العدد 1409 - السبت 15 يوليو 2006م الموافق 18 جمادى الآخرة 1427هـ

آخر الفرص!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

يعيش لبنان هذه الأيام ظروفا صعبة، على إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي حدد أهدافه في إبادة المدنيين وتدمير كبرى المنشآت والبنى التحتية للدولة والمجتمع اللبنانيين. يحمل الاعتداء السافر وراءه جملة من الأسئلة: إذا كان الهدف من الاعتداء هو القضاء على حزب الله أو إنقاذ الجنديين المختطفين من قبل الحزب نفسه، فما فائدة اعتداء بهذا الحجم؟! إذ إن مثل هذا الاعتداء لن يسحق سوى المدنيين ومؤسسات الدولة، ولن يحقق الغرض. عملية «الاختطاف» ناجحة وشرف أضيف إلى المقاومة في زمن الذل العربي وهشاشة نظمه السياسية. تعلل الكثيرون بأن المقاومة أقدمت على أمر ما كان ينبغي أن تقدم عليه. ولعله من الغباء السياسي أن نعتقد ذلك، فالتوقيت الذي اختارته المقاومة جاء مناسبا، لأنه أخرج المنطقة من الصمت المضروب حيال الانتهاكات الإسرائيلية اليومية على قطاع غزة. كانت المقاومة هي الصوت الوحيد الذي خفف الوطأة على الشعب الفلسطيني!

إن العقل العربي المهزوم هو الحارس الأول والأخير لـ «إسرائيل»، إذ إن انتهاكها للأعراف الدولية وتعنتها وإذلالها للإنسان العربي، هو أمر مرفوض من قبل كل العرب والمسلمين بمن فيهم الواقعون في منظومة الهزيمة. في حين أن الصمود والقوة هما من يفرضا الاحترام ويعززا العلاقات بين دولنا. إن المنعطف الجديد في الحرب على لبنان، هو فرصة للأنظمة العربية لكي تخرج من منظومتها المهزومة، وتنخرط في أجندة التحدي والصمود. إذا كان خوف النظم العربية على سلطتها أو على خزائنها ومصالحها. فإن طيبة الشعب العربي ورباطة جأشه، تقبل بكل شيء، إلا أن تمحى كرامته. فشعب له قدرة على الصبر والصمود، ويستطيع أن يفترش الرمل ويلتحف السماء ويصبر على العطش كالجمل ويأكل من عشب الأرض، لقادر على أن يجود بكل هذا من أجل كرامة لا يعرف العربي أن يعيش سوياً من دون إحرازها. فإن كان هذا هو مصدر الخوف؛ فخذوا السلطة وكلوها واشبعوا منها وتقيأوها، وخذوا من موازنة هذه الدول ووزعوا ما طاب لكم مما تبقى من ذلك النزر القليل على هذا الشعب؛ خذوا كل شيء، ولا تبالوا. لكن حذار، من الوقوف في وجه كرامة الشعب العربي

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1409 - السبت 15 يوليو 2006م الموافق 18 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً