاحتلال» باستخدام القوة المفرطة

«إسرائيل» تنسحب من شمال غزة وترفض مبادرة هنية

الأراضي المحتلة - وكالات

أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية أمس مبادرة من خمس نقاط لوقف التصعيد الحالي في غزة تتضمن بشكل أساسي العودة إلى التهدئة والإفراج عن المسئولين الفلسطينيين المعتقلين والدخول في مفاوضات لحل أزمة الجندي الإسرائيلي الأسير، وذلك بعد ساعات من انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من بلدة بيت لاهيا وبصورة جزئية من بلدة بيت حانون شمال القطاع فيما استشهد أربعة فلسطينيين في شرق غزة.

وقال هنية انه قدم هذه المبادرة «إيماناً منا بضرورة العمل الجاد لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني (...) وأملاً في الخروج من الحال الراهنة وتحقيق تطلعات شعبنا». ودعا إلى «عودة الجميع إلى مربع التهدئة على أساس الوقف المتبادل للعمليات العسكرية كافة» والى «سحب إسرائيل قواتها خارج القطاع». كما دعا أيضا إلى «الإفراج عن جميع وزراء الحكومة الفلسطينية ونواب المجلس التشريعي، والى البدء برفع إجراءات الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني بما يشمل فتح المعابر أمام المسافرين وحركة التجارة». ودعا هنية إلى «استئناف المفاوضات بخصوص الجندي الإسرائيلي الأسير والتوصل إلى حل مناسب» مضيفاً «كلنا أمل أن تلقى هذه المبادرة قبولاً لدى مختلف الأطراف سعيا وراء تحقيق المصالح الوطنية لشعبنا الفلسطيني».

ورحب المتحدث الرسمي باسم «حماس» سامي أبوزهري بدعوة هنية إلى وقف القتال وقال إن الدعوة موجهة بالدرجة الأولى «للاحتلال الإسرائيلي». وقال «اعتقد أن وقف الاحتلال لهذه الحملة وللتصعيد سيسهم في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه سالفا». بينما سارعت «إسرائيل» إلى إعلان رفضها مبادرة هنية، وقال مسئول في مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت «إننا لا نتفاوض مع الإرهابيين. عليهم البدء بإعادة الجندي المخطوف سالماً ووقف إطلاق» الصواريخ. وفي المقابل دعت أحزاب وقوى سياسية يسارية إسرائيلية حكومتها إلى الاستجابة لدعوة هنية ووقف إطلاق النار. ودعا رئيس حزب «ميرتس» الإسرائيلي يوسى بيلين أولمرت إلى الموافقة الفورية على دعوة هنية إلى التهدئة. وطالب حكومته بالتوجه إلى مصر بطلب لبدء مفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

وفي وقت سابق، انسحبت القوات الإسرائيلية من بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومنطقة أريز الصناعية إلى جانب ثلاث مستوطنات إسرائيلية سابقة في شمال غزة. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدراي أن الجيش انسحب بشكل كامل من بلدة بيت لاهيا وبصورة جزئية من بلدة بيت حانون (شمال). وأوضح أدراي «أن القوات الإسرائيلية انسحبت بالكامل من بلدة بيت لاهيا في حين مازالت الآليات العسكرية للجيش ترابط على قرابة كيلومتر واحد من الجدار الفاصل بين الأراضي الفلسطينية و(إسرائيل) في عمق منطقة بيت حانون». وأشار إلى توغل قوات الاحتلال عدة أمتار باتجاه معبر المنطار «كارني» صباح أمس «بحثاً عن الأنفاق المستخدمة من قبل الفصائل الفلسطينية». وأضاف «تصرفنا من تلقاء أنفسنا ولا نستبعد العودة إلى هذه المناطق فالعملية لم تنته».

وكانت «إسرائيل» قد سيطرت على هذه المنطقة في وقت سابق الأسبوع الجاري لتقيم ما يرقى إلى منطقة عازلة بمحاذاة حدود القطاع الشمالية في محاولة لتصعيب عمليات إطلاق الصواريخ على عسقلان إحدى مدن «إسرائيل» الساحلية والمراكز السكانية الأخرى القريبة من غزة، لكن إطلاق الصواريخ لم يتوقف.

من جانب آخر، طالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان «إسرائيل» بوقف الاستخدام المفرط للقوة، كما طالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف وعدم إطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.

ميدانياً، أفادت مصادر طبية وأمنية فلسطينية بأن أربعة فلسطينيين استشهدوا أمس برصاص جيش الاحتلال في شرق غزة، إذ أكدت المصادر أن فلسطينيا قتل بنيران دبابة إسرائيلية في حي الشجاعية شرق المدينة، حيث تمركزت دبابات قرب معبر المنطار (كارني) بين القطاع و«إسرائيل». وقبل ذلك، قتل ناشطان من «كتائب القسام» بنيران الدبابات الاسرائيلية بينما كانا في الحي نفسه. وجرح خلال هذه المواجهات مصور في وكالة الأنباء الفلسطينية في وجهه وبطنه، على ما أفادت المصادر الطبية، موضحة أنه في حال الخطر. وفي وقت سابق، أطلقت آليات مدرعة تدعمها مروحيات وطائرات من دون طيار صواريخ فقتلت أحد عناصر الأمن الوطني وجرحت شخصين في حي الزيتون شرق غزة كما جرح ثلاثة فلسطينيين مسلحين إثر إطلاق قذيفة دبابة باتجاههم في الحي نفسه. وقالت المصادر الطبية إنه «عثر على جثة المواطن جبر ريحان (42 عاماً) من سكان حي السلاطين في بيت لاهيا في أحد الحقول وتوجد آثار إطلاق نار من عيار ثقيل في بطنه».


خسائر «بيت لاهيا» تقدر بمئات آلاف الدولارات

غزة - يو بي آي، أ ش أ

قال رئيس بلدية بيت لاهيا في قطاع غزة فايز أبوعيطة أمس إن الهدف من العملية العسكرية تدمير البنية التحتية للمنطقة وألحقت العملية على مدار يومين خسائر فادحة في البلدة تقدر بمئات آلاف الدولارات. وقال إنه «تم تدمير شبكة الطرق والتي تقدر كلفتها بـ 300 ألف دولار أميركي، وكذلك تدمير شبكة الكهرباء بكلفة تقدر بـ 150 ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى تدمير شبكة المياه الرئيسية والفرعية المؤدية إلى منازل المواطنين بكلفة تقدر بـ 50 ألف دولار أميركي».

وأشار أبوعيطة إلى أن جيش الاحتلال دمر شبكة الاتصالات الهاتفية في البلدة بالكامل، وخرب شبكات الري الزراعي وآبار المياه الزراعية، علاوة على تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وتدمير نحو مئة منزل فلسطيني منها ما دمر بشكل كلي ومنها بشكل جزئي. وناشد أبوعيطة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان «التدخل العاجل لوقف جميع أشكال العدوان» على القطاع

العدد 1402 - السبت 08 يوليو 2006م الموافق 11 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً